قال الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد إن عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك بلغ أكثر من 10 آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين، لافتاً إلى أن المؤسسة تقوم بمتابعة التحصيل العلمي للطلبة الجامعيين المستفيدين من البعثات والمنح الدراسية، إذ بلغ عدد الطلبة المتفوقين والمبتعثين من قبل المؤسسة 410 طلاب من دفعة 2009 إلى دفعة 2014م.
وفي الحوار الصحافي الذي أجرته معه وكالة انباء البحرين (بنا) قال السيد: «عملت المؤسسة خلال السنوات الماضية عبر منتسبيها بجهد كبير في تحقيق الأهداف، والتي توسعت كثيرا في الجوانب كلها من حيث أعداد كفالة الأيتام والأرامل، والتوسع في زيادة العاملين والأقسام.
وهذا نص الحوار:
بداية... ما هي الاسباب غير المنظورة للإنسان العادي لتأسيس جلالة الملك المؤسسة الخيرية الملكية؟
- أعتقد أن هذه الاسباب غير المنظورة في تأسيس هذا الجسم الخيري في مملكة البحرين من قبل جلالة الملك هي أن جلالته يمتلك رؤية شاملة وعميقة جدا للإصلاح في المملكة، وهذه الشمولية ذات العمق الاجتماعي تتمثل في ان الاصلاح بمفهومه الواسع لا يتمثل في الاصلاح السياسي فحسب، لكنه يتمثل في اصلاح المجتمع بالدرجة الأولى وتعديل أوضاعه وترتيبه من الداخل، بحيث يقوى على تحمل الصعاب والصدمات التي تصادفه في الحياة، لذلك أولى جلالته كل اهتمامه ورعايته الأسرة البحرينية في جميع مناحي الحياة، وكانت نظرة جلالته ثاقبة في رعاية الأيتام والأرامل تحديدا وهو ما يعتبر نقلة حقيقية ونوعية في مسارات المشروع الاصلاحي؛ لأن الأسرة في فكر عاهل البلاد المفدى هي اللبنة الأولى لكل تطور وكل تقدم، فمن الطبيعي انه لا يمكننا ان نقود تطورا في البلاد دون أن نستصحب معنا كيان الأسرة، فإذا كانت الاسرة تعاني من فقد عائلها، وتعاني من عدم توفير الاحتياجات المُلحة المتمثلة في المسكن والمأكل والمشرب لا يمكن ان ننتظر منها المساهمة في الارتقاء بالبلاد وتقدمها، ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن هنا يمكن النظر للأسباب وهي بدورها تشير إلى الرؤية الملكية السامية في تأسيس المؤسسة الخيرية وجلالته هو الداعم الأول لها، وكان الأجمل في ذلك اشراك المجتمع في هذا العمل الكبير بغرض ترسيخ ثقافة التكافل والتعاون في المجتمع البحريني.
الآن مرت سنوات على التأسيس كيف تقيمون الأعمال التي قامت بها المؤسسة في البحرين وما هو حجم الكفالات للأيتام ورعاية الأرامل؟
- لا شك في أن تنوع وضخامة مهام المؤسسة لا يمكن أن يتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ومن ثم الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه والحكومة الرشيدة بقيادة رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ومؤازرة ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والقيادة الطموحة لرئيس مجلس الأمناء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
ويسرني بهذه المناسبة أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى وزير الديوان الملكي ووزير الخارجية ووزير الصحة ووزيرة التنمية الاجتماعية على التعاون والدعم الكبير الذي يقدمونه للمؤسسة في مختلف المناسبات.
فبعد مرور أكثر من 13 عاما على تأسيس المؤسسة وهي مستمرة في ترسيخ وتطوير وازدهار العمل الخيري والانساني في البحرين، فالأرقام والبيانات تشير إلى الأعمال الجليلة التي قامت بها وتجاوزت كفالة الأيتام والأرامل إلى آفاق رحبة في معالجة الكثير من الإشكالات التي تخص أصحاب الحاجة. وعملت المؤسسة خلال السنوات الماضية عبر منسوبيها بجهد كبير في تحقيق الأهداف، وتوسعت كثيرا في كافة الجوانب من حيث أعداد كفالة الأيتام والأرامل، والتوسع في زيادة العاملين والأقسام، وفي هذا الصدد بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة المفدى حفظه الله ورعاه أكثر من 10 ألف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى المملكة، وهذه الكفالات لا تعني دفع المبالغ المالية فحسب كما هو معروف، لكن هناك جهودا أخرى لا تقل أهمية عن المسألة المالية.
ويؤكد ذلك ما قامت به المؤسسة في العام الماضي 2014م بالعديد من الأنشطة والمتمثلة في تنفيذ الزيارات الميدانية لأسر الأرامل والأيتام لمتابعة أوضاعهم والاطمئنان على مستوياتهم المعيشية، اذ قام قسم البحث الاجتماعي بالاتصال ومتابعة الأرامل لدراسة أوضاعهم والعمل على رفع مستواهم المعيشي من خلال إيجاد مصدر دخل يمكنهم من خلاله زيادة دخل الأسرة. وفي ذات الاطار، قامت المؤسسة بمتابعة التحصيل العلمي للطلبة الجامعيين المستفيدين من البعثات والمنح الدراسية، إذ بلغ عدد الطلبة المتفوقين والمبتعثين من قبل المؤسسة 410 طلاب من دفعة 2009 إلى دفعة 2014م.
ومن خلال التقارير الأخيرة التي نشرت نجد أنها قد حفلت بالمؤشرات المهمة في مسيرة المؤسسة، وما قدمته من خدمات تعليمية وتربوية وتأهيلية التي استفاد منها الأيتام وأسرهم، تحقيقاً لرؤية عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة. وفي هذا الاطار، قدمت الخيرية الملكية العديد من الأنشطة ذات الأهمية في مجال الرعاية الصحية والنفسية، إذ نظمت فعاليات مختلفة منها ما يتعلق بالحملات الوقائية من الامراض مثل القلب والاسنان، والحملات الوقائية لأمراض النساء. وفي ذات السياق، تم إجراء عدد من العمليات في العيون وعمليات جراحية أخرى للأرامل والأيتام بالتعاون مع عدد من المؤسسات العلاجية من بينها مستشفى الملك حمد، ومستشفى الملك عبدالله الجامعي، ومستشفى رويال البحرين، والمستشفى الألماني للعظام، بالإضافة إلى توفير العديد من الأجهزة والأدوات الطبية مثل النظارات والكراسي والأسرة الطبية المفارش الوقاية من التقرحات وأجهزة الربو لعدد من الأرامل والأيتام، وهذا من أوجب الأعمال التي تعزز عملنا في الكفالة.
والشيء الجميل في المؤسسة أن العمل متنوع يشمل جميع مناحي الحياة للأرامل والأيتام؛ فمشروع أكاديمية ريال مدريد الذي يعمل حالياً على إعداد الشباب في المجال الرياضي جاء كفكرة، وتمكنا بدعم من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اذ اجتمعنا مع رئيس مجلس إدارة نادي ريال مدريد وتم تأسيس الأكاديمية، والآن هناك أكثر من 150 طالباً من الأيتام وآخرون يتدربون على أرفع المستويات العالمية ليكونوا أبطال المستقبل في كرة القدم بإذن الله تعالى.
أين موقع المؤسسة الخيرية الملكية من عملية التطوير الاداري والمؤسسي وهي تتحمل كل هذه الأعباء؟
- لا شك في أن الانسان دائما يستفيد من تجاربه الشخصية، وكذلك يستفيد من تجارب الآخرين، هذا أيضا ينعكس على المؤسسات والهيئات أيا كان عملها، فنحن في المؤسسة الخيرية الملكية استفدنا من الممارسة والاحتكاك الداخلي والخارجي. كما استفدنا من الرعاية الملكية السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة، ورعاية واهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء، وهذا الاهتمام انعكس على توفير كل الوسائل والمعينات وتوفير الموازنات اللازمة للتطوير والتحديث المستمر، إن العمل المؤسسي يمتاز بمزايا عدة عن العمل الفردي؛ لأنه يحقق صفة التعاون والجماعية، التي حث عليها ديننا الحنيف.
ونحن محظوظون بوجود شخصية قيادية مبدعة كسمو الشيخ ناصر الذي يزرع ثقافة الخير على المستوى العام بتواجده الميداني في عمل المؤسسة ما يساهم في الارتقاء بالعمل وتشجيع العاملين على الإبداع وتحقيق الأهداف، وقد تمكنا في العام 2014م من تحقيق العديد من الإنجازات والأهداف، ولو أردنا أن نسطر رؤوس الأقلام لهذه الإنجازات لاحتجنا إلى صفحات للوفاء بجهود العاملين في المؤسسة.
تحدثتم قبل سنوات عن استثمار الموارد، ماذا حدث في هذا الأمر، وماذا يعني باستثمار الموارد؟
- نحمد الله سبحانه وتعالى كثيرا أن وفقنا فيما نصبو إليه وفي هذا الأمر نقول بأن المؤسسة الخيرية الملكية نجحت في بلورة فكرة استثمار موارد العمل الخيري، وجاء ذلك نتيجة للمواكبة والتخطيط والقراءة الصحيحة لما يدور في ساحة العمل الخيري في الدول المتقدمة، وخصوصا أن العقد الأخير شهد تقدم كثير لمفاهيم الاستثمار المالي والاقتصادي بالنسبة للعمل الخيري في بلاد العالم، وتم ابتكار العديد من الأساليب الحديثة في استثمار أموال المؤسسات الخيرية والتطوعية فيما يخدم المستفيدين من هذه المؤسسات والهيئات، فإننا بفضل الله سبحانه وتعالى وتوجيهات جلالة الملك المفدى وبقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ودعم الحكومة الرشيدة وخيرية أهل البحرين تقدمت المؤسسة الخيرية الملكية كثيراً في بلورة فكرة الاستثمار في موارد العمل الخيري، وذلك من خلال مشروعات عدة أكدت على نمط القيادة المبتكرة لكل ما هو جديد، وتم استقطاب الجهود الوطنية لتنفيذ المشروعات المختلفة التي تساهم في تحقيق الرؤية الملكية السامية، لذا فإن مسيرة التطوير الاداري كانت تتناغم دوماً مع متطلبات المرحلة مع التطور الجديد في العالم سعياً لاستثمار الموارد المتاحة في سبيل دعم موارد الأيتام وضمان مستقبلهم.
وكانت ضربة البداية في ترجمة الأفكار الاستثمارية من توجيهات سامية من جلالة الملك المفدى بتخصيص نسبة 46.5 في المئة من أسهم شركة عقارات السيف المملوكة للدولة لدعم موارد الأيتام وضمان مستقبلهم هذه التوجيهات التي كشفت عن الروح التي يتحلى بها جلالته في فهمه المتقدم لجدوى الاستثمار في الموارد لاستمرارية عمل المؤسسة الخيرية الملكية من كفالة للأيتام والأرامل ومساعدة كل من يحتاج لمد يد العون، ثم توالت هذه المبادرات من خلال بعض المشاريع الأخرى من المباني والأوقاف.
هل استفدتم من هذه الاستثمارات؟
- نعم بكل تأكيد... المؤسسة الخيرية الملكية استفادت من استثمار أسهم شركة عقارات السيف واستثمارات أخرى مثل إقامة أنشطة استثمارية بما في ذلك تملك المشاريع العقارية بهدف خلق محفظة مالية قوية تضمن مستقبل الأيتام إن شاء الله تعالى، ومن أبرز هذه الانجازات التي تحققت انشاء (بنك الأسرة) الذي يعول عليه ليكون سندا ودعماً للأسر، في تطوير إنتاجاتها، وبالتالي زيادة إيراداتها، ما ينتج عنه تحسين وضعها المادي، بالإضافة إلى الخدمات غير المالية التي يوفرها البنك، كونه يجسد مقومات الشراكة من حيث اتفاق التوجهات بين الشركاء على العمل معا لتنمية المجتمع وتفعيل دور القطاع الخاص في المجتمع عبر المسئولية الاجتماعية في دعم مبادرة برامج البنك المختلفة.
وماذا عن المباني الاستثمارية التي أقامتها المؤسسة السنوات الماضية؟
- هناك العديد من الافكار الرائدة في موارد العمل الخيري المشروعات المتمثلة في مشروع الأبراج الاستثمارية، الذي سيحقق الكثير من الأهداف لكن بتركيز أكثر لتحقيق عائد مالي يصب في توسيع مظلة المستفيدين من خدمات المؤسسة، وتحقيق أقصى عائد اجتماعي، إضافة إلى مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهنـي، ومبنى الحد الاستثماري أحد الاستثمارات التي تصب في مصلحة الأيتام والأرامل، كذلك مشروع الأبراج الاستثمارية في منطقة السنابس ومشروع الجسرة الاستثماري وغيرها مما نعمل حالياً على إنجازه والإعلان عنه في القريب العاجل بإذن الله تعالى فإن الهدف الرئيسي من فكرة استثمار موارد المؤسسة الخيرية الملكية هو المحافظة على أموال الأيتام وإدارتها وتنميتها واستثمارها بما يعود بالنفع عليهم وبما يساعد على تحقيق التنمية والاجتماعية في المملكة، تحقيقاً لهذه الأهداف تقوم المؤسسة باستثمار مواردها في مختلف وجوه الاستثمار التي ذكرناها آنفاً والتي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتسعى المؤسسة بشكل مستمر إلى الاطلاع والاستفادة من التجارب الناجحة محلياً ودولياً في مجال ممارسة الأنشطة المالية والاستثمارية متوخية أقصى درجات الحرص في سلامة إجراءاتها وممارسة نشاطاتها وفق توجيهات جلالة الملك المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة، وتحت قيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء حفظهم الله ورعاهم.
هل للمؤسسة الخيرية الملكية استراتيجية تبني عليها أعمالها المستقبلية؟
- المؤسسة تولي أمر النظرة المستقبلية اهتماما كبيرا، لذلك يعتبر التخطيط الاستراتيجي ومراجعة الاستراتيجية من أهم المسئوليات لدينا وذلك من أجل تحقيق أعلى معدلات الانجاز والتطور في دولاب العمل، وفي هذا الاطار لابد أن نذكر أن التوجيهات السديدة لرئيس مجلس الأمناء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة تلعب الدور الكبير في هذا الأمر لتحقيق رؤى جلالة الملك من عمل المؤسسة الخيرية الملكية بأن تكون رائدة في العمل الخيري والاجتماعي في مملكة البحرين، وللخيرية الملكية استراتيجية واضحة المعالم نقوم بمراجعتها بشكل دوري، ويقوم مجلس الأمناء بمتابعتها، وهذا الأمر يعكس لنا الدور الكبير للخيرية الملكية في ارساء قيم مؤسسية العمل الانساني بالبحرين، وكما هو معروف أن مملكتنا الغالية تحظى بوجود عدد كبير من الجمعيات والمنظمات الخيرية، والخيرية الملكية تمثل القدوة لكل الجمعيات في التطور المؤسسي وعندما نقول المؤسسي نعني المرتبط بالتخطيط الاستراتيجي وبالهيكلة الادارية الصحيحة واتخاذ أحدث أساليب الادارة في العمل والمراقبة، وقد حصلنا على شهادة الجودة لعام 2014م بعد أن أعددنا برنامج الجودة الشاملة 9001-2008م وشموله لجميع ادارات واقسام المؤسسة الخيرية الملكية.
العدد 4564 - الجمعة 06 مارس 2015م الموافق 15 جمادى الأولى 1436هـ
وماذا عن
وماذا عن مشروع اعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط ؟ ولماذا توقف العمل به ؟!!!
ليش ما يضمون معاهم أبناء المطلقين
المحكمة 95% تعطي أطفال المطلقين نفقه 30 أو 40 دينار تشمل كل شي أكل ولبس ودراسه وعلاج وإلى آخره. وفي أحيان كثيرة الأيتام احسن حالا لأن تكفلهم الحكومه.