قامت منظمة الصحة العالمية في سوريا مؤخرا بتعزيز تقديم الخدمات الصحية من خلال نشر عيادات متنقلة لخدمة الفئات السكانية المحرومة وتلك الموجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
في حوار مع مي يعقوب، تحدثت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إليزابيث هوف، عن أهمية هذه العيادات وعن الوضع الصحي المتدهور في سوريا.
إذاعة الأمم المتحدة : تواصل منظمة الصحة العالمية مساعدة سوريا طبيا فيما يدخل الصراع عامه الخامس، وكان آخر تلك المساعدات "عيادات متنقلة"! كيف ستحدث تلك العيادات الجديدة فرقا في حياة الشعب السوري؟
إليزابيث هوف: إنها خطوة هامة إلى الأمام. لدينا عدد كبير جدا من الناس، تقريبا 4 ملايين من السكان السوريين الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها أو مناطق تسيطر عليها المعارضة. لذلك فمن المهم جدا بالنسبة لنا أن نتأكد من أننا قادرون على الوصول إلى هذا الجزء من السكان. هناك 57٪ من المستشفيات العامة في سوريا إما تعمل جزئيا أو خارج الخدمة كليا. علاوة على ذلك، 63٪ من مراكز رعاية التوليد الطارئة الأساسية العامة لا تعمل. و28٪ من المستشفيات لا يمكن الوصول إليها وعدد المصابين والمتضررين اليومي كبير. مع هذه الخلفية في الاعتبار، فمن الواضح أن العديد من الناس غير قادرين على الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب بسبب أضرار كبيرة في سيارات الإسعاف في البلاد. والمحظوظون الذين يتمكنون من الوصول إلى المستشفيات لا يمكن علاجهم في الوقت المناسب بسبب النقص الشديد في الأدوية المنقذة للحياة.
ومحدودية توافر الخدمات الصحية في بعض أجزاء البلاد تتطلب من المرضى قطع مسافة تصل إلى 160 كم للوصول إلى أقرب مستشفى. هذا ما دعا التدخل الاستراتيجي بمنظمة الصحة العالمية إلى توفير العيادات المتنقلة التي من خلالها يمكن تقديم الخدمات الطبية للسكان المحتاجين وخاصة المحرومين الذين يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وبواسطة العيادات المتنقلة، سيتم نشر الخدمات وفقا للاحتياجات والمواقع ذات الأولوية.
إذاعة الأمم المتحدة: من الذي ساعد في تمويل العيادات المتنقلة؟ هل كان تبرعا من منظمة الصحة العالمية فقط أو بالتعاون مع بعض الشركاء؟
إليزابيث هوف: لدينا عدد من الجهات المانحة التقليدية، ولكن توفر لدينا أيضا دعم مالي كبير من الكويت. الجهات المانحة التقليدية مثل النرويج والولايات المتحدة وكندا..
إذاعة الأمم المتحدة: ما هي ردود فعل الشعب السوري لدى نشر العيادات المتنقلة؟
إليزابيث هوف: ما رأيناه أن الوصول إلى العيادات الصحية، وليس فقط للمريض ولكن أيضا للعامل الصحي، يشكل واحدة من المشاكل الرئيسية في المنطقة التي تتأثر بشكل كبير من الأزمة. هذا يمكن أن يكون بسبب الحرب النشطة أو بسبب تدمير البنية التحتية، الأمر الذي يجعل من الصعب التحرك إلى المنطقة. حتى بعد وقف القتال النشط، لا يزال من الصعب بالنسبة لهم الوصول إلى المراكز الصحية. لذلك قمنا بتجهيز هذه العيادات المتنقلة بفريق من الأطباء والممرضات والقابلات، بحيث يذهبون إلى السكان حيث يعيشون.
إذاعة الأمم المتحدة : لقد ذكرت أن العديد من المرافق الصحية إما تضررت جزئيا أو كليا. كيف تقيمين، كيف تصفين حاليا القطاع الصحي في البلاد؟
إليزابيث هوف: على مدى السنوات الأربع الماضية انهار النظام الصحي في سوريا. كانت سوريا تتمتع من قبل بأفضل المؤشرات الصحية في الشرق الأوسط، ولكن للأسف مع هذه الأزمة انخفضت الجودة وإمكانية التوعية. لذلك هناك العديد من المشاكل التي نواجهها مثل تفشي الأمراض وخاصة الأمراض التي تنتقل عبر المياه مثل الإسهال، والتهاب الكبد ألف، والتيفوئيد.
إذاعة الأمم المتحدة : لقد وضعت منظمة الصحة العالمية بالفعل بعض الأهداف الاستراتيجية لعام 2015 للمساعدة في الخدمات الصحية في سوريا؟ ما هي أهم هذه الأهداف؟
إليزابيث هوف: من الواضح تماما أنه يجب مواصلة توفير الخدمات الصحية المنقذة للحياة والأدوية المنقذة للحياة، ليس فقط للأمراض المعدية ولكن لمنع تفشي الأوبئة وللأمراض المزمنة، مثل السكري والربو، والصرع. الصحة العقلية مهمة أيضا لأنه في أي بلد هناك عدد من الناس الذين هم فعلا بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية، والأوضاع في سوريا خطيرة جدا جدا فيما يتعلق بالصحة العقلية، حيث ما يصل إلى 50٪ من السكان يعانون من ضغط كبير بسبب الوضع. الرعاية من الصدمات عنصر مهم آخر. فهناك عدد كبير جدا من الناس قتلوا خلال هذه السنوات الأربع، وأصيب حوالي مليون شخص، ويحتاجون إلى المتابعة الدورية والرعاية، لذلك يجب توفير المستلزمات الجراحية عبر البلد. أيضا ضحايا الحروق، فقد وقع عدد كبير من التفجيرات بسيارات ملغومة، التي أصابت الأبرياء مثل النساء والأطفال. إنه حقا برنامج واسع جدا لعام 2015
شكرا إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا.