في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بإنجازات المرأة بمناسبة إحياء يومها العالمي، الموافق للثامن من مارس/ آذار من كل سنة؛ وفي الوقت الذي تتأمّل فيه الجمعيّات الحقوقية ومراكز البحوث مدى التقدّم المحرز والتغير الإيجابيّ في حياة النساء اللواتي اضطلعن بدور استثنائي في تاريخ بلدانهنّ ومجتمعاتهن؛ وكذلك في الوقت الذي يسعى العالم إلى تمكين المرأة من أجل ممارسة خياراتها والمشاركة في الحياة السياسية والحصول على التعليم... في هذا السياق العالميّ يصدر «داعش» منذ أسابيع بياناً يستعرض فيه دور النساء في فكر هذا التنظيم. فكيف تبدو صورة المرأة في الفكر الداعشي؟
صدر عن الجناح الإعلامي لـ «كتائب الخنساء» النسائية التابعة للتنظيم الجهادي «داعش» بيانٌ، بعنوان «المرأة في الدولة الإسلامية»، تداولته المنتديات الجهادية الداعشية، استعرض بتفصيل صورة المرأة ودورها في هذا التنظيم؛ فبعد أن انتقد البيان مفاهيم حقوق الإنسان على النمط الغربي وما كفلته للمرأة من مساواة بينها وبين الرجل، انبرى البيان لتقديم صورة المرأة وأبرز أدوارها؛ فالمرأة «المسلمة» على النمط الداعشي مجبرة على وجوب ملازمة المنزل حيث تؤدي دورها الرئيس كربّة بيت وزوجة وأمّ بالأساس.
كما حاولت وثيقة البيان أن تقدّم فكرةً ضافيةً عن حياة المرأة من أجل مزيد من استقطاب الفتيات والنساء إلى التنظيم؛ إذْ يغري البيان النساء العربيات بالتوجه إلى سورية والعراق حتى تعيش هذه المرأة حياة مستقرة مع تحمّل مسئولياتها في البيت الذي يعتبر المكان الطبيعي للمرأة.
ولئن أقرّ البيان بإمكانية خروج المرأة للتعليم، فبشرط أن يبدأ من سن السابعة على أن لا يتجاوز سنّ الخامسة عشر، وبشرط أن يقع التركيز في مناهج تعليم الفتاة على الدراسات الدينية الإسلامية، واللغة العربية القرآنية، وتعلُّم قواعد الطهو الأساسية والخياطة ومهارات أخرى، بهدف تحضير الفتاة لدورها المحوريّ في قلب الأسرة.
لكن أشار البيان إلى إمكانية مغادرة المرأة المنزلَ العائليَّ في بعض الحالات، غير خروجها إلى بيت زوجها أو خروجها إلى قبرها؛ كأن يكون ذلك للعمل طبيبات أو معلمات أو للمشاركة في الجهاد «بموجب تكليف» إذا لم يكن هناك عدد كافٍ من الرجال لمواجهة هجوم العدو. لكنّ أيّ عمل من هذا القبيل تقوم به المرأة يجب ألا تتعدّى مدّته ثلاثة أيام في الأسبوع، و»يجب أن يكون مناسباً لها ولقدراتها، وألا يتطلب أموراً تفوق قدرتها على التحمّل، أو يصعب عليها إنجازها».
وأمّا عن الزواج، فقد ذكر البيان أنّ السنّ الشرعيّ لزواج الفتيات هو تسع سنوات. وتعتبر وثيقة البيان أنّ الفتيات الأكثر طهارةً يتزوّجن بسن السادسة عشرة أو السابعة عشرة، فيما لا يزلن يحافظن على شبابهن ونشاطهن. وتوضّح الوثيقة أنّ دور المرأة بعد الزواج ينحصر في بقائها محجوبةً عن الأنظار ومحجّبةً، وأن تحافظ على المجتمع من وراء حجابها. كما تُدعى المرأة في الفكر الداعشي إلى أن تكون زوجة صالحة للجهاديين وأن تدعم المقاتلين، بالإضافة إلى تعلم الطهو والإسعافات الأولية ووسائل أخرى للمساهمة عن طريق العمل اليدوي النسائي في دعم الجهاديين.
وإذا كان هذا الخطاب قد يستهوي بعض المسلمات في المشرق العربيّ أو مغربه، فإنّ الغريب أنه قد جلب إليه طائفةً كبيرةً من الفتيات والنساء الأوروبيات سواء من أصول عربية مسلمة أو من أصول أوروبية، وقد اهتمت مراكز الدراسات في الغرب أكثر فأكثر بهذا المعطى الجديد؛ ففي فرنسا أظهرت الإحصائيات أن 45 في المئة من الذين يخططون للانضمام إلى «داعش» هن من النساء، وذكر مركز أبحاث بريطاني أنّ عدد النساء اللاتي غادرن الدول الغربية للالتحاق بتنظيم «داعش» فاق الـ500 امرأة من أصل 3 آلاف شخص غادروا للغاية نفسها.
ويُمثّل تشكيلُ كتيبة نسائية بالكامل سابقة في التنظيمات الجهادية؛ حيث تقوم المرأة بالعديد من المهام من ذلك المشاركة في القتال على الخطوط الأمامية، كما يمثّل عاملَ اجتذاب لبعض الأوروبيات ما جعلهن يتفاخرن بهذا الانضمام، بل وتتمنّى بعضهنّ أن تكون أوّل امرأةٍ تقطع رأس رهينة غربيّة.
ولم يعد خافياً على أحد وجودُ شبكة نساء من الدواعش ينشطن، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تُدير المرأة الداعشية كتيبة الخنساء، وتقوم بنشر مواد دعائيّة للتنظيم على الشبكة العنكبوتية وتشجّع النساء على الالتحاق تحديداً بالتنظيم في سورية وربّما العراق.
أما عن دوافع استجابة الفتيات والنساء وخصوصاً الغربيات لمثل هذه الدعوة، فقد لا تتعلق بمدى القناعة الدينية أساساً، بقدر ما تتعلَّق بارتباط البعض منهن بشباب من مقاتلي التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بالحاجة المادية بشتى أشكالها، أو بالحاجة إلى الحماية بدل الفوضى والسبي والبيع في أسواق الجواري المستحدث في العراق وسورية، وهو أحد أبرز هدايا التنظيم للمرأة في يومها العالميّ.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 4567 - الإثنين 09 مارس 2015م الموافق 18 جمادى الأولى 1436هـ
المرأة نموذجا.
حتى يكون هذا اليوم إعلانا لفك الارتباط بين طرفَي المفارقة اللعينة بين ما يُعتبر تمثيلا للإسلام من جهة و ما هو عبث بتعاليم الإسلام واستغلال لصورته الخارجية من جهة ثانية ، إذ لا يمكن أن يكون الشيء ونقيضه وجهين لنفس العُملة.
تحياتي
المقال جميل جدا وثريّ بالمعلومات ولابد أن يكون الاحتقال بيوم المرأة العالمي في وجه من وجوهه مناسبةً لكشف عرى التواصل العميق بين تفكير داعش و... العمياء ذات التوجه الارتدادي العبثي
حاتم
كتيبة نسائية
ويُمثّل تشكيلُ كتيبة نسائية بالكامل سابقة في التنظيمات الجهادية؛ حيث تقوم المرأة بالعديد من المهام من ذلك المشاركة في القتال على الخطوط الأمامية، كما يمثّل عاملَ اجتذاب لبعض الأوروبيات ما جعلهن يتفاخرن بهذا الانضمام، بل وتتمنّى بعضهنّ أن تكون أوّل امرأةٍ تقطع رأس رهينة غربيّة.
نظرة من عين واحدة للمرأة مسكونة بهاجس واحد
وأمّا عن الزواج، فقد ذكر البيان أنّ السنّ الشرعيّ لزواج الفتيات هو تسع سنوات. وتعتبر وثيقة البيان أنّ الفتيات الأكثر طهارةً يتزوّجن بسن السادسة عشرة أو السابعة عشرة، فيما لا يزلن يحافظن على شبابهن ونشاطهن.
... كيف ينظر «داعش» إلى المرأة؟
لا بد من تجديد للفكر الديني نرى له أثرا في مناهجنا وقنوات الإعلام ومنابر الثقافة والدين
زائر 1
قد اشاطرك الرأي ولكن لا أحد ممن ذكرت يتبجح بما يفعل بل لعله يتوارى خلف الفتاوى والآراء الشاذة والواقع أن المرأة في البحرين مثلا تمتلك حقوقا متقدمة مقارنة بغيرها وأما عن صورتها في الفكر والثقافة السائدة فهذا عمل أجيال على تغيير هذه الصورة النمطية
والله الموفق لما فيه خير المرأة والأمة
ليس داعش الا صورة مكبرة لنظرة محتكري الدين للمرأة
منذ يومين اطلعت على فلم مصري قديم في حوار بين البطل وصديقة يقول له الست زي الجزمة لو شافها احد غيرك قبل ماتشوفها لا يعني ان بها عيب ، اخي الكريم المراه في نظرة الثقافة السائدة و اصحاب العمائم ليست سوى شئ وليست إنسان كامل اذهب يوم واحد في محاكم الشرع لترى ان فكر داعش صورة فاقعة لما يحدث للمرأة في مجتمعاتنا المتخلفة ولدى كافة المذاهب