وصفت الحكومة السعودية أمس (الأربعاء) تصريحات وزيرة الخارجية السويدية حول حقوق الإنسان في المملكة «بالتدخل السافر» في شئون السعودية وأكدت استدعاء سفيرها من السويد.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية السعودية نقلت وكالة الأنباء السعودية تصريحاته إن «المملكة تعتبر هذه التصريحات تدخلاً سافراً في شئونها الداخلية لا تجيزه المواثيق الدولية ولا الأعراف الدبلوماسية ولا ينسجم مع العلاقات الودية بين الدول».
وأكد الناطق نفسه أن المملكة «قامت باستدعاء سفيرها لدى مملكة السويد (...) على إثر التصريحات المسيئة للمملكة والصادرة على لسان وزيرة خارجية مملكة السويد».
ستوكهولم - رويترز، أ ف ب
قالت وزارة الخارجية السويدية أمس الأربعاء (11 مارس/ آذار 2015 ) إن المملكة العربية السعودية استدعت سفيرها من ستوكهولم بعد خلاف دبلوماسي بين البلدين بشأن سجل الرياض في حقوق الإنسان والديمقراطية.
وكانت السويد أعلنت أمس الأول (الثلثاء) أنها ستلغي اتفاق تعاون دفاعياً مع السعودية. وجاء ذلك بعد قرار السعودية منع كلمة كان من المقرر أن تلقيها وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم يوم الإثنين في اجتماع لجامعة الدول العربية في القاهرة.
وقال المتحدث باسم فالستروم، إريك بومان «وصلتنا معلومات بأن السعودية استدعت سفيرها».
وأضاف أن السبب الذي سيق في استدعاء السفير هو نفس السبب الذي قدم لدى منع خطاب فالستروم في القاهرة: «انتقاد السويد والتصريحات الخاصة بحقوق الإنسان والديمقراطية».
وصرح بومان بأن السويد لا تعتزم استدعاء سفيرها من السعودية. ولم يتسنَّ الاتصال بمتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية للتعليق.
وجاءت الحكومة السويدية التي يقودها الاشتراكيون الديمقراطيون إلى السلطة في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي متعهدة بالقيام بدور دولي أكثر نشاطاً والتركيز في سياستها الخارجية على حقوق الإنسان. وخلق هذا الموقف مشاكل بالفعل.
وفي أول خطاب له قال رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين إن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية وهو ما قوبل بانتقاد شديد من جانب إسرائيل. كما انتقدت فالستروم بشدة تصرفات روسيا في أوكرانيا.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه بعد احتجاج السعودية على فالستروم وافق وزراء الخارجية العرب على بيان استنكروا فيه تصريحات فالستروم أمام البرلمان السويدي وأكدوا أن الدول العربية ترفض هذه التصريحات جملة وتفصيلاً.
وكانت فالستروم قالت للبرلمان السويدي في فبراير/ شباط إن السعودية انتهكت حقوق المرأة وانتقدت جلد الناشط والمدون رائف بدوي. ووصفت السعودية أيضاً «بالدكتاتورية».
وبعد قرار إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي قالت صحيفة داجينز إندوستري إن السياسة الخارجية للحكومة جاءت بنتائج عكسية.
وأضافت «سياسة الحكومة في الشرق الأوسط حتى الآن زادت العلاقات سوءاً مع إسرائيل والعالم العربي في وقت تمر فيه المنطقة كلها بفترة حرجة».
وقال المحلل في مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية سعود السرحان لوكالة «فرانس برس» إن المراقبين في السعودية نظروا إلى القرار السويدي على أنه تحرك يعكس «الانقسامات داخل الحكومة السويدية أكثر من العلاقات الدولية».
ولم يدلِ رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين الذي يزور أوكرانيا بأي تفسير لقرار حكومته. وقال رئيس الوزراء للصحافيين في كييف «إنها مسألة خطيرة ويجب التعامل معها بجدية».
أما وزير الدفاع بيتر هولتكفيست فاعتبر أن وقف التعاون العسكري فرض نفسه لأنه «لا تنبثق عنه أي نشاطات من جهة، ومن جهة أخرى لأنه لا يحظى بالدعم» داخل الائتلاف الحكومي.
وكتبت صحيفة «سفينسكا داغبلاديت» في افتتاحية لها أن «السياسة الدبلوماسية ليست مسألة خارجية فقط. إن الأهم هو عامل المصلحة الوطنية. إن السويد بحاجة إلى صناعتها... والتخلي عن اتفاقية التعاون سيكون له ثمن».
وبحسب معهد «ايه اتس اس جينس» المتخصص في شئون التسلح، فإن السعودية تخطت الهند لتصبح في 2014 أكبر مستورد للسلاح في العالم. والسعودية هي ثالث أهم بلد يستورد الأسلحة السويدية خارج الدول الغربية.
العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ