إيماناً بقدرة الثقافة على صناعة الانسجام والوحدة بين شعوب العالم، استقبلت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة صباح اليوم الإثنين (9 مارس / آذار 2015)، وفداً قبرصيا برئاسة رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسياديس وحضور وزير خارجيته، برفقة وزير الصناعة والتجارة زايد راشيد الزياني، وذلك في متحف البحرين الوطني، حيث يزور الرئيس مملكة البحرين ويستقبله عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من أجل إجراء مباحثات معه في مجالات الاهتمام المشترك ولتقوية أواصر الصداقة التي تربط البلدين.

وعبّرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن اهتمامها بتطوير العلاقات مع جمهورية قبرص بما يخص الشئون الثقافية، مؤكدة أن البحرين وقبرص، بتاريخهما الحديث، تسيران نحو تطوير ملحوظ بالعلاقات الثقافية. كما وأشارت الشيخة مي إلى أن البحرين، بمركزها الحضاري والتاريخي العريق، تسعى لأن تكون مظلة تجمع حضارات وإنسانيات العالم، متمنّية أن يكون لحضارة وتراث جمهورية قبرص دور في إثراء المشهد الثقافي في المملكة، خصوصاً وأن المنامة تحتفي هذا العام بتراثها تحت شعار "تراثنا ثراؤنا".

بدوره أشاد الرئيس القبرصي، بعمق الحضارة البحرينية وتنوعها، والذي عكسته قاعات المعرض التي تجوّل فيها برفقة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار وفريق عملها، حيث اطلع على الآثار والمخطوطات والنماذج الفنية التي تمثل حضارات دلمون وتايلوس وأوال، إضافة إلى المقتنيات والكنوز الأثرية التي يصل عمرها إلى أكثر من 7000 عام. كما وأثنى على ما تضمنه المتحف من إرث تاريخي كبير يعكس مستوى القوة والصبر الذي تحّلا به البحرينيون الأوائل لتشيد هذه الحضارات، مؤكداً أن التاريخ لا يمكن أن يحفظ إلا بجهود الأجيال الحاضرة عبر أدوات العرض التي تواكب أحدث ما توصلت له البلدان في هذا المجال.

وبعد جولة تنقّلت ما بين قاعات المتحف المختلفة، من دلمون، تايلوس وقاعة العادات والتقاليد، انتقل فخامة الرئيس القبرصي للاطلاع على معرض النساء الأمازيغيات في المغرب، والتي تشرح إرث قرون من الحضارة الأمازيغية التي تمتد على ساحل البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وقد أبدى الرئيس القبرصي إعجابه بقدرة المتحف على جلب مختلف الحضارات إلى البحرين من أجل تعريف الجمهور في المملكة بالحضارات الأخرى القرينة لحضارتهم الرائدة.

كما وتجول وفد الرئيس القبصري، برفقة وفد هيئة البحرين للثقافة والآثار ، في أروقة معرض "الفن السعودي الحديث والمعاصر، مجموعة المنصورية"، والذي يعرض أعمالاً لـ 30 فناناً سعودياً ويلخص مسيرة الفن التشكيلي السعودي، حيث اطلع رئيس جمهورية قبرص على مثال لدور المتحف في تنمية وتطوير ثقافة المجتمع المحلي وقيامه بدور ريادي في التأسيس لثقافة محلية غنية.