وجهت محكمة روسية يوم أمس الاحد 8مارس/ آذار2015 الاتهامات لشخصين بالتورط في قضية قتل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف، أحدهما مسؤول سابق في شرطة الشيشان اعترف بتورطه في الجريمة التي أثارت ردود فعل واسعة بحسب ما افدت صحيفة الشرق الاوسط اليوم الاثنين 9 مارس/ آذار2015
وحضر المحاكمة في وسط موسكو أمس المشتبه بهم الخمسة الذين اعتقلوا بعد أكثر من أسبوع على جريمة اغتيال نيمتسوف بالرصاص خلال وجوده مع صديقة له على الجسر الكبير المحاذي للكرملين. وقالت المتحدثة باسم المحكمة آنا فادييفا لوكالة «ريا نوفوستي» إن الرجال الثلاثة، الذين لم توجه لهم الاتهامات، يعتبرون في هذه المرحلة مشتبها بهم. وبقي الرجال الخمسة قيد الاعتقال.
وأعلنت القاضية الروسية نتاليا موشنيكوفا أن «مشاركة زاور داداييف تأكدت عبر اعترافه»، وهو الذي وجهت له الاتهامات مع شخص آخر يدعى انزور غوباتشيف. وأوضحت القاضية أن داداييف وقع أوراق اعترافه، وأصدرت قرارا باحتجازه حتى الـ28 من أبريل (نيسان) المقبل.
وداداييف هو نائب سابق لقائد كتيبة في شرطة الشيشان، أما غوباتشيف فكان يعمل لصالح شركة أمنية خاصة في موسكو. واعتقل الاثنان أول من أمس في جمهورية أنغوشيا الروسية المجاورة للشيشان في شمال القوقاز. ووجهت الاتهامات للرجلين بارتكاب الجريمة، إلا أن غوباتشيف نفى تورطه.
ولم تظهر أي معلومات حول الدافع لدى الموقوفين لقتل القيادي المعارض، الذي يقول حلفاؤه إن قرار قتله صدر عن الحكومة الروسية التي تريد إسكات أي صوت مناوئ لها. وهو ادعاء نفته السلطات بشدة.
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي ولجنة التحقيق اللذان يتعاونان لكشف خيوط الجريمة توقيف غوباتشيف وداداييف أول من أمس. وأمس، أعلنت لجنة التحقيق توقيف المشتبه بهم الثلاثة الآخرين وهم شاغيد غوباتشيف، شقيق انزور الأصغر، ورمسات بخاييف، وتمرلان اسكرخانوف. وتحدثت وكالات أنباء عن أنهم أوقفوا أيضا في أنغوشيا.
والرجال الخمسة من منطقة شمال القوقاز حيث خاضت روسيا حربين ضد الشيشان ولا تزال قوات الأمن تواجه بشكل مستمر متمردين في هذه المنطقة. وقال ممثل عن لجنة التحقيق للمحكمة إن «المشتبه بهم (الثلاثة) ينكرون تورطهم في الجريمة إلا أن المحققين يملكون أدلة على تورطهم».
ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر في جهاز الأمن أن مشتبها به آخر انتحر بتفجير قنبلة في منزله بعدما أحاطت به القوات الأمنية في غروزني، عاصمة الشيشان.
وكان اغتيال أحد أهم معارضي الحكومة الروسية أثار تنديد الكثير من الدول وصدم المعارضة الروسية التي شهدت مقتل الكثير من أعضائها خلال السنوات الماضية التي تتهم الرئيس فلاديمير بوتين بقمع الإعلام المستقل والأحزاب المعارضة.
وقالت زانا نيمتسوفا ابنة نيمتسوف في مقابلة لقناة «سي إن إن» من ألمانيا إن لعملية الاغتيال «دوافع سياسية». وأضافت أنه «في ظل نظام سلطوي أي شخص لا يؤيد السياسات المعتمدة وينتقد وجهة النظر الرسمية يشكل خطرا». وتابعت: «أعتقد أن روسيا الآن تخطت الحدود بعد هذه الجريمة وسيخاف الأفراد من التعبير عن آرائهم إذا تناقضت مع وجهة النظر الرسمية».
وتصريحاتها مشابهة لأقوال منتقدي الكرملين منذ مقتل نيمتسوف على غرار أليكسي نافالني الذي اتهم «القادة السياسيين في البلاد» بتدبير تصفية المعارض. وكان نيمتسوف شكا من مراقبة تحركاته واتصالاته.