تعرف موسوعة «ويكيبيديا» قانون الجذب الفكري بـ «أن مجريات حياتنا اليومية هو نتاج لأفكارنا»، أو «أن أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جداً، فكلما فكرت في أشياء أو مواقف اجتذبتها إليك، سواء كانت إيجابية أو سلبية».
جاء في القرآن الكريم الآية «وما تشاءون إلا أن يشاء الله» (الانسان: 30)، وهي ترمي إلى فكرة هذا القانون، وذكرت مراجع السيرة النبوية بأن النبي محمداً (ص) كان يحب «الفأل الحسن».
ترجع هذه الأفكار (حول الجذب الفكري) تاريخياً إلى زمن المصريين واليونانيين القدماء، حيث اعتقدوا بوجود هذا القانون واستخدموه، وحاضراً ومع التطور الحاصل في علوم البرمجة اللغوية العصبية، بدأ العلماء في إحياء وترويج هذا القانون من جديد، وذلك من أجل الهدف الإنساني والروحي الذي يرمي إليه.
إن قانون الجذب الفكري ببساطة شديدة، يعني «قوة الأفكار»، أي أن كل فكرة لها تردد معين، أي موجات مغناطيسية تتوجه نحوك، وأن الأفكار التي تتمسك بها تنجذب نحوك. ولتطبيق قانون الجذب الفكري بشكل عملي، نتبع الخطوات السبع التالية: الأولى وهي ارتخاء الذهن وذلك عن طريق التأمل لمدة تتراوح بين 5-10 دقائق بهدف زيادة قوة الذهن. الثانية وهي أن تكون متأكداً من أمنيتك ولا تشغل فكرك بأي شيء آخر منعاً للتشويش. الثالثة وهي إرسال الأمنيات والدعوات إلى السماء والتوجه بنية صادقة إلى الله. الرابعة وهي أن تكتب في ورقة ما تمنيته وطلبته من الله وكن في نفس الوقت ممتناً وشاكراً له لأنه سيحققها لك. الخامسة وهي أن تحسّ بأن أمنيتك أو دعوتك وكأنها تحققت. السادسة وهي أن تكثر من الإمتنان والشكر لله على جميع عطاياه لك، لأن هذا الفعل الصادق سيسرع من تحقيق ما طلبته. وأخيراً السابعة وهي أن تؤمن وتثق تماماً في قدرة الله على تحقيق ما تمنيت وطلبت منه ولا تشك ولو للحظة واحدة، وذلك لكي لا تخلق طاقة سلبية.
إن كتاب «السر» لمؤلفته الكاتبة روندا بايرن، الذي صدر العام 2006، تناول فكرة قانون الجذب الفكري بشكل شيق، حيث بيع منه ما يزيد عن 21 مليون نسخة وترجم لعدة لغات، وخلاصة الكتاب هو أن الكون محكوم بقانون يسمى «قانون الجذب» الذي يعمل عن طريق جذب خبرات وحالات وأحداث وأفراد في حياة شخص ما، متطابقين مع تواتر أفكار ذلك الشخص ومشاعره، لذلك فإن التفكير الإيجابي والشعور بالإيجابية يخلقان نتائج مغيّرة للحياة.
ويشرح الكتاب الفكرة بشكل مبسط، وهي أنه كلما فكّرنا وشعرنا، يتم إرسال تردد خارج في الكون الذي يجذب إلينا الأحداث والظروف على نفس ذلك التردد.
جميعنا يمارس قانون الجذب سواءً بشكل واعٍ أو غير واعٍ، وذلك في صلواتنا ودعواتنا، وفي تقديم طلباتنا إلى الله العلي القدير، لذا وجب أن نعي جيداً ما نفعله لكي نؤديه بصمت وخشوع وإيمان قوي وثابت في مقدرة الأعلى والقدير في تحقيق دعواتنا. ولي تجربةٌ تستحق أن أذكرها كخلاصة لهذا المقال وهي طلبي ودعائي، والدعاء المستمر والمتتالي من قبل الأهل والأصدقاء إلى الله لمساندتي وتقوية عزيمتي في مواجهة ومحاربة مرض السرطان الخبيث على فترة الخمس سنوات الماضية منذ العام 2010 ولغاية وقتنا الحاضر. وهذا بالفعل ما حدث عملياً وأرى هذا كدليل عملي ملموس وتجربة واقعية على قانون الجذب الفكري.
لهذا أختم بجزيل الشكر والإمتنان لجميع من طلب ومن دعا ومن صلى من أجلي ومن أجل صحتي، والشكر والإمتنان يرجع إلى الله جل جلاله في تحقيق ما نصبو إليه جميعاً.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ
مقال رائع
كل الشكر للدكتور الفاضل
المقال فكرة صائبة نحتاج اليها كجرعة ايجابية وتحفيز للمعنويات الخالصة