من يتحمل مسئولية كل ماجرى على والدتي التي اضطرت على مضض أن تلجأ إلى المقر الطبي الوحيد الذي يستوعب مثل حالاتها الطارئة، والتي ترتجي منه علاجها، لقد طرقت والدتي لأكثر من مرة مساعدة مستشفى السلمانية بغرض الكشف عن سبب آلام البطن المبرحة التي كانت تعاني منها فكان الأخير يكتفي بمنحها فقط المسكنات والمسهلات وإبر تعمل على وقف القيئ المستمر الذي تعاني منه، وعلى إثر ذلك اضطررنا في آخر مرة مراجعة في المستشفى وبعد شد وجذب وإصرار كبير من قبل ذوي المريضة بالموافقة على إبقاء والدتي تحت الملاحظة الطبية ومعرفة سبب الآلام البطن المزمنة إضافة إلى سبب إصابتها بالإمساك الشديد الذي يمنعها من التغوط لمدة تناهز6 أشهر، وبعد اللتيا والتي تم الموافقة أخيراً على إبقائها في المستشفى تحت المعاينة الطبية، ولأن الطبيبة التي كانت تشرف على معاينة والدتي لم تكن تدرك حقيقة الوضع الصحي لوالدتي بشكل جدي وسبب مراوحة حالها دون تطور في مسار تحقيق تقدم في صحتها تم نقل المتابعة إلى معاينة طبيب آخر والذي بمجرد أن اطلع على وضع والدتي اكتشف إصابتها بورم في القولون وحاجتها على الفور إلى جراحة استئصال الورم الذي كان بحجم بطيخة حسب كلام الطبيب ذاته بعد الجراحة، ثم نقلت إلى العناية القصوى لمدة تقارب الأسبوعين وبعدها إلى العناية المركزة بجناح 11، وبدأت تدريجياً تتعافى بعد ما تم إخضاعها إلى جلسات علاج طبيعي واكتشاف إصابتها بالشلل الذي جعلها فاقدة القدرة على الحركة في أطراف جسمها من اليدين والرجلين، وأرجع الأطباء سبب إصابتها بالشلل ربما إلى تأثير المخدر الذي كان يعطى إليها أو ربما يرجع إلى فترة مكوثها مدة من الزمن في السرير، كلها عوامل وأسباب قد سيقت وراء إصابتها بالشلل حتى تمكنت مع استمرار إخضاعها إلى جلسات العلاج أن تستطيع تحرك شيء بسيط من يديها ورجليها، وخلال مكوثها بالمستشفى وأثناء المتابعة الطبية خاصة لدى طبيبة الأورام أفصحت لنا الأخيرة عن حقيقة غائبة عن أنظارنا ولم تكن في الحسبان بأن الملف الطبي الخاص لوالدتي يخلو من أي ورقة أو تقرير طبي عن الجراحة التي خضعت لها، وعلى إثر ذلك لاتستطيع هي كطبيبة أن تعرف بدقة مسار مرض وعلاج والدتي وتاريخها العلاجي دون هذا التقرير الطبي الخاص بالجراحة، ولقد حاولنا لأكثر من مرة مع الطبيب نفسه الذي أجرى الجراحة بغية توفير التقرير الطبي الذي يسمح لطبيبة الأورام أن تعرف المسار المرضي لوالدتي وأيضاً إمكان الاعتماد عليه كمرجع نستند عليه في مجال المراسلات الخارجية ومحاولات البحث لها عن علاج خارج البحرين ولكن كل محاولاتنا التي سلكناها مع الطبيب لم تنجح، الذي اعتمد على أسلوب التسويف والمماطلة تارة يقول لنا بأنه اضطر إلى استئصال قرابة 90 في المئة من حجم الورم والمريضة بحاجة فقط إلى جلسات الكيماوي للقضاء على الحجم المتبقي من الورم، ومن جهة أخرى طبيبة الأورام تؤكد أنه دون التقرير الطبي فإنها لن تتمكن من الوقوف بدقة على حالة والدتي الصحية، إلا أنه استمر في أسلوب التسويف حتى آخر يوم من كتابة هذه السطور، وخلال يوم الخروج من المستشفى حدد لها موعد مع طبيبة الأورام، في الموعد المقرر المحدد بتاريخ 16 فبراير/ شباط 2015 اطلعت الطبيبة على الحالة الصحية لأمي وانتقدت أسلوب الطبيب الجراح لعدم إعطاء المريضة أدوية سيولة هي بأمس الحاجة إليها، وعلى إثر ذلك اضطرت إلى إبقائها في المستشفى مدة 10 أيام، وبعد ذلك خرجت لأجل العودة بها في جلسة علاج كيماوي مقبلة، والذي كان من المفترض أن تكون الجلسة بتاريخ 4 مارس/ آذار 2015 ولأن السرير الشاغر لم يتوفر وأصبح بعيد المنال فإن الموعد الطبي قد مضى ولم نتمكن من إخضاعها إلى جلسة العلاج المقررة بسبب عجزنا عن توفير سرير شاغر يتيح لها فرصة الدخول إلى السلمانية والمكوث لتلقي جرعة العلاج الكيماوي... وللعلم إن المستوى الذي بلغه ورم والدتي وصل إلى المرحلة الثالثة أي مرحلة متقدمة قبل الأخيرة وكل الخشية بأن ينتشر الورم في جسمها ويصل إلى الغدد الليمفاوية ونحن ننظر إليها مكتوفي اليدين عاجزين عن القيام بأي حل مجدي من شأنه أن يساعدها ويسهل عليها الدخول وإجراء جلسة العلاج الكيماوي الضرورية التي هي بأمس الحاجة الفعلية لها، ولكن لأن السرير غير متاح فإن أمرها مرجأ إلى أجل غير معلوم فيما حالتها تتفاقم إلى الأسوأ وحالتها لا تحتمل تأخيرها أكثر مما مضى...
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
هل هو شيء ينبع من سوء تخطيط وإدارة أم ماذا يصلح وصفه من الأساس؟ كيف بإمكاننا وصف خلو عيادة الحساسية في مجمع السلمانية الطبي من أي طبيب مختص بالحساسية؟ توجهت ناحية قسم حجز المواعيد بعدما حصلت على ورقة تحويل من المقر الذي أتعالج فيه؛ بغية حجز موعد في العيادة المعنية (الحساسية) وذلك للتأكد من مدى حساسية وتأثير دواء معين من المقرر أن أحصل عليه في فحص أذناي، وحينما توجهت إلى القسم المختص بالمواعيد أتفاجأ بجواب كان مدعاة لأن تتجلى علامات الدهشة والتعجب على وجهي، حينما قال لي الموظف إنه لايوجد أي طبيب حالياً في عيادة الحساسية، أي هي عيادة شاغرة وخاوية الوفاض، وأوضح الموظف أنه كان هنالك طبيب واحد في العيادة المقصودة، غير أنه تر ك العمل بالسلمانية وتوجه الى العمل في مقر آخر ؟!...وبالتالي ظل العمل داخل العيادة متوقفاً طوال تلك المدة التي خرج فيها آخر طبيب مختص بالعمل داخل عيادة الحساسية؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
قرابة أسبوع كامل والقمامة والمخلفات كما هي متروكة في موضعها على حالها، لم يتجشم أحد من عمال النظافة بمسئولية إزالتها من مقرها طوال تلك الفترة التي مضت.
ياترى أين هم المفتشون المراقبون على أداء عمال النظافة؟ هل يعقل أن مدة أسبوع نجدهم غائبين عن معرفة ما يدور من أعمال متروكة في هذه المنطقة، وهم مكلفون بل ملزمون بمعاينة ومراقبة وملاحظة أوضاعها وهي من المسئوليات التي تقع عليهم ضمن مهامهم وواجباتهم تجاه هذه المنطقة... أين هو دور بلدية المنطقة الشمالية في مراقبة أداء العمال أنفسهم؟
حسن مهدي سلمان
العدد 4568 - الثلثاء 10 مارس 2015م الموافق 19 جمادى الأولى 1436هـ
