العدد 4567 - الإثنين 09 مارس 2015م الموافق 18 جمادى الأولى 1436هـ

حزب عربي موحد.. مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية القادمة

بعد أن ظلت الأقلية العربية في إسرائيل على هامش المشهد السياسي طوال الستين عاما الماضية تأمل ألان أن تكتسب قوة تحتاجها بشدة في الانتخابات البرلمانية التي تجري الأسبوع القادم وتخوضها أربعة أحزاب عربية تحت راية واحدة لأول مرة.

وأظهرت عمليات المسح أن القائمة العربية الموحدة قد تجيء في المركز الثالث في الانتخابات ويصبح لها دور فاعل في تشكيل الائتلافات الحكومية التي تهيمن على السياسة الإسرائيلية التي لم تشهد احتكار حزب واحد للأغلبية في البرلمان.

ويعتبر عدد كبير من عرب إسرائيل الذين يشكلون 20 في المئة من عدد السكان الذي يبلغ ثمانية ملايين نسمة هذا التوحد الجديد خطوة كبيرة على طريق محاربة التمييز وكسب الاعتراف. ورغم ان لعرب إسرائيل حقوقا كاملة متساوية يقولون انه في كثير من الاحيان يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.

وقالت ميرنا برانسي (24 عاما) وهي طالبة من الناصرة "ظللنا ننتظر هذا منذ عقود. سيكون لدينا الان سلطة أكبر حتى نحدث فرقا."

وعرب اسرائيل هم من بقوا في البلاد خلال حرب عام 1948 التي فر خلالها أو أجبر على الرحيل مئات الالاف من الفلسطينيين لينتهي بهم الامر في الاردن ولبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

ومن بقي يشكون طويلا من تدني الخدمات ومخصصات غير عادلة في التعليم والصحة والاسكان. ويعيش أكثر من نصف عرب اسرائيل تحت خط الفقر.

انتشرت في أم الفحم البلدة التي يعيش فيها 48 ألفا من عرب اسرائيل التي تقع قرب الحدود الشمالية للضفة الغربية اللافتات التي تدعو السكان للتصويت للقائمة العربية الموحدة على طول الطرق الصاعدة الى التلال.

وعلق عند مدخل البلدة راية الحزب ذات اللونين الازرق والرمادي وكتب عليها "هم واحد..صوت واحد". على مقربة تطل مأذنة مسجد على علامة ماكدونالد التجارية وعلى نصب اقيم في ذكرى 13 شابا قتلتهم القوات الاسرائيلية عام 2000 خلال مظاهرة تضامن مع الانتفاضة الفلسطينية.

وقالت ختام محاميد (46 عاما) انها لم تدل قط بصوتها في الانتخابات لكنها ستفعل هذه المرة وقالت "الحياة تزداد سوءا للعرب هنا. اذا ذهبنا لصناديق الاقتراع بأعداد كبيرة سنحصل على ما هو أكثر."

الوحدة قوة

لم تشارك أحزاب عربية قط في أي حكومة اسرائيلية ولم تسع للمشاركة. وهذا لن يتغير الان على الأرجح لكن القائمة العربية الموحدة يمكن ان تلعب دورا كبيرا بعد فرز الاصوات.

وتحصل الاحزاب العربية عادة على نحو 11 مقعدا في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعدا. وتشير استطلاعات الرأي انهم كقائمة موحدة يمكن ان يحصلوا على 13 مقعدا بينما ترتفع توقعاتهم الداخلية الى 15 مقعدا وهو ما يضعهم بوضوح في المركز الثالث.

وفي النظام الانتخابي البرلماني الاسرائيلي يختار الناخبون أحزابا لا أفرادا وزعيم الحزب الذي له أكبر عدد من الحلفاء السياسيين هو الذي يفوز عادة بتفويض رئاسي لتشكيل الحكومة.

ولمح أيمن عودة رئيس القائمة العربية الموحدة الى ان القائمة قد تساند اسحق هرتزوج الذي يسير حزبه الاتحاد الصهيوني وهو يسار وسط كتفا بكتف مع حزب ليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي اليمني قبل الانتخابات التي تجري في 17 مارس آذار.

وفي مثل هذه المنافسة المحتدمة كل مقعد يصبح له قيمة.

وقال عودة لرويترز "نريد لهذه الحكومة التي قادتنا جميعا يهودا وعربا الى طريق مسدود الا تستمر. لكننا في الوقت نفسه لسنا في جيب هرتزوج."

تهدئة الأجواء

بعض شركاء عودة قد لا يوصون على الارجح بأي مرشح لرئاسة الوزراء لكن اذا حصل هرتزوج على المنصب يمكن ان تعطيه القائمة العربية الموحدة دعما ضروريا من الخارج. وحدث هذا من قبل حين أيد النواب العرب في البرلمان الاسرائيلي رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين الذي أبرم اتفاقا مع الفلسطينيين عام 1993.

وقال عودة "كانت لدينا صيغة ناجحة في التسعينات مع حكومة رابين" مشيرا الى رغبته في التوصل الى ترتيب مماثل. واستطرد قائلا "وحدنا المهمشين والمهددين ونسعى لشراكة مع اليهود أيضا."

وفي انتخابات عام 2013 بلغت نسبة مشاركة عرب اسرائيل 57 في المئة أي أقل من متوسط المشاركة العامة التي بلغت 68 في المئة. وتوقعت تمار هيرمان من المعهد الاسرائيلي الديمقراطي زيادة الاعداد.

ويشكل عرب اسرائيل 15 في المئة ممن يحق لهم التصويت وهو ما يعني ان امكاناتهم الانتخابية يمكن ان تضمن لهم 18 مقعدا. لكن البعض يصوت لاحزاب غير عربية.

وفي تغير سياسي محتمل -وهو ما بدأت استطلاعات الرأي تتوقعه الان- وانتهت الانتخابات بالتعادل بين هرتزوج ونتنياهو وشكلا معا "ائتلافا كبيرا" ستمتنع قائمة عودة عن تأييد الحكومة لتصبح المعارضة الرسمية في البلاد وهي سابقة بالنسبة لحزب عربي في تاريخ اسرائيل.

ولا يعرف عودة (40 عاما) على نطاق واسع خارج مجتمع عرب اسرائيل لكن سلطت عليه الاضواء خلال مناظرة تلفزيونية ظل فيها رابط الجأش حين اتهمه وزير الخارجية من أقصى اليمين افيجدور ليبرمان بتمثيل "منظمات ارهابية" في الكنيست.

ورد عودة قائلا ان السلام أصبح كلمة قذرة في هذه الحملة الانتخابية وانه يخشى ان تصبح كلمة الديمقراطية أيضا كلمة قذرة في الانتخابات القادمة بسبب هذا الرجل.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:30 ص

      رأي

      اخطأ الحزب الشيوعي الاسرائيلي بالدخول في قائمة عربية عنصرية و كان الأفضل له ان يكون ممثل كافة الأعراق و الأديان تحت راية اليسار الحمراء وسط المجتمع العربي و اليهودي و لو تحالف مع حركة ميرتس لكان أقوى

    • زائر 1 | 5:07 ص

      ها ؟

      شلون بعد قائمة عربية يعني يعترفون بإسرائيل

اقرأ ايضاً