باعتقادي، إن من أهم أخبار هذا الأسبوع جاءنا من الأردن وإيران. فقد زار نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة طهران، والتقى بكبار المسئولين الإيرانيين فيها، أهمهم رئيس الجمهورية حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف.
أهمية الزيارة مرجعها ثلاثة أشياء: الأول أنها الأولى «رسمياً» لمسئول أردني منذ العام 1991. والثاني أن الزائر هو نائب رئيس وزراء، ووزير خارجية بلد مهم في المنطقة كالأردن ومحوري في ترتيبات السياسة الدولية. والثالث أنها تأتي في ظروف إقليمية عصيبة.
لن أتحدّث عن أصل الزيارة كون ما أعلِنَ عنه من الجانب الأردني هو «أهمية التواصل، ودوره في تطوير العلاقات المشتركة، والتنسيق في القضايا التي تهم البلدين». ومن الجانب الإيراني أن هناك «أواصر حميمة وجيدة» تربط الشعبين الإيراني والأردني؛ وأن «مستوى التعاون والعلاقات بين البلدين يجب تعزيزها على أساس مصالح الشعبين».
لكنني سأتحدث عن مفردة مهمة وردت في المباحثات، وهو تأكيد جودة على «أولويّة الحوار وتعظيم الجوامع وإدارة الاختلافات في الرؤى والمواقف بإيجابية، وعبر الآليات التوافقية، لضمان أمن واستقرار المنطقة، وحماية مستقبل شعوبها»، كما جاء في الخبر الرسمي. وهو كما أتصوّر أهم ما قيل في تلك المحادثات بين الجانبين.
الحقيقة، أن مسألة الحوار هي إحدى أهم مسائل السياسة الخارجية للدول وحلولها الناجعة. وهي تعتبر الصيغة الأقل كلفةً والأكثر فائدةً فيما خصّ استكشاف الآخر وما يريد، وتقديم كل طرف نفسه بطريقة ينكسر فيها الحاجز النفسي للطرفين. وليس بعيداً عن الذاكرة، أن دولاً أوروبية، وخلال أزمات الصراع الداخلي والبيني، كانت قد لجأت إلى الحوار المفتوح والمنعقد بشكل دائم كي يتوصل الأطراف إلى قواسم مشتركة، ينطلقون منها نحو تفاصيل دقيقة، كانت في لحظة ما عصيَّةً على الحل.
في المسألة العربية الإيرانية فإن الحاجة تبدو مُلِحَّة لإيقاف هذا التدهور في العلاقة بين الجانبين، والذي كلما كَبرت كرة الثلج الناتجة عنه، تضرر المسار الذي تندفع عليه. وهو مسارٌ تسكنه شعوب ومصالح، لذلك تبدو كلفته عالية جداً. اليوم، هناك صراع نفوذ واضح لا يستره شيء، بين إيران والعرب، وخلاف على تفسير الوقائع وأوزان القوى والمصالح. هذه الأمور لا يُعالجها الصراع الصلب ولا الخصومة، بقدر ما تعالجها طاولة الحوار والتفاهمات.
وقد أثبتت التجارب، أن الابتعاد عن حل تلك القضايا يعني شيئاً واحداً، وهو التجذّر فيها بشكل عمودي وأفقي حتى تتعقد الخلافات وتستحكم أكثر. وما كان يُمكن حله بجرة قلم في لحظة ما، لا يمكن حله حتى بمؤتمر جماعي أو بواسطة أحد في وقت لاحق.
هناك خلاف في العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن وفي أمن الخليج كله. هذه قضايا ليست عادية، بل يعني أنهم يختلفون في أكثر من 5 ملايين و509 آلاف كيلومتر من الأرض، وهو ما يعني أيضاً أن القضايا تمس الأمن القومي والاقتصاد والثقافة ومصالح الطرفين بصورة إجمالية. فإذا كان الغربيون، ما قبل الأطلسي وما بعده، أخذوا يلملمون ملفاتهم مع إيران، فإن واجب العرب والإيرانيين وهم الأقرب إلى بعضهما في الجوار، أن يفعلوا ذلك وبسرعة.
هذا الأمر لم يعد نافلةً يمكن أن يؤجّلها الطرفان، بل هي واجبة ولا تحتمل التأخير. الأوروبيون دخلوا مع الإيرانيين في حوار نقدي طيلة 14 عاماً، حَلُّوا من خلالها عشرات القضايا قبل أن يأتي الملف النووي ويدخل الأميركيون على خطه. وهو اليوم على سكة الحل. وبالتالي فإن للعرب خياراً بأن يفتحوا مع الإيرانيين حواراً نقدياً مماثلاً أيضاً.
عربياً أقول أن هذا الحوار يجب أن يأخذ مسارات متعددة، معتمداً في الوقت نفسه على فهم الذهنية الإيرانية السياسية والثقافية بدرجة أهم، عبر الاعتماد على الخبراء الحقيقيين. كما أن على الدول العربية أن تُنشئ مراكز أبحاث تُعنَى بتاريخ ولغة وثقافة الإيرانيين وما يكتبونه في صحفهم وفي مراكز دراساتهم، كي يكون مادةً لفهم جيد.
وربما أبلى الأخوة المصريون بلاءً جيداً فيما خص ترجمة التاريخ الإيراني وفي مجال الأدب والثقافة والسياسة والاقتصاد في جميع الحقب، سواء عبر مساعي رسمية من وزارة الثقافة بدعم الكتب التي تتوخى ذلك، أو من خلال جهات ثقافية أخرى كصحيفة «الأهرام» على سبيل المثال، التي أفردت نشاطاً مستقلاً يتابع ما يكتبه الإيرانيون عن أنفسهم وعن العرب وعن جيرانها الأباعد. هذه المساعي مهمة لنا كعرب كي نفهم المقابل لنا جيداً من حيث الخلفية الثقافية وغيرها حين نتقابل معه على طاولة واحدة.
الإيرانيون لديهم عشرات الأنشطة ومراكز الدراسات التي تتابع ما يجري في العالم العربي بشكل دقيق، عبر ما يُسمونه بـ «رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية»، التي تُعتبر جهازاً يوازي جهاز الدولة الإيرانية في مجال الثقافة. وهي جهةٌ لها خمسة أهداف وأربعة عشر مهمة وثلاث برمجيات تخطيطية وعشرات القضايا الأخرى، إلى جانب تسويقها لإيران عالمياً. هذا الأمر يجب أن يكون معلوماً لدينا كي نفكّر كما يفكّرون نحونا ونقرأهم كما يقرأوننا.
خلاصة القول هو أن الحوار مطلوب من الطرفين. ودعوة الأردن في ذلك جيدة وجاءت في وقت حساس ومهم. فهذه المنطقة تحتاج لأن يهدأ روعها وتشعر شعوبها بالسَّكِينة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4566 - الأحد 08 مارس 2015م الموافق 17 جمادى الأولى 1436هـ
ما سبب تخلف العرب؟
العقول الجاهلية التي ابتلينا بها ،يدّعون الاسلام والاسلام منهم براء. نشمت اذا اصيب لنا اخ في الدين. نثأر لمجرد ان تسنح لنا الفرصة و.............
لايوجد تقدم صناعي في ايران
ايران لافيها تقدم علمي ولاصناعي ولاحتى رياضي انتون تنفخون زيادة وتضخمون الأمور اكثر من حقيقتها
زائر 13
حبيبي روح ايران اشوف وبعدا اتكلم ,ايران ورغم الحظر الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ ,عملت ماعجز الجميع عن عمله في كل العالم ولم يرضخو لأحد نعم يااخي بنو دوله واقتصاد صناعي زراعي عملاق يحسدهم عليه الجميع والآن هناك دول يدرسون هذه التجربه كتجربه انسانيه ناجحه كتجربة اليابان وكوريا ولكن للأسف الباحثين ليس من العرب الذين يكابرون حتى مع انفسهم ولايتعلمون من التاريخ ويعيشون ايام الثأر والقصاص
ايه والله
أحد الإخوة تعليقه؟؟؟؟ 7 قوارب صيد السمك من إيران بئمكانها أو كافية لاحتلال بلدان في الخليج لماذا الهرج نحن وإيران مافي أي مقارنه( فيل ونمله )شنؤ وجهه المقارنة إيران دخلت من كل الأبواب العريضة الغرب واروبا يحسبون لها الف حساب أصبحت تجاري الدول المتقدمة كل أسبوع تطلع بمفاجئه للعالم تقولها بكل مااتت من قوه نحن هنا
مجرد سؤال يطرح على البعض
لعله الإخوان يرون بعين واحدة فقط انا عربي عن جد واب ولا فرق بين عربي واعجمي إلا بتقوي آخر الأخبار اليوم كشفت أن السعوديه والإمارات أكثر دول العالم شرائها للأسلحة تراسنه اسلحه بئالاف المليارات لو نثرت على أفريقيا وبلدان الشرق الأوسط لمشي البشر على كتله من الدولارات لا يشعرون بحرارة الأرض ولا بقيه جوعان أو فقير في العالم الإسلامي؟ لماذا التسلح هل لردع إيران الجواب خاطئ والكلام يطول في هادا المحوار
اتفق معك ومع عطوان
اتفق معك ومع ماذكره الاستاذ عبدالباري عطوان قبل يومين عن الموضوع نفسه ((نحن كنا، وما زلنا، مع الحوار مع ايران، وقبل ان تلجأ اليه امريكا، والوصول الى هذا الاتفاق النووي الوشيك، ولكننا في الوقت نفسه طالبنا، وما زلنا نطالب، بمشروع عربي يرتكز على العلم والتنمية والعدالة والديمقراطية والاعتماد على الذات والوقوف في وجه جميع المشاريع الاخرى واولها، وعلى رأسها، المشروع الصهيوني، اما اي خيار آخر فلا يعني غير الاستمرار في مسلسل الاخطاء الكارثية التي اوصلتنا الى هذا الانهيار.))
فرحة المسؤلين الإيرانيين باحتلال الحوثيين لصنعاء ماذا يدل 1030
هذا برهان آخر قوي لمن جره تعصبه المذهبي لسير في فلكها ولم يصدق شعارها بتصدير الثورة وبث الفتنة الطائفية في الدول العربية وحتلالها وما تقوية التها العسكرية على حساب شعبها إلا لهذا الغرض
التدخل الإيراني في الدول العربية يدل على تصممها تحقيق شعارها تصدير الثورة 0915
الأفعال هي المعيار ودعمها الصريح للأحزاب المذهبية في لبنان والعراق واليمن واعلامها الرسمي الموجه لدول الخليج وصرف المليارات على التها العسكرية على حساب شعبها يذكرنا الاتحاد السوفيتي ايام زمان لنشر الشيوعية والاستيلاء على الدول وإيران لاتختلف بس باسم مذهبها تريد من يدين به أن ينسلخ من عروبتة
تساؤلات اتمنى ان تجيبني عنها وبشفافية
إيران تدعم الحركة الإسلامية في طاجيكستان وهي سنية، وتدعم جماعة علماء العراق في البصرة وهم سنة وتدعم حركة التوحيد الإسلامي في لبنان وهم سنة وتدعم حماس والجهاد وهم سنة!! فهل هذه أحزاب مذهبية شيعية؟؟ ارجوكم كفى ضحكا على البسطاء
لماذا يساعد غيره بالمليارات ولا يساعد شعبه الفقير 1210
الاقربون أولى بالمعروف والمال لا يدفع من غير هدف أكبر والمال يستطيع أن يسير دول وأحزاب في فلك الدافع وكذلك المنأدي بالحرية يمنحها إلى شعبه أولى من انترنت وأعلام وغيره والمنادي بالديمقراطية يطبقها صح على شعبه ولا يخترع ديمقراطية عرجاء يكون فيها المرشد ماسك بجميع مفاصل الدولة والرئيس لا يهش ولا يوش
زائر 13
كلام غير صحيح و منقول. شعب إيران يعيش في ظروف معيشية احسن من شعب البحرين الفقير. روح زور إيران وجوف بعيونك بدل نقل الكلام
تاريخ الاردن لا يثق به أحد
أرجوك يا أستاذ محمد ...هذه الزيارة في اعتقادنا ليست الا لمصلحة الاردن ولربما الاسرائلين طلبوا من الاردن ذلك ... فالاردن ضعيف جدا جدا جدا وتاريخه لا يثق به..كذلك الخوف من الاحوان المسلمين ومن الدول الداعمة للاخوان المسلمين ..الاردن في مأزق حقيقي ،،، يخاف بأن اللعبة الغربية عن طريق داعش والاخوان المسلمين نظام الاردن ..الحل هو البحث عن ضامن له حقيقي في المستقبل.. الذيب لا يهرول عبث وحركات الذيب مفهومة.
ايران دولة عدوه
ايران دوله عدوه الى يوم الدين
امراض
الرسول ص ما قال جذي عن قريش!!! شنو هالامراض النفسية؟؟؟؟؟؟
الحوار يكون بين متساويين
ايران بلد كبير وقوي والأردن بلد صغير ليس لديه إمكانيات ايران التي بدأت في التهام المنطقة ، اي حوار مع نظام يقوم على أساس ايديولوجي ديني قوي سوف يثمر عن امر واحد فقط الغير هو وضع الابتسامة على وجه الادارة الامريكية حفظ الله البحرين
البصري
الخلاصه هي كما ... الكاتب , ولاكن الوضع يقول الخلاصه هي المجهول الحوارات متوقفه , في كل البلدان المتأزمه . بلاد العرب أوطاني ***من الشامي لبغداني
ومن نجد الى يمن الى مصىرى فطواني... الى آخر القصيده , كلها نار يا حبيبي فلا حوار ولا هم يحزنون حرب ,
إعادة العلاقات بين مصر وإيران!!.
الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب..أبو الغيط وكفاحه من أجل إعادة العلاقات المصرية الإيرانية
الرجل أصدر كتابا أسماه (شهادتي) ولو أنصف نفسه لسماه (كفاحي) من أجل إعادة العلاقات بين مصر وإيران!!.