كشفت بعثة من جامعة لويفن البلجيكية بالاستعانة بصور بالأقمار الاصطناعية عن آليات بناء الفراعنة لمدينة تل العمارنة الأثرية التي شيدها اخناتون فرعون التوحيد في جنوب القاهرة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، على ما أعلنت وزارة الدولة لشؤون الآثار المصرية في بيان.
وأشار البيان إلى إن البعثة البلجيكية استطاعت بالتعاون مع الوزارة "الكشف عن اليات بناء الفراعنة لمدينة تل العمارنة الاثرية (اخيناتون) مدينة شروق الشمس التي تقع على بعد 300 كيلومتر جنوب القاهرة في محافظة المنيا".
وقال وزير الدولة لشؤون الاثار ممدوح الدماطي ان "البعثة كشفت من خلال هذه الصور على ضاحية صناعية في الشمال من المدينة حيث اتضح ان المنطقة كانت محاطة بمنطقة صناعية واسعة تمتد لقرابة 12 كيلومترا كما تم الكشف عن مئات المحاجر".
من ناحيته قال مدير البعثة البلجيكية هاركو ويليامز ان "التصوير اتاح فرصة لتحديد موقع عدد من الطرق والممرات القديمة التي تقطع المنطقة والتي كان من الصعب رصدها نظرا لوعورة السطح وكان من الصعب الوصول اليها بالطرق التقليدية لأعمال الحفر".
وتابع وليامز "لقد تم الكشف عن مجموعة هائلة من طرق النقل المنحدرة التي تمتد من المحاجر في الصحراء وحتى السهول الفيضية للنيل مما يدفعنا الى الشك ان هذه الطرق ربما تؤدي الى احد موانئ النيل حيث كانت كتل الصخور تنقل غربا الى العمارنة لاستخدامها في البناء".
واضاف "كما يدفعنا هذا الى ترجيح وجود مجموعة من النقاط المخصصة لاحجار البناء على امتداد حوالى 12 كيلومترا والتي ربما كانت محاطة بعدد من المستوطنات الصغيرة".
واوضح وليامز انه ايضا تم "تصوير محاجر اخرى تقع بالصحراء في امكان تعذر فيها الوصول الى وادي النيل كما تم الكشف عن طريق صحراوي بها يتخذ شكل قوس كبير يربط ما بين محاجر موجودة بدير ابو حنس والمقابر الشمالية في العمارنة نفسها".
وكان امنحتب الرابع (اخناتون) قام ببناء هذه العاصمة بعد ان اطلق دعوته التوحيدية من خلال توحيد الالهة المصرية القديمة في الاله اتون وخرج من مدينة الاقصر (طيبة) التي كان يسود فيها عبادة الاله امون والالهة المصرية القديمة الاخرى.
وقد تضمنت مدينته الجديدة (اخياتون) التي تعني شروق الشمس والتي عرفت بالعصر الحديث باسم تل العمارنة العديد من القصور والمواقع الادارية للدولة والمواقع العسكرية الى جانب القصور الملكية له ولزوجته نفرتيتي وبناتهما.