احتفل العالم في الثامن من مارس/ آذار، بيوم المرأة العالمي، مشدّداً على أهمية حقوقها ودورها في المجتمعات من أجل التطور والتنمية. هذا في الوقت الذي نجد فيه التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، تستقطب نساءً وفتيات يوماً بعد يوم لصالح الإرهاب، ولخلق مزيد من الصور المشوّهة لشكل المرأة ونظرتها من قبل «داعش» وعناصرها. وحتى الآن لا توجد أرقام دقيقة لعدد من التحق من النساء بهذا التنظيم، إلا أنه وبحسب التقارير الصحافية، توجد حاليّاً 150 امرأة من فرنسا وحدها داخل حدود دولة تنظيم «داعش»، بينما تعد منطقة آسيا الوسطى أكبر مصدّر للنساء إلى المنظمات الإرهابية، حيث يمكن للمرأة التهرب من كشف شخصيتها الحقيقية بسهولةٍ.
في زمن حصدت المرأة كثيراً من الحقوق، نجد «داعش» تجذب المرأة كما تجذب الرجل إلى أحضان حلم مارق للدماء وللإنسانية، في محاولات واضحة لإشاعة الإحباط، في ظل استمرار نشر مبادئه عبر المنتديات «الجهادية».
وكان «داعش» قد نشر دليلاً خاصّاً للنساء، ممن التحقن حديثاً بهذا التنظيم. وبحسب ما نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية في فبراير/ شباط الماضي، فإن هذا الدليل أشار في جزء منه إلى الزواج وكيفية التعامل مع الرجل في المناطق التي يسيطر عليها هذا التنظيم. هذا في الوقت الذي تتوارد الأنباء عن إقبال أعداد من النساء على «داعش» بصورة ملحوظة من مختلف الدول، اعتقاداً منهن بأنهن سيفزن بالجنة في نهاية رحلة الحياة، وسيعزّز موقعهن كقوة على سائر النساء في العالم - بحسب وجهة نظر «داعش» - وهو ما يعني أن هذا التنظيم الإرهابي الخطير استدرج النساء من كل عمر وعرق وجنسية، مستغلاً أوضاعهن وظروفهن في البيئات التي يقطنَّ فيها.
لقد قسم الدليل إلى ثلاثة أقسام، مستشهداً بكثير من النصوص الدينية، وقد جاء في القسم الأول نقض وتفنيد للحضارة الغربية، مع التركيز على التعليم والعلوم وحقوق المرأة، والقسم الثاني يصف حياة المرأة في الأراضي التي تسيطر عليها هذه الجماعات في سورية والعراق. أما القسم الأخير فيقارن حياة المرأة في الأراضى الخاضعة لهذه الجماعات بتلك الموجودة في الدول العربية. كما يتحدث الدليل عن سن الزواج، إذ يحدّدها ابتداءً من 9 سنوات، غير أنه يشدد على أن السن المثالية هي 16 إلى 17 سنة. ويمنع الدليل بشكلٍ قاطعٍ النساء من اللجوء إلى صالونات التجميل، مشيراً إلى أن هذه المهن هي مهن الشيطان. وأخيراً يشير الدليل أيضاً إلى حياة النساء داخل «مجتمع الخلافة»، إذ يؤكد ضرورة دراسة النساء العلوم الدينية الشرعية، وتعلم المهارات المنزلية كالخياطة والطبخ.
وعلى رغم الصور النمطية التي يجرى ترويجها بشأن حبّ المرأة للحياة المنزلية، أو يتم التغرير بها للانضمام إلى العمليات الإرهابية، غير أن الفتيات والنساء ينجذبن إلى «داعش» بالقوة والدوافع نفسها التي تجذب الرجل، وذلك لأكثر من سبب، منها التهميش والنقص والمعاناة، إلى جانب حب المغامرة والانتقام من أمر أو الشعور حتى بحالة الضياع وعدم الانتماء. وربما لا يبدو هذا الأمر كافياً، لكن هذه الجماعات مثل جماعة «بوكو حرام» التي قامت بتفجير قنابل مربوطة حول خصر ثلاث فتيات، قامت باستخدام الفتاة وحتى الطفلة الصغيرة في العمليات الانتحارية.
إن ما يحدث للمرأة اليوم على يد تنظيم «داعش» قد فاق أبشع صور الاستغلال، فتحوّلت المرأة من كائن رقيق محب للعشق إلى قاتل إرهابي متعطش للدم، مع وعدها بالجنة، أو بحثاً عن الجنس تحت غطاء الدين. كل ذلك مازال يحدث، حتى والعالم يحتفي بالثامن من مارس/ آذار، اليوم العالمي للمرأة.
لقد تحولت المرأة المنتجة والمتعلمة إلى ضحية لجرائم القتل والاغتصاب والزواج القسري، بل وأداة لعناصر «داعش»، في زمن من المفترض أن يحسّن من أوضاع المرأة في التعليم والصحة وضمان الحياة الكريمة، وليس بتحويلها إلى أداةٍ تستغل من أجل غايات تحول الحياة الى عبث ودمار وسفك للدماء.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4566 - الأحد 08 مارس 2015م الموافق 17 جمادى الأولى 1436هـ
هناك داعشيات في البحرين
هناك من يدعو بناتنا في الحد ...البلوة من الانترنت والحكومة
هذا ما يريدوه لهذه المنطقة المنكوبة بالجهل
بعد كل ماوصلت اليه المرأة العربية من تطور في أوضاعها الاجتماعية والقانونية جاءت هذه الهجمة الماضاوية الشرسة بعد عودة العقول المعممة الى مراكز صنع القرار وادعائها النطق باسم الإرادة الإلهية ، بدعم ومباركة من امريكا
دول المنطقة لها دور في خلق داعش
كل ما يحدث سببه دعم الغرب لدول دكتاتورية في المنطقة التي كان لها يد في قمع حراك الشعوب على مدى 4 أعوام. عزيزتي الكاتبة هناك وهنا في البحرين اتباع داعش كثر وبالتالي العرض مازال قائم لمن يريد أن يذهب من النساء