هاهي المرأة اليوم تواصل إنجازاتها التي بدأتها منذ قديم الزمان، لكنها ومع عصر التقدم باتت بصمتها أكثر وضوحاً، ومسئولياتها أكبر على الصعيد الأسري والعلمي والعملي؛ فهاهي اليوم تدير مؤسساتٍ وشركاتٍ ووزارات بها من الموظفين والعاملين ما قد يعجز رجلٌ عن إدارتهم. وها هي اليوم تشارك في الحياة السياسية فصارت الرئيسة والوزيرة وعضو مجلس النواب والبلدية والمواطنة التي تطالب بحقوقها السياسية كالرجل تماماً. وظهر هذا جلياً خلال الأربعة أعوام السابقة في كل الدول التي طالبت بالتغيير السياسي والحقوقي.
المرأة اليوم تقوم بجلّ واجباتها المنزلية والأسرية بما تبقى لها من وقتٍ بعد عودتها من عملها الذي بات ضرورياً لدى بعض الأسر من الناحية المادية، وبات ضرورياً لها من ناحية إثبات قدرتها على مشاركة الرجل وتحقيق ذاتها وأحلامها.
هي اليوم الأم والمنتجة ومدبرة المنزل والزوجة الصالحة، سواءً كانت تقوم بكل هذا وحيدةً أو بمساعدة خادمة ومساندة زوجٍ عرف قدرها وشاركها أحلامها. وأقول زوج عرف قدرها وشاركها أحلامها، ولا أقول زوجاً فقط؛ لأن مهمة بعض الأزواج هي إحباط زوجاتهم، فيما يكون آخرون سبباً في نجاح زوجاتهم وتقدمهن، والأمثلة على النوعين كثيرة جداً ومتنوعة جداً ومتكررة في كل وقت.
من الرجال الذين هم سندٌ وشركاء، زوج إحدى صديقاتي التي لولا إيمانه بها لما استطاعت تحقيق حلمها بافتتاح مخبز خاص قبل يوم واحد من يوم المرأة العالمي الذي صادف يوم أمس، هذا الزوج كان زوجاً وصديقاً وسنداً وشريكاً توّج هذا الرباط بالمحبة وبتشجيعها ومشاركتها بجهده وماله ووقته ليرى هذا المشروع النور، وكان بجانبها يوم افتتاح المحل لأنه بات حلمهما معاً، ومشروعهما معاً، وابنهما الثاني الذي سينمو بحبهما ومجهودهما ورعايتهما له. وحين دخلت عند الافتتاح ووجدته يرتدي سترة المحل ويرحّب بضيوفهما دخل قلبي فرحٌ كبير؛ لأنهما حققا حلمهما أولاً، ولأنهما تشاركا في هذا بكل الحب والإيمان ببعضهما.
هذا مثالٌ واحدٌ سردته هنا لأنه كان الأقرب من حيث وقت حدوثه، والأمثلة في هذا المجال كثيرة ومتنوعة، فبعض الرجال يؤمن بزوجته في مشاريعها الخاصة فيشاركها حلمها، وبعضهم يؤمن بها في وظيفتها فيشجّعها لتنطلق ويوفّر لها ما تحتاجه لتبدع فيها؛ لأنه يعتبر نجاحها كنجاحه تماماً، وبعضهم يؤمن بقدرتها على تدبير كل ما يخص الأسرة والأولاد فيكون لها خير شريك حياة، يضع يده بيدها ويتقاسم معها كل الواجبات والسعادة والحزن، الراحة والتعب لتكون حياتهما أجمل، فيما يكون آخرون كل ما ذكرتُ من أمثلة.
هذا الذي كتب في الأعلى لا يعني أن كل الرجال يساندون زوجاتهم ويدفعونهن للأمام للأسف الشديد؛ فبعض الرجال مازالوا يفكرون بطريقة الند للند، ومازال بعضهم يغار من نجاحات زوجته ويخشاها كلما حصلت على منصب وظيفي أفضل، وكأن هذا النجاح ليس نجاحاً لكل الأسرة.
كل ما ذكر أعلاه، كما أنه ينطبق على الأزواج فإنه كذلك ينطبق على الزوجات؛ فمنهن من تساند زوجها ومنهن من تكون حجر عثرة أمام إنجازاته؛ ولهذا لابد وأن نعي ونتأكد أن نجاح أي فرد من الأسرة داخل البيت أو خارجه، هو نجاحٌ لكل فرد فيها، وسينعكس إيجاباً على الجميع.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4566 - الأحد 08 مارس 2015م الموافق 17 جمادى الأولى 1436هـ
زوجي احد الامثلة
ولله الحمد لقد من الله علي بزوج متعاون ولولاه هو وامي الحبيبية لما استطعت مواصلة دربي العملي
فكل الشكر له ولامي الغالية