دعا رئيس الجمعية البحرينية للبيئة شبر الوداعي إلى تفعيل الرقابة الاجتماعية في منظومة التطوع البيئي، وذلك في الحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان.
جاء ذلك خلال ندوة قدمها الوداعي بعنوان «المسئولية الاجتماعية والعمل الإنساني»، والتي نظمتها جوالة نادي المالكية بالتعاون مع جمعية البحرين للبيئة وذلك مساء أمس الأول (الإثنين).
وفي بداية أعمال الندوة أفاد رئيس لجنة الأنشطة والفعاليات بفريق جوالة نادي المالكية عبدالعزيز محمد بأن الندوة تشكل استمراراً للعمل الاجتماعي للجوالة والتأكيد على نهجها في العمل على ترسيخ قيم المسئولية الاجتماعية في العمل التطوعي بمختلف اتجاهاته.
ونوه إلى أن التعاون مع جمعية البحرين للبيئة في تنظيم الندوة يجسد التزام الجوالة المسئول في تعزيز أسس الشراكة ودعم جهود وأنشطة الجمعية، وذلك يمثل تأكيداً للمسئوليات التي التزمت بها الجوالة منذ تأسيس الجمعية، وكأحد الأطراف الرئيسية المؤسسة لهذا الكيان التطوعي البيئي.
وقال محمد: «إن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تحظى باهتمامنا وتدخل في صلب عملنا الإنساني، والجوالة تهتم بنشر ثقافة العمل الإنساني بين أفرادها وتسعى إلى تنظيم الأنشطة التي تسهم في تفعيل الاهتمام بهذه الفئة المهمة في المجتمع».
وضمن برنامج الندوة قدم رئيس جمعية البحرين للبيئة شبر إبراهيم الوداعي محاضرة بعنوان «الرقابة الاجتماعية في منظومة التطوع البيئي» عالج في المحور الأول منها قضايا نظافة المحيط البيئي للإنسان كضرورة إنسانية ومطلب حضاري.
وتناول في سياق المحور جوانب السلوك الاجتماعي وعلاقته بنظافة المحيط البيئي للإنسان، وبين مفهوم السلوك الاجتماعي الذي حدده في النشاطات والممارسات الإيجابية وغير الإيجابية التي يقوم بها الفرد والجماعة ذات التأثير المباشر على واقع نظافة المحيط البيئي للإنسان، والتي تعكس مستوى الوعي الاجتماعي والتزامه بمعايير الحفاظ على نظافة محيطه البيئي.
واستعرض الوداعي جوانب السلوك الإيجابي للفرد والمجتمع في الحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان وحدده في حملات النظافة التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني والمتخصصة والمعنية بالنشاط البيئي، وبرامج التوعية الاجتماعية الخاصة بالحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان، والمحاضرات الدينية والإرشادية التي تعنى بقضايا التوجه الاجتماعي.
كما استعرض الوداعي السلوك السلبي في العلاقة مع نظافة المحيط البيئي للإنسان، موضحاً أنه يتمثل في الممارسات والأنشطة الخاطئة وغير السليمة التي يقوم بها الفرد والمجتمع، وتتسبب في تلويث المحيط البيئي للإنسان، وتكوين حالة غير صحية وغير سليمة لمعيشة الناس.
وتناول المتحدث في المحور ذاته أهمية نظافة المحيط للإنسان كضرورة إنسانية، مشيراً إلى أن ذلك يوفر الظروف الملائمة لمعيشة الإنسان، ويحمي الفرد والمجتمع من مخاطر انتشار الأمراض، ويحقق الاستقرار النفسي للفرد والمجتمع، ويوفر الظروف الملائمة للعمل والابتكار والإبداع.
وتطرق إلى نظافة المحيط البيئي للإنسان كمطلب حضاري، مبيناً أن ذلك ينشط الحركة السياحية ويعزز المظاهر الجمالية للحي والمدينة، ويبرز مدى تقدم ورقي المجتمعات والشعوب، ويتجاوب مع مبادئ وقيم المواثيق العالمية الخاصة بحماية المحيط البيئي للإنسان.
مشيراً إلى نظافة المحيط البيئي للإنسان كواجب ديني، وأنه من أهم المبادئ التي يؤكد عليها الإسلام هي النظافة، وقد تم التأكيد على ضرورتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وبالاتساق مع ذلك، نوه الوداعي إلى نظافة المحيط البيئي للإنسان كمسئولية أخلاقية وسلوك حضاري، مؤكداً أن المسئولية الأخلاقية للفرد والمجتمع تمثل أكثر القيم والمبادئ الإنسانية رقياً وفاعلية في الحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان، ومن دون توفرها لا يمكن تحقيق الأهداف المرجوة في هذا السياق.
ولم يغفل الوداعي التطرق إلى موضوع نظافة المحيط البيئي للإنسان كمطلب قانوني، موضحاً أن كل القوانين والقرارات والأنظمة في مملكة البحرين الخاصة بالصحة والنظافة العامة تؤكد ضرورة الالتزام بمعايير نظافة المحيط البيئي للإنسان، وتحدد جملة من الإجراءات والمخالفات العقابية على المتسببين في الإخلال بذلك.
وبخصوص أهمية الرقابة الاجتماعية في الحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان، أوضح رئيس جمعية البحرين للبيئة شبر الوداعي أن مفهوم الرقابة الاجتماعية يتمثل في الجهود والمساهمات التي يقوم بها الفرد والمجتمع الهادفة للكشف عن المخالفات، ودعم إجراءات وتوجهات تحقق معايير الحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان، وتطبيق القواعد القانونية المنظمة لذلك.
وتطرق المتحدث إلى الصفات والمميزات المطلوبة في الفرد للقيام بمهام الرقابة الاجتماعية، وحددها في الإلمام بالقضايا المعنية ومعرفة الوظائف والمهام في شأن تطبيق القواعد والقرارات والأنظمة الخاصة بالحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان، والنزاهة والابتعاد عن ازدواجية المعايير والقضايا الشخصية في تطبيق مبادئ الأنظمة والقوانين، والكشف عن حقائق المخالفات، والرقي الأخلاقي في العلاقة مع الوسط الاجتماعي، والتمتع بمميزات حسن التصرف، والقدرة على الإقناع وإيصال المعلومة بالصورة المطلوبة.
وبين دوافع وضرورات وجود الرقابة الاجتماعية، وحددها في التجاوزات المتصاعدة والمتشعبة في مصادرها وأساليبها للالتزامات القانونية ومعايير نظافة المحيط البيئي للإنسان، وعدم قدرة المؤسسة المختصة والمعنية بشأن الرقابة على نظافة المحيط البيئي للإنسان ضبط كل المخالفات والتجاوزات القانونية.
وفي المحور الثالث تحدث الوداعي عن الاتجاهات العملية لتحقيق مشاريع الحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان، وارتكز في رؤيته على منهج التدرج في إنجاز ذلك، مشيراً إلى متطلبات المرحلة الأولى والتي حددها في تنظيم المحاضرات وإعداد المطويات والنشرات التوعوية بأهمية الحفاظ على نظافة المحيط البيئي للإنسان، ومخاطر التجاوزات على الأمن الصحي للفرد والمجتمع، وإعداد البرامج الإعلامية المرئية والمسموعة لتوضيح المعايير والقواعد القانونية الخاصة بنظافة المحيط البيئي للإنسان، وتحديد فترة زمنية معلنة للبدء بشكل عملي في فرض المخالفات والجزاءات، موضحاً أن المرحلة الثانية يجري في سياقها العمل المنظم في تطبيق القوانين والأنظمة وفرض الجزاءات على المخالفين لمعايير النظافة.
واختتم الوداعي المحاضرة بالتأكيد على ضرورة اعتماد محفزات لتفعيل الرقابة الاجتماعية، وحددها في تنظيم الدورات المتخصصة لتنمية كفاءات الأفراد المتعاونين، وابتعاث المتعاونين للمشاركة في البرامج المتخصصة للاطلاع على تجارب الدول الأخرى، ومتابعة الأحوال المعيشية للمتعاونين ومساعدتهم في تجاوز العقبات، والاستفادة من المتعاونين في ضمّهم ضمن الكادر الوظيفي للرقابة على نظافة المحيط البيئي للإنسان، ومكافأة وتقدير المتعاونين على جهودهم.
العدد 4568 - الثلثاء 10 مارس 2015م الموافق 19 جمادى الأولى 1436هـ