انطلقت أمس (الثلثاء) فعاليات مؤتمر الشباب الدولي السابع تحت عنوان «الإعلام وثقافة الشباب»، الذي تنظمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة تحت رعاية ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
وبدأ المؤتمر أعماله بجلسات حوارية، تحدث في الجلسة الأولى ومحورها «سلوكيات الشباب وإلى أين تسير» القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين مهند النعيمي، والقائم بأعمال مديرة إدارة الثقافة المرورية بالإدارة العامة للمرور الرائد أسامة محمد ومستشار مكتب وزير الدولة لشئون الشباب ووزير الإعلام في دولة الكويت وخبير تنمية وتمكين الشباب كامل يحيى النابلسي، وأدار جلسة الحوار مقدم برامج تلفزيونية وإذاعية من سلطنة عمان الإعلامي طلال الرواحي، وتم التطرق إلى الإعلام الجديد عند مفترق الطرق، والآثار الواضحة لوسائل الإعلام الحديثة على الشباب من الناحية الأخلاقية والأمنية والفكرية وتحليل للمشاهدات العامة والظواهر المنتشرة.
من جانبه، قال القائم باعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين إن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشء وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي.
وأضاف أن الشباب العربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يستفيد من الأنشطة والبرامج المتاحة له، ويتفاعل مع غيره من الناس من خلال هذه الأنشطة المتاحة، وبذلك يتبادل أنواع السلوك الإنساني مع غيره فيفيد ويستفيد من غيره، ويتعلم أنواعاً من السلوك، ويكتسب خبرات إيجابية من خلال ذلك التفاعل والأنشطة، ويحاول أن ينمي لنفسه الإحساس بالمسئولية والاعتماد على الذات من خلال هذه العمليات والأنشطة وهو يقوم بذلك من خلال المشاركة مع الآخرين من الجماعات الأخرى على صفحات التواصل الاجتماعي.
واستعرض النعيمي عدداً من السلبيات التي ساهمت بها وسائل التواصل الاجتماعي في التغيير من السلوك لدى الشباب، مؤكداً أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من الأشياء المهمة في الوقت الراهن للجميع، لكن ظهرت الكثير من المشكلات والسلبيات لتلك المواقع والتي أصبحت واضحة بشكل كبير وتؤثر على المجتمع.
وقال إن مواقع التواصل أصبحت أداة للأسف لنشر الأخبار المغلوطة أكثر من الأخبار الإيجابية بما يؤثر على سلوكيات الشباب ومحاولة التشويش على أفكارهم، كما أن انعدام الخصوصية لمستخدمي الشبكات الاجتماعية أصبحت عنصراً مؤثراً في شخصياتهم بحيث يستخدم الأشخاص المشاركون ملفاتهم الشخصية لعرض بياناتهم وجميع المعلومات عنهم بالإضافة إلى نشر الكثير من المعلومات الشخصية حول السكن والجامعة والوظيفة ومن الممكن أن يستغل بعض المحتالين هذه المعلومات لاستغلالهم، لذا ينصح بمراجعة الإعدادات جيداً للتأكد من أنها تحافظ على الخصوصية للأصدقاء فقط.
وذكر النعيمي أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على علاقات الصداقات في حين أن مواقع التواصل الاجتماعي من أفضل الوسائل التي يستخدمها الكثيرون للحصول على صداقات جديدة، إلا أنها ربما تكون سبباً في مشكلات تؤدى إلى قطع العلاقات بين الأصدقاء المقربين، مشيراً إلى أن الدراسات تؤكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تضيع وقت الكثيرين حيث رغم الكثير من المميزات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن المستخدمين يضيعون أوقاتاً كثيرةً سواء في التواصل مع الأصدقاء ومراقبة تحديثات أصدقائهم والرد على تعليقاتهم بالإضافة إلى قضاء الكثير من الوقت في الألعاب غير المفيدة مثل فارم فيلى وحروب المافيا وغيرها من الألعاب.
وأشار إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر على الحالة النفسية للشاب، حيث يزيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المفرط الإحساس بالوحدة والاكتئاب وإدمان الجلوس أمام الإنترنت، بالإضافة إلى عدم رغبة المستخدم في الاختلاط والاكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشاشة ومراقبة أصدقائه ومعارفه بدلاً من التفاعل معهم، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الترابط الأسرى حيث أظهرت الأرقام أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الترابط الأسري فقد ارتفعت نسبة الأشخاص الذين لا يقضون وقتاً مع عائلتهم من 8 في المئة العام 2000 إلى 34 في المئة العام 2011 بسببها، بالإضافة إلى أن نسبة 32 في المئة من الأشخاص يتناولون الوجبات أثناء تصفحهم مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أثبتت الدراسات أن نحو 51 في المئة من الموظفين الشباب الذى تتراوح أعمارهم بين الـ 25 و34 عاماً يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل ما يؤدي إلى ضعف إنتاجية الشركة وتكبدها الكثير من الخسائر.
واستعرض النعيمي عدداً آخر من السلبيات منها أن مواقع التواصل الاجتماعي تعرض المستخدمين للمشاكل، ومستخدميها من الشباب أصبحوا عرضة للعزلة الاجتماعية وفتحت المجال لآراء غير المختصين وساعدت على نشر الكراهية.
وأكد، في ختام حديثه، أن رغم السلبيات العديدة إلا أن الجانب المشرق والمفيد منها يجب أن يكون أولوية لدى الشباب العربي بما يخدم مصالحه وقضاياه، وإن تعدد أدوات التواصل الاجتماعي يجب أن تكون خطوة إيجابية يحقق الشباب من خلالها أهدافهم وتطلعاتهم لإيصال صوتهم للعالم، كما استعرض تجربته السابقة من مجال المجموعات الأخبارية وكيفية تحويل أدوات التواصل من سلبية إلى إيجابية تخدم المجتمع.
كما تحدث في الجلسة المستشار وخبير التنمية وتمكين الشباب بمكتب وزير الدولة لشئون الشباب وزير الإعلام في دولة الكويت كامل النابلسي وعرف بداية «المراهقة باعتبارها انطلاقة النشء، وإن ثمن التقصير تجاه فئة الشباب من حيث الخدمات المقدمة لهم ودور ذلك في تشكيل رأي ربما يكون سلبياً حيث إن غياب الإمكانيات بالضرورة يؤثر على شكل وحجم الإمكانات عند هذه الفئة الواسعة في المجتمع».
ثم تلتها الجلسة الثانية وكان محورها «القيم مصطلح يحتاج إلى تعريف» وقدم المتحدث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب أحمد الهنداوي تهنئة لمملكة البحرين لاختيار المنامة عاصمة للشباب العربي، مشيداً بتنظيم المؤتمر والذي يركز على الإعلام والشباب واختيار المنامة هو مؤشر هام فلأول مرة توجد عاصمة عربية للشباب والتي تحتضنها مملكة البحرين وهي الرائدة في قيادة الشباب، معبراً عن أمله أن يستمر هذا التقليد وأن تستمر العواصم لتصبح عواصم للشباب العربي.
العدد 4568 - الثلثاء 10 مارس 2015م الموافق 19 جمادى الأولى 1436هـ