العدد 4564 - الجمعة 06 مارس 2015م الموافق 15 جمادى الأولى 1436هـ

أصحاب محلات الذهب: انخفاض الإقبال على شراء الذهب وارتفاعه في مواسم محدودة جداً

تفتح عينيك في مدينة تعج بالوافدين والزوار إذ ترى من يبتسم لك، ومن يلتقط صورة فوتوغرافية في زواية محددة المعالم. في تلك المدينة الحضارية تنشط الحركة على الرغم من تراجعها منذ سنوات عدة، فترى في كل بقعة بائعاً يحثك على الشراء ويمتدح لك بضاعته، إلا بائعا واحدا يرسم لك الحب من خلال مرايا محله التي تعرض كل ما يملك، لينعكس بريق باذخ في عينيك، فتقودك رجلاك باندفاع ممزوج بدهشة ساحرة إلى الداخل، ويتضاعف البهاء أمامك، فتصمت في حرم الجمال، حينها تعرف أنك في حضرة الذهب.

دخلت إلى مجمع يتكون من طابقين يقبع في وسط العاصمة المنامة بالإضافة إلى الشارع المجاور للمجمع، لاحظت اصطفاف عدد من المحلات التجارية التي تختلف أسماؤها لكن مضمونها واحد. ذهبت إلى هناك لأتعرف على أحوال أصحابها بعد أن عصفت بهم الأزمة الاقتصادية العالمية قبل بضع سنوات، ما أنتج تدهورا في تداول الذهب. وبالحديث مع بنك gold standard الذي يعتبر المصدر الرئيسي لتزويد محلات الذهب في البحرين ودبي، أجابنا أحد المسئولين هناك؛ محمد اليماني أن «الذهب لا يمكن أن يتراجع سعره وإنما في استمرار متقدم، إذ إن البنك يقوم بالتعامل اليومي مع 30 محلاً للذهب في البحرين، وتختلف حاجة كل محل عن الآخر، ففي اليوم الواحد قد يحتاج المحل إلى 10 كيلوجرامات وربما في الأيام الماضية أقل أو أكثر، فالبنك لا يتعامل مع الأفراد وإنما الشركات فقط».

ويكمل حديثه قائلاً: «فيما مضى، المجمع والشارع المجاور له كان يزدحم بالمحلات التي تبيع المصوغات الذهبية المتنوعة والمختلفة الطراز والتشكيل، أما الآن فقد تم إغلاق معظم المحلات وتبدل وجود محلات أخرى كمحلات الخياطة والأقمشة؛ والسبب يرجع إلى عدم وجود زبائن وانخفاض توافد السياح على البحرين قياسا بالسابق».

وأضاف «في كل سنة نلاحظ ازدياد إقبال المحلات على الطلب، اذ تصنف السنة الماضية 2014 أفضل مقارنة بهذه السنة، والسبب انخفاض سعر الذهب عن السنة الماضية، الذي يتأثر بتداول أسعار العملات في البورصة»، وأكد أن سعر الذهب انخفض، فقبل مدة كان 1300 دولار للأونصة والآن وصل أقل 1200 دولار للأونصة.

وأشار إلى أنه يرتفع الطلب في شهر أكتوبر/تشرين الأول والأعياد والمناسبات الخاصة بالمسلمين والهندوس والمسيح. وأوضح أنه أصبح إقبال الناس على المجمعات التجارية كبيرا مقارنة بقبل 10 سنوات إلا ما ندر، فإن الزبائن يتوافدون للمنامة في حالة شراء شبكة الزواج بالإضافة إلى الأميركيين العاملين في القاعدة.

قابلت أحد أصحاب مجوهرات البحرين عادل الصايغ قائلاً: «ان عمر هذا المحل يقارب 50 عاماً في مجال صياغة وصناعة الذهب المحلي، إذ يملك المحل ورشته الخاصة التي تقوم بتصنيع جميع أنواع المصوغات الذهبية التي يعتمد عليها المحل بشكل أساسي».

وأشار إلى أن هناك انخفاضا كبيرا في الإقبال على شراء الذهب مقارنة بالسنوات بين 2000 إلى 2005، بسبب غلاء جرام الذهب في هذه السنوات، اذ يشكل البترول علاقة عكسية بينه وبين الذهب؛ أي كلما انخفض سعر البترول أدى إلى ارتفاع سعر الذهب عالميا، وأضاف أن البحرين تتأثر بشقيقاتها الخليجيات، فعندما تتأثر إحداهن اقتصادياً فمن الطبيعي أنها تتأثر، بالإضافة إلى كثرة انتشار المجمعات التجارية في البلد التي تستقطب أكبر عدد من الزبائن من المواطنين والمقيمين والسياح.

وبين أن هناك تراجعا ملحوظا في وزن المصوغات الذهبية، فقد أصبحت أخف وزناً عن السابق، وذلك حتى يتسنى للجميع شراؤها، وأكد أن المواسم التي يزداد فيها الإقبال على الشراء هي ربيع الأول وما يليه ويكون الطلب على أطقم الزواج، أما بقية المصوغات الذهبية كالمعاضد فنسبة الطلب عليها بين 20 إلى 30 في المئة، ما يؤدي إلى تصنيعها كل 6 شهور، وهذا الإنتاج منخفض جداً عن السابق.

إلى ذلك، أكد صاحب مجوهرات جيهان الحاج عبدالشهيد الصايغ أنه مارس مهنة صياغة الذهب ما يقارب الأربعين عاماً، وتغير موقع المحل الذي كان في السابق في مجمع مدينة الذهب إلى موقع آخر وهو شارع باب البحرين، والسبب يعود إلى قلة إقبال السياح والخليجيين.

وابتسم قائلاً: «النساء يعشقن الذهب إلى حد كبير، ولكن المشكلة تكمن في ارتفاع سعر الذهب، مقارنة بالسابق»، موضحاً أن العام 2014 كانت أفضل الأعوام بسبب إقبال الزبائن المحليين على الشراء، اذ ان المحل يقوم بصناعة أطقم الزواج بشكل مستمر وبأسعار معقولة ومناسبة للجميع حتى يتمكن المقبلون على الزواج من الشراء.

واختتم قائلاً: «ان أكثر المواسم الشرائية تبدأ بعد شهري محرم وصفر وكذلك عيد الأم وبدرجة اقل في شهور فصل الصيف».

من جهته، يبين صاحب مجوهرات عروس الخليج امتياز محمود أنه منذ 2009 وهو يزاول مهنته في بيع الذهب وصياغته في البحرين، وأكد أنه يعمل مع عدة أشخاص في معمله الخاص به من هنود وباكستانيين باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في مجال صياغة وصناعة الذهب. وأكد أن الإقبال يكون من النساء البحرينيات والسعوديات اللاتي يفضلن اقتناء الذهب البحريني؛ لما يمتاز به من جودة عالية ودقة في التصميم مقارنة ببقية البلدان الخليجية، إذ هناك زبائن دائمون يزورون المحل بين فترة وأخرى، أما بالنسبة إلى المواسم التي يزدهر فيها المحل فهي عيد الأم وعيد المسيح وشهر رمضان المبارك وذكرى الزواج.

اختتمت جولتي مع صاحب مجوهرات العلوي الحاج علوي العلوي، وله ما يقارب 40 عاماً في مجال صناعة الذهب، إذ يملك المحل ورشته الخاصة التي يعمل فيها 4 عمال أجانب، وابتسم موضحا أن الاتجاه إلى الذهب هو الاتجاه الصحيح الذي تلجأ إليه غالبية النساء؛ اذ يبقى معدنا نفيسا لا يفرط به.

وأوضح أن غالبية الزبائن بحرينيات بالإضافة إلى عدد قليل من الخليجيات والأجانب، اذ ان كمية شراء الذهب انخفضت، ففي السابق تشتري العروس شبكة ومجموعة من الخواتم والمعاضد من الذهب، أما الآن فيقتصر الشراء على الشبكة فقط التي لا يقل سعرها عن الألف دينار، ويرجع السبب إلى ارتفاع سعر الذهب.

خلال جولتي في السوق قصدت الكثير من المحلات التي تبين لي عند السؤال عنها أنها أغلقت، أو اندمجت مع محل آخر، أو أنها بقيت تعمل في الورش فقط، والسبب الرئيسي يرجع إلى ارتفاع أسعار الذهب مثلما أكد لنا جميع أصحاب محلات الذهب خلال لقائي بهم.

العدد 4564 - الجمعة 06 مارس 2015م الموافق 15 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً