العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ

"الصحة": خبيرة فرنسية تُعاين 23 حالة تعاني من تشوهات في الإذن الخارجية وتجري 12 عملية بنجاح

المنامة - وزارة الصحة 

تحديث: 12 مايو 2017

استجابة لتوجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بالاستفادة من الكوادر العالمية للعلاج والتدريب في مملكة البحرين، نظمت وحدة التجميل والترميم في قسم الجراحة بمجمع السلمانية الطبي ورشة عمل لتقييم وعلاج المرضى الذين يعانون من تشوهات في الإذن الخارجية، وذلك خلال الفترة 30 يناير – 4 فبراير 2015م، حيث استدعيت فرانسواز فيرمن (Francoise Firmin)، وهي طبيبة فرنسية تعتبر الأشهر والأكفأ على مستوى العالم في هذا النوع من العمليات.

وقد أجرت فرانسواز أكثر من 2700 حالة مماثلة في معظم دول العالم التي تقوم بزيارتها، بالإضافة إلى مركز جورج بيزيت (George Bizet clinic) في باريس، وقد قامت بتقييم حالات المرضى المصابين بتشوهات في الإذن الخارجية بعيادات مجمع السلمانية الطبي، وذلك إما لسبب حوادث سير ومرور أو التعرض لحروق أو حالات التشوهات الخلقية، حيث يولد الطفل بتشوه في الإذن الخارجية وأحياناً يكون مصحوباً بتشوه في جانب كامل من الوجه ويكون فيه معدل النمو في عظام الوجه والأنسجة اللينة والغضاريف بأقل من الجانب الآخر من الوجه، مما ينتج عنه إما فرق ملاحظ جداً في حجم الإذن مقارنة بالجانب الآخر أو أن يكون عدم نمو الإذن الخارجية بالكامل، وتكون هذه الحالات عادة مصاحبة بعدم تكون القناة السمعية وتكون في معظم الحالات مغلقة، حيث يفقد الطفل قدرة السمع بواسطة النقل الهوائي، ولكنه يحتفظ بالسمع عن طريق نقل الموجات عبر العظم، وذلك بسبب النمو الطبيعي للإذن الداخلية.

ويبدأ العلاج التجميلي لهذا النوع من التشوهات الخلقية للإذن في سن التاسعة أو العاشرة وذلك لسببين، يتمثل السبب الأول لاكتمال نمو الإذن في الجزء غير المصاب، أما السبب الثاني فهو إعطاء الفرصة لتكوين الجزء الغضروفي من الاضلاع ليكون بالسمك الكافي لنحت الإذن المصابة. وتتكون عملية إعادة بناء الإذن الخارجية المفقودة لأي سبب من الأسباب المذكورة من مرحلتين، المرحلة الأولى ويتم فيها نحت الأجزاء المفقودة من الإذن الخارجية من الغضاريف التي عادةً تؤخذ من الجزء الغضروفي من الضلع السادس والسابع والثامن والتاسع وتُشكّل ثم تُثبت بواسطة أسلاك حديدية رفيعة، وتؤخذ تفاصيل الإذن الخارجية من الإذن السليمة وتنحت بتفاصيل الإذن السليمة لتكون مقاربة في الشكل والحجم للإذن السليمة ثم تُزرع تحت الجلد وتترك لمدة 6 شهور إلى سنة، ثم في المرحلة الثانية يتم ترفيع هذه الإذن باستخدام غضاريف تم تهيأتها أثناء العملية الأولى، وتكون عادةً النتيجة النهائية إذن خارجية مقاربة في الشكل والحجم للإذن السليمة ولكن تختلف عنها في سمك الغضاريف.

وقد قامت فرانسواز بمعية الفريق الطبي البحريني بفحص ومعاينة 23 مريض أصغرهم عمراً 3 سنوات، وقد تم اختيار 12 حالة وهي الحالات التي كانت جاهزة للتدخل الجراحي من حيث العمر والحالة الصحية بصورة عامة. وكان من بين الحالات حالتي تشوه ناتجة عن حوادث مرورية، وحالتين بسبب حروق، وبقية الحالات كانت بسبب تشوهات خلقية، وقد كان من بين المرضى 4 حالات أجريت لهم المرحلة الثانية من العملية، حيث أجريت المرحلة الأولى من عدة سنوات سابقة أثناء زيارة الدكتورة فرانسواز الأخيرة لمملكة البحرين، و8 حالات أجريت لهم المرحلة الأولى من إعادة البناء. علماً بأن العملية للمرحلة الأولى تستغرق نحو 3 ساعات ونصف الساعة، بينما تستغرق المرحلة الثانية نحو ساعتين ونصف، وقد شارك فريق الأطباء البحرينيين العاملين في وحدة جراحة التجميل والحروق في إجراء العمليات.

وفي ذلك، عبّر حسين مهدي (19 سنة) وهو ضمن الحالات التي أجريت لهم الجراحة، عن ارتياحه للعلاج الذي حصل عليه في مجمع السلمانية الطبي، مبدياً إعجابه بفكرة استقدام خبراء لإجراء عمليات جراحية في مملكة البحرين، حيث يسهل ذلك الكثير على المريض ويخفف من المشقة التي سيتحملها فيما لو تم إرساله للعلاج خارج البحرين، مؤكداً أن العلاج على يد أفضل الجراحين في العالم بين الأهل وعلى الوطن أفضل من الذهاب للعلاج بالخارج، وتابع: "أنا أفضل العلاج في البحرين بين أهلي وأصدقائي بدلاً من السفر للخارج والغربة"، لافتاً إلى التعاون الملحوظ الذي لمسه المرضى من الفريق الطبي البحريني من حيث الترتيبات والاتصال بالمرضى والمتابعة معهم أول بأول. ونصح المرضى الذين يعانون من حالات مماثلة بإجراء مثل هذه العمليات الجراحية في مملكة البحرين باعتبار أنها لا تستدعي السفر للخارج. وتقدم بجزيل الشكر إلى وزارة الصحة على هذه البادرة الطيبة والتي كان لها طيب الأثر في نفوس المرضى والتي تدل على اهتمامها بالعلاج على أفضل المستويات، كما تقدم بالشكر إلى الفريق الطبي والتمريضي في مجمع السلمانية الطبي على اهتمامه وحرصه على صحة المرضى، وخص بالذكر الدكتور شهيد فضل. والذي ذكر أن زيارة البروفيسورة هي فرصة سانحة للأطباء البحرينيين لزيادة التدريب والاطلاع على هذه العمليات والمشاركة فيها كنوع من تطوير مهاراتهم.

من جانبه، قال والد الطفل جاسم محمد عبدالله (13 سنة) إن علاج ابني في وطني مملكة البحرين كان موفق جداً وتم إجراء العملية الجراحية من قِبل الخبيرة الفرنسية على أكمل وجه بالتعاون مع الفريق الطبي البحريني الذي كان متعاون بدرجة أولى حيث كان التجاوب مع جميع المرضى ملحوظ وعلى أرقى المستويات، كما أنه على اتصال ومتابعة متواصلة قبل وأثناء وبعد إجراء العملية. وأضاف: "أتمنى الاستمرار على هذا الحذو في استدعاء خبراء عالميين مختصين في مختلف التخصصات لتحقيق أكبر استفادة ممكنة للمرضى في مملكة البحرين. وأفاد بأن إجراء العملية تأخر جداً بعد أن عاينت الدكتورة فرانسواز ابني عندما كان عمره 4 سنوات ثم مرة أخرى عندما أصبح عمره 5 سنوات، وقررت أنه يحتاج إلى عملية ولكن لم يتم اجراؤها إلا عندما بلغ 13 سنة، لافتاً إلى أنها بعد إجراء العملية لابنه وعدتهم بالعودة لمملكة البحرين بعد عام لإجراء المرحلة الثانية من العلاج. وتقدم بجزيل الشكر إلى وزارة الصحة ولكل من قام بهذا الجهد الذي يشكرون عليه وخصوصاً للدكتورة فرانسواز، حيث كان لهم دور كبير في إعادة إذن ابنه لحالتها الطبيعية.

كما بدأ والد المريضة زينب محمد حبيل (14 سنة) حديثة قائلاً: "الحمد لله ابنتي انتظمت في المدرسة بعد إجراء العملية لها وهي بحالة مستقرة وبدون مضاعفات ولله الحمد"، مشيراً إلى أن الطاقم الطبي قام بكل جهده لتقديم أفضل مستوى طبي، كما تتميز الدكتورة فرانسواز بقمة الأخلاق والتعاون مع المرضى وأهاليهم. وأكد أن يفضل العلاج في البحرين بدلاً من الخارج باعتبار أن العلاج في الخارج يزيد من معاناة المريض وأهله ويزيد من التكاليف، بينما إذا يأتي خبراء للبحرين لإجراء العمليات يكون المريض في وطنه وبين أهله فيوفر الجهد على المريض والتكاليف على الدولة، كما أن حضور الخبير للبحرين يضمن معاينة وعلاج مجموعة من الحالات المماثلة خلال تواجد الخبير في البحرين، بالإضافة إلى تدريب مجموعة من الأطباء البحرينيين في هذا المجال.

واختتم حديثه، الشكر لله أولاً ثم للدكتورة الزائرة والفريق الطبي البحريني وعلى رأسهم الدكتور شهيد فضل الذي يمتاز بأخلاقه وتعاونه الدائم والعمل بكل جهده من أجل راحة المرضى وعلاجهم بالتنسيق مع الفريق الطبي البحريني.

وأفاد والد الشابة مزنه عبدالحميد الصقعبي (17 سنة) بأن الفرنسية أجرت لأبنته المرحلة الثانية والأخيرة لعلاج إذنها في البحرين وذلك بعد أن أجرت المرحلة الأولى في العام 2008م، مشيراً إلى أنه مسرور باستدعاء خبراء عالميين من الخارج لإجراء عملية جراحية مستعصية في مملكة البحرين، إذ أن المريض وأهل المريض يفضلون أن تتم العملية في وطنهم دون الحاجة لعناء السفر والابتعاد عن الأهل والعمل. وتابع: "لقد تم إجراء العملية في البحرين بأفضل ما يكون مع توفير كل الاحتياجات الطبية وتم ترخيص خروج ابنتي من المستشفى خلال 5 أيام فقط. لكنه انتقد وزارة الصحة في تأخيرها استدعاء الخبير الفرنسية فرانسواز للبحرين، حيث تواجدت آخر مرة في البحرين في العام 2008م وأجرت العملية لابنته ولم يتم إجراء المرحلة الثانية من العملية إلا في العام 2015م أي بعد مرور نحو 7 سنوات.

وقال الصقعبي إن شهيد فضل يُعتبر عملة نادرة في البلد ولديه رسالة إنسانية نبيلة يوديها على أكمل وجه وإنسان في قمة الأخلاق ويتعامل باحترام شديد مع المرضى وأهاليهم، مقدماً له جزيل الشكر والتقدير على متابعته واهتمامه لحالة ابنته منذ ولادتها حتى الآن، كما قدم جزيل الشكر إلى البروفيسورة الفرنسية فرانسواز والطاقم الطبي البحريني الذي ساهم في إجراء العملية وإلى المسؤولين في وزارة على العمل لحضور البروفيسورة الفرنسية للبحرين لعلاج المرضى، وطالب وزارة الصحة بتشكيل لجنة لاستقدام خبراء عالميين متخصصين في كافة المجالات الصحية لعلاج الحالات المستعصية في البحرين بدلاً من إرسال الحالات للعلاج في الخارج مما سيوفر على الدولة الكثير من الأموال.

وكان الهدف من تنظيم هذه الورشة هو تقديم أفضل مستويات العلاج على يد جراحة لها سمعة عالمية في هذا المجال، وفي ذات الوقت استغلال الفرصة لتدريب الكوادر البحرينية لإجراء مثل هذه العمليات مستقبلاً أو على أقل تقدير معرفة تفاصيل هذا النوع من العمليات الدقيقة والتي تحتاج إلى مهارات عالية ومميزة، كما أن استقدام الخبراء لعلاج المرضى في البحرين يوفر بيئة صحية ونفسية مستقرة للمريض خصوصاً أن معظم المرضى من فئة الأطفال، حيث يتواجد الطفل في نفس البيئة والبلد ويكون محاط بالأهل والأصدقاء، مما يمنح الطفل الشعور بأمان واستقرار أكثر، كما يُساهم ذلك في توفير أموال طائلة على وزارة الصحة فيما لو بعثت هذه الحالات للعلاج في الخارج، إذ بكلفة علاج مريض واحد في الخارج، تم علاج 12 مريضاً في مملكة البحرين.

وأبدت فرانسواز إعجابها بمستوى الخدمات الطبية والتجهيزات الموجودة في مجمع السلمانية الطبي، مما يقارب التجهيزات الموجودة في فرنسا، كما أثنت على مستوى الفريق الطبي البحريني والمتمثل في أطباء جراحة التجميل والتخدير والكادر التمريضي، حيث استقرت جميع الحالات وأخرجت من المستشفى، وتم متابعتها في العيادات الخارجية لمجمع السلمانية الطبي بواسطة جراحي التجميل لمتابعة علاجهم إلى حين التهام الجروح.

وتقدم استشاري جراحة التجميل والحروق بمجمع السلمانية الطبي شهيد فضل باسم وحدة الحروق والتجميل بجزيل الشكر والتقدير إلى كل من وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي، ووكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق، والوكيل المساعد لشؤون المستشفيات وليد المانع، ورئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع، ورئيس قسم الجراحة، ورئيس قسم التمريض، ورئيس قسم العمليات، ورئيس قسم التخدير بمجمع السلمانية الطبي، وكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية، وتمنى من الإداريين مساندة وتشجيع هذا النوع من الفعاليات التي تصب في مصلحة المرضى والأطباء ووزارة الصحة على السواء.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً