يتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الخميس (12 مارس / آذار 2015) إلى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي حليف واشنطن قبل ان ينتقل الاحد إلى سويسرا للمشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني.
ويتوقع ان يشارك كيري من الجمعة الى الاحد في مؤتمر اقتصادي في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الاحمر. وهذا الاجتماع الدولي الذي يحضره ايضا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند يكتسي صدى دبلوماسيا كبيرا ذلك ان القاهرة تريد تثبيت الشرعية الدولية للرئيس السيسي كرأس حربة في مكافحة الارهاب.
وسيتباحث كيري مع الرئيس المصري الذي انتخب في 2014 "حول مروحة من المواضيع الثنائية والعالمية وخصوصا في جهود التحالف ضد داعش والوضع في ليبيا والازمة في سوريا"، بحسب وزارة الخارجية الاميركية التي اشادت "بتعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية على المدى الطويل مع مصر".
وتقربت واشنطن من نظام السيسي الذي كان قائدا للجيش الذي اطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013. ولم تصف الولايات المتحدة عزل مرسي بانه انقلاب.
لكن الحكومة الاميركية تندد ايضا باستمرار بحملة القمع ضد معارضي النظام المصري وخصوصا انصار جماعة الاخوان المسلمين.
وبالفعل ومنذ سقوط نظام حسني مبارك في 2011، تواجه الولايات المتحدة مأزقا مع مصر: فواشنطن تدين حصيلة حقوق الانسان في القاهرة لكن يتعين عليها الاعتماد على تحالفها العسكري مع هذه الدولة التي تعتبر فاعلا رئيسيا في العالم العربي.
تمنح الولايات المتحدة مصر سنويا 1,5 مليارات دولار منها 1,3 مليار للمساعدات العسكرية. وقد تم تجميد قسم من هذه المساعدة في تشرين الاول/اكتوبر 2013 وتم ربطه بشرط تطبيق اصلاحات ديموقراطية.
ومنذ ذلك الوقت، ارسلت مروحيات حربية من طراز اباتشي الى مصر لكن لا يزال القسم الاخير من المساعدة العسكرية مجمدا.
ومن شرم الشيخ سيتوجه جون كيري مساء الاحد الى لوزان للقاء نظيره الايراني محمد جواد ظريف قبل اسبوعين من الموعد النهائي المحدد للتوصل إلى اتفاق سياسي حول النووي بين القوى الست الكبرى وايران.
ولا تزال المدة التي ستستغرقها هذه المحادثات الجديدة مجهولة وكذلك موعد عودة جون كيري إلى واشنطن.
وهذه المحادثات الثنائية الجديدة على هذا المستوى بين الولايات المتحدة وايران بعد عشرة ايام من جولة محادثات في مونترو، تجري في إطار مفاوضات اوسع بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والمانيا) وطهران برعاية الاتحاد الاوروبي.
وعلى خط مواز، يتوقع عقد اجتماع وزاري بين إيران والاتحاد الاوروبي وفرنسا وبريطانيا والمانيا الإثنين في بروكسل.
وفي ختام اكثر من 18 شهرا من المحادثات، يفترض ان تتوصل الاطراف إلى "تفاهم" سياسي قبل 31 اذار/مارس. وسيتم وضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية لاتفاق تام بحلول 30 حزيران/يونيو-الاول من تموز/يوليو.
والخميس صرحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي لشبكة "سي ان ان": "الامر لا يتعلق باتفاق بين ايران (والولايات المتحدة) فقط، انه اتفاق متعدد الاطراف يحاول منع إيران من الحصول على سلاح نووي".