أعلنت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان أمس أن وفدا رفيع المستوى من الوزارة توجه إلى بغداد لمناقشة عدد من القضايا المشتركة بين الطرفين، بما في ذلك عملية تحرير الموصل المرتقبة. وفي غضون ذلك، ذكر مسؤول كردي في الموصل أن التنظيم أعدم أمس عددا من قادته البارزين بعد انسحابهم من محافظة صلاح الدين ، بحسب ما افدت صحيفة الشرق الاوسط اليوم الاثنين 9 مارس / آذار2015
وقال العميد هلكورد حكمت، المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط»: «توجه وفد رفيع المستوى من وزارتي البيشمركة والداخلية إلى بغداد للمشاركة في اجتماعات اللجان المشتركة بين الجانبين التي شكلت عام 2009 ومن ثم توقفت اجتماعاتها بسبب تدهور العلاقات بين أربيل وبغداد، وبعد زيارة وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى أربيل بحث موضوع تفعيل عمل هذه اللجان من جديد، بدأت بالفعل».
في السياق ذاته، بين اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»، أن الوفد سيناقش في بغداد، الكثير من القضايا، «أهمها مستحقات البيشمركة التي لم تصرفها الحكومة العراقية منذ سنوات، وحصة الإقليم من الأسلحة والأعتدة، وكذلك من المحتمل بحث الاستعدادات لمعركة الموصل المرتقبة». وتابع: «الجانب الكردي لديه عدة مطالب مقابل المشاركة في هذه المعركة، فهي معركة مشتركة وتحتاج إلى إمكانات ولا يمكن القتال من دون توفر هذه الإمكانات»، موضحا أن المطالب «تتمثل في توفير الأسلحة الثقيلة والإمكانات المالية ومستحقات البيشمركة، إلا إننا غير مستعدين للمشاركة فيها». وتابع أن عملية تحرير الحويجة (غرب كركوك) هي الأخرى من المحتمل مناقشتها.
في غضون ذلك، أعلنت قوات البيشمركة أمس حالة التأهب القصوى في جبهات كركوك استعدادا لبدء هجوم مرتقب في المنطقة.
وقال أحد قادة البيشمركة، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إنه «تم إلغاء كل الإجازات ونحن على استعداد لبدء عملية موسعة خلال الساعات المقبلة من أجل إبعاد تنظيم داعش تماما عن كركوك، وطرده من كل الأراضي التي يسيطر عليها في المنطقة».
وفي الموصل، كشف هاوكار جاف، عضو مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، أن تنظيم داعش أعدم أمس «5 من أبرز قادته كانوا ضمن مجموعة من المسلحين فروا من تكريت إلى الموصل»، موضحا أن «بين المعدومين المسؤول العسكري للتنظيم في تكريت، خالد أمونة، العراقي الجنسية، وقائد آخر باسم أبو دجانة وهو من المسلحين الأجانب».
وعن الأنباء التي أفادت بنية «داعش» الانسحاب من الموصل والمناطق الأخرى والعودة إليها لاحقا، قال جاف: «يواجه التنظيم نقصا كبيرا في عدد عناصره بعد فرار عدد كبير منهم تركهم، وهذا دفع بخطباء (داعش) خلال صلاة يوم الجمعة الماضي إلى مطالبة أهالي الموصل بالتطوع في صفوفه، مبينين لهم أنه في حال عدم استجابتهم فإن التنظيم سينسحب من الموصل وستأتي الميليشيات الشيعية إليها لتفعل بهم ما تريد».
وأكد جاف أن هذا «نوع من الابتزاز يستخدمه (داعش) ضد الأهالي لترهيبهم والضغط عليهم لإرسال أبنائهم إلى جبهات القتال»، مضيفا أن «التنظيم نقل كل الآليات العسكرية والمعدات التي حصل عليها من قاعدة القيارة العسكرية إلى داخل الموصل، تحسبا لأي هجوم على القيارة من محافظة صلاح الدين».
من جهة أخرى، واصل تنظيم داعش عمليات تدمير آثار الموصل، وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الـ14 للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «دمر التنظيم آثار مدينة خرسباد التاريخية (15 كلم شمال شرقي الموصل) التي كانت العاصمة الصيفية للآشوريين، كما فجر قصري الملك سنحاريب والملك سرجون الثاني، اللذين كانا ضمن آثار هذه المدينة.