تعد المسابقات الرياضية المحلية في جميع دول العالم عصب الرياضة فيها، والرافد الرئيسي الذي يغذي المنتخبات الوطنية ويدعم صفوفها بالمواهب والدماء الشابة. لذلك تحرص الاتحادات الرياضية في تلك الدول على تنظيم دورياتها بصورة مدروسة من جميع النواحي الإدارية والفنية وتولي الناحية الإعلامية اهتماما جيدا. بسبب قناعة المسئولين في الاتحادات الرياضية بأن ما يقومون به هو السبيل الأمثل لتطور الرياضة في بلدانها.
وتشارك حكومات الدول النامية في توفير المناخ المثالي الجيد للأندية المنضوية لمسابقات الاتحادات الرياضية الجماعية والفردية. فتساهم في بناء المنشآت الرياضية وزراعة الملاعب ودعم التنظيمات التي تسهل مهمتها في دخول عالم الاحتراف وتنفيذه على ارض الواقع. وهذا ما يجعل دورياتها تمتاز بقوة المنافسة والحضور الجماهيري الجيد انطلاقا من المفهوم الكروي القائل «لا يوجد منتخب قوي من دون دوري قوي».
كما تعتبر تلك الدول أن نتائج منتخباتها في البطولات العالمية ودورة الألعاب الاولمبية هي المقياس الحقيقي والترمومتر الذي تقاس عليه درجة تطورها.
لذلك نكرر كلاما سابقا طرحناه في هذه الزاوية «الأندية هي العنصر الفعال في عملية التطوير، كما أنها الرافد الرئيسي الذي يغذي المنتخبات الوطنية».
وهناك دول تولي دورياتها اهتماما يفوق مشاركتها في البطولات العالمية، مثل الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر دورياتها هي الأقوى والأفضل من بطولات العالم في العاب كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأميركية، وتستطيع أنديتها الفوز على أعتى وأقوى منتخبات دول العالم؛ لذلك أصبح حلم أي لاعب في العالم أن يحصل على فرصة الاحتراف واللعب في الدوريات الأميركية للمحترفين.
وفي بلدنا تجد العكس عند بعض الاتحادات، فهي تهتم بمشاركات المنتخبات الخارجية وتعطي مشاركاتها جل اهتمامها، وتقدم نصيب الأسد من الميزانية السنوية لها. كما تصرف ببذخ على الهيكل الإداري الذي باتت مجالس إدارات الاتحادات تتوسع فيه بشكل كبير على حساب تطور اللعبة؛ لذلك تجد غالبية ألعابنا الرياضية ضعيفة المستوى لا تتطور بشكل ملحوظ.
وقد اتجهت الاتحادات الخليجية إلى الاهتمام بدورياتها المحلية وتقديم الحافز المادي والمعنوي الجيد للأندية وللجماهير الرياضية، ولا يقتصر دعمها للأندية على ما تحصل عليه من الحكومة، بل يكون لها نصيب جيد من الرعاية التجارية التي هي ناجحة وتدر أموالا طائلة؛ لذلك ما هو مطلوب من إدارات اتحاداتنا الرياضية أن تعمل على زيادة الاهتمام بتطوير الدوريات المحلية وتقديم مكافآت مالية سخية للفرق الفائزة وتحفيز الجماهير للإقبال على حضور ملاعب المباريات ومؤازرة الفرق. وأذكر الاتحاد البحريني لكرة القدم بصفته راعيا للعبة الشعبية الأولى بالحضور الجماهيري الكبير حينما كانت شركة «شووت» ترعى الدوري المحلي وتقدم جوائز سخية للجماهير. لذلك أطالبه بالبحث عن مثل الشركات التجارية، من اجل تقديم المزيد من التحفيز للجماهير الرياضية.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ