تعهد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أمس الإثنين (9 مارس/ آذار 2015) من بغداد، بهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، في خضم هجوم هو الأكبر تشنه القوات العراقية ضد التنظيم، دون مشاركة لطيران التحالف الذي تقوده واشنطن، في مقابل دور إيراني بارز.
وفي دليل على تشدده في حق كل من يمكن أن يحمل السلاح ضده، أعدم التنظيم المتطرف 20 شخصاً مناهضاً له في محافظة كركوك (شمال)، بسبب عزمهم على الانضمام لفصائل تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، بينما شهدت هذه المحافظة أمس هجوماً للقوات الكردية بدعم من طيران التحالف، لتكثيف الضغط على معاقل المتطرفين شرق نهر الفرات.
وقال ديمبسي «سيهزم داعش»، في مؤتمر صحافي بعد وصوله على متن طائرة عسكرية إلى بغداد.
وجدد المسئول الأميركي تأكيده الحاجة إلى أن تكون الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي منذ أشهر، «دقيقة للغاية» لتفادي «معاناة إضافية» للمدنيين المتواجدين في مناطق سيطرة التنظيم.
وفي حين أكد أن أولوية الغارات هي حماية المدنيين، ألمح إلى احتمال استخدامها لحماية المواقع الأثرية التي تتعرض للتخريب على يد الجهاديين.
وكان وزير السياحة والآثار عادل فهد الشرشاب طالب التحالف أمس الأول، بحماية المواقع الأثرية في شمال العراق، بعد تعرض تماثيل وآثار تاريخية للتدمير والجرف على يد التنظيم مؤخراً.
وتأتي زيارة ديمبسي بعد أسبوع من بدء نحو 30 الف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء عشائر سنية، عملية واسعة لاستعادة مدينة تكريت (110 كلم شمال بغداد) ومحيطها.
والتقى ديمبسي رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي الذي شدد، بحسب مكتبه الإعلامي، على «أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في مجالات التدريب والتسليح والطلعات الجوية».
وكان رئيس الوزراء أكد في وقت سابق أمس أهمية «الهوية العراقية» في معركة تكريت، وذلك في كلمة وجهها إلى العراقيين والمقاتلين.
وقال «أوصيكم بصفتي القائد العام للقوات المسلحة وجندياً من جنود العراق... بأن تكون العزيمة عراقية... والهوية عراقية... والغيرة عراقية».
وأضاف «حب العراق يجمعنا لأنه هويتنا... وليس انتماءاتنا الضيقة... فكونوا كما أنتم وكما عهدناكم، عراقيين أصلاء منتفضين لهذه البلاد العريقة».
وتواصلت العملية العسكرية في محيط تكريت، بعد أسبوع على انطلاقها.
وتمكنت القوات العراقية الأحد من استعادة منطقة البوعجيل التي تقطنها عشيرة سنية تتهمها الفصائل الشيعية بالمشاركة في «مجزرة» قاعدة سبايكر العسكرية، والتي راح ضحيتها مئات المجندين الشيعة في يونيو/ حزيران.
وأثارت عملية تكريت مخاوف من عمليات انتقام بحق السكان السنة، لا سيما وأن عدداً من قادة الفصائل الشيعية اعتبروها «ثأراً لسبايكر».
إلا أن بعض هؤلاء، وأبرزهم قائد «منظمة بدر» هادي العامري وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، كررا في اليومين الماضيين أهمية عدم ارتكاب عمليات تؤثر على «النصر».
ونقلت عشرات العائلات الأحد من مناطق القتال إلى مدينة سامراء، حيث قدمت لهم سلطات محافظة صلاح الدين معونات وأمنت إقامتهم في خيم.
وفي محافظة كركوك شمال شرق تكريت، أفاد ضابط في استخبارات الشرطة ومسئولان محليان أمس (الإثنين) أن التنظيم أعدم 20 شخصاً في بلدة الحويجة (جنوب غرب كركوك) لنيتهم الانضمام إلى «الحشد الشعبي» المكون من فصائل ومتطوعين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية.
ولا يمكن التحقق من عملية الإعدام من مصدر مستقل، إلا أن التنظيم نشر الأحد صوراً تظهر «استعراض» جثث بعضها بزي عسكري، في الحويجة.
وأظهرت الصور المروعة جثثاً موضوعة في الجزء الخلفي لشاحنات صغيرة من نوع «بيك أب»، وهي تتقدم في رتل طويل. كما أظهرت إحدى الصور، ثماني جثث متدلية من الرجلين جنباً إلى جنب، ومعلقة في قوس كبير يحمل شعار «داعش» ورايتها السوداء.
من جانبها، بدأت قوات البشمركة الكردية فجر أمس (الإثنين) هجوماً واسعاً على تنظيم «داعش» جنوب وغرب مدينة كركوك الغنية بالنفط.
وأعلنت قيادة التحالف أنها شنت غارتين بين صباح الأحد وصباح الإثنين قرب كركوك، استهدفتا وحدة تكتيكية كبيرة للتنظيم وعربة ومخبأ.
وأكد قادة ميدانيون التقدم بحذر بسبب الألغام التي زرعها التنظيم، وهو تكتيك يلجأ إليه بشكل واسع للإيقاع بالقوات التي تتقدم في اتجاه مناطقه.
وأفاد القائد الميداني في البشمركة، وستا رسول عن مقتل عدد من المقاتلين الأكراد، بينهم ثلاثة من البشمركة الإيرانية، لدى دخولهم منزلاً مفخخاً.
وقال إن العبوة «انفجرت، وأدت إلى مقتل ثلاثة بشمركة إيرانيين وعدد من عناصرنا»، من دون أن يحدد عددهم.
العدد 4567 - الإثنين 09 مارس 2015م الموافق 18 جمادى الأولى 1436هـ
مفهومة
يبغي يسجل انتصارات الجيش العراقي باسمه