قالت الأستاذ المساعد بمركز دراسات الطفولة في جامعة البحرين شيخة أحمد الجنيد "إن 82 بالمائة من الاعتداءات الجنسية على الأطفال حدثت في أماكن يفترض أن تكون بيئة آمنة لهم، وأن 77% من المعتدين هم أشخاص يفترض أن يكونوا في موضع الثقة والأمان والطمأنينة للأطفال".
وأوضحت الجنيد في محاضرة بعنوان "وصفات سحرية لكل المشكلات الأسرية"، نظمتها حديثاً دائرة التوجيه والإرشاد بعمادة شؤون الطلبة "أن هناك طرقاً عدة يستخدمها المعتدي في الإيقاع بضحيته وأغلبها الخداع والحيلة واستغلال ضعف الوضع المادي لدى بعض الأطفال".
وأشارت إلى أن "حاجز الصمت في المشكلات الأسرية"، هو الذي يجعل الآباء والأمهات في دوَّامة الخوف على أطفالهم تجاه جرائم الاعتداء الجنسي الذي قد يتعرض له البعض في المرحلة الابتدائية. ذكرت أن أغلب اللوحات التي يرسمها الأطفال تكشف عن الاعتداءات الجنسية التي وقعوا ضحيتها، إذ إن الطفل يعبر عن مشاعره من خلال لوحة تجسِّد معاناته التي لا يستطيع بها مصارحة أحد والديه".
وأكدت على أهمية أساليب التنشئة الأسرية وانعكاسها الكبير على سلوك الطفل في المجتمع كأسلوب التسلط والإهمال والتفرقة، موضحة أن "الرفض الدائم لرغبات الطفل وعدم الاكتراث به يجعله عدوانياً وضعيف الشخصية".
كما دعت الجنيد الأسرة إلى ضرورة تعليم أطفالهم الرياضات الدفاعية مثل: التايكواندو ليلجأوا إليها عند حاجتهم، مع تشجيعهم على الإفصاح عن أي شي يحدث لهم خلال يومهم. لافتة إلى أن "المعتدي لا يقترب من الطفل الثرثار خوفاً من الفضيحة". مضيفة أن وسائل الإعلام يمكن أن تلعب دوراً في علاج هذه المشاكل.
وقالت "إن الاعتداء على الأطفال ليس مشكلة شخصية أو عائلية، إنما هي مشكلة قومية وعالمية، يتم فيها انتهاك ذات الطفل جسدياً أو جنسياً أو عاطفياً بشكل مباشر أو غير مباشر يترتب عليها عواقب وخيمة سرعان ما تنفك عن نطاق الأسرة لتصل إلى المجتمع".
ولاقت المحاضرة تفاعلاً من الطلبة الذين حرصوا على المشاركة، حيث أجابت الجنيد عن أسئلة واستفسارات عدة كما ناقش الطلبة بعض الرؤى والأمثلة. وتأتي هذه المحاضرة ضمن أنشطة دائرة التوجيه والإرشاد في تطوير مهارات المجتمع وتوعيته بكيفية التعامل مع الظواهر المختلفة.