كما هي العادة كل عام تقيم غالبية مدارس البحرين حفلات لتكريم متفوقيها، كما أنها تكافئهم برحلة ترفيهية داخل المملكة نظير جهدهم طوال العام.
ليس بغريب أن تقدر المدرسة تعب هؤلاء الطلاب المتفوقين طوال العام وأن تمنحهم شهادات تقدير لما بذلوه من جهد، فنحن نعلم بأن «مَن جدَّ وجدَ ومن زرع حصد».
أجمل ما في حفلات التكريم تلك هو فخر أولياء الأمور بما حققه أبناؤهم من إنجاز وتفوق، كل ذلك بفضل جهودهم هم أيضاً في مساعدة أبنائهم للوصول إلى ما يطمحون إليه.
بالتصفيق الحار والابتسامة المشرقة، والبعض الآخر يعبر عن فرحته بالزغاريد، كان هذا اليوم هو يوم عرس وليس مجرد احتفال بتفوق أبناء... فكم هو جميل أن ترى والديك راضيين بما أنجزته... شعور لا يمكن أن تصفه الكلمات.
ولكن رغم الفرح، هناك ظاهرة غريبة، إذ هناك فئة قليلة من أولياء الأمور ممن يريدون التميُّز والتفوق لأبنائهم فقط، يززعون في قلوب أبنائهم أحقاداً وربما عداوات لبعض أصدقائهم الذين فاقوهم بدرجات وإن كانت بسيطة في سلم التفوق.
هؤلاء الآباء بفضل مقارنتهم بين أبنائهم ونظرائهم من أصدقاء وزملاء قد يغرسون وربما من دون قصد الغيرة والأنانية في قلوب أبنائهم، والتي ربما تؤدي بعد ذلك إلى العداوة والقطيعة بين الأحباب.
كما خسرنا أصدقاء باعدتهم عنا تصرفات ذويهم ومقارنتهم بيننا وبينهم، فكثيراً ما تسمعهم يقولون: انظر لفلان فقد نال درجات أفضل منك لأنه يذاكر أفضل ويسمع الكلام، فيما آخرون يقولون لأبنائهم: فلان متميز لأن والده مدرس في المدرسة ذاتها... وآخرون: فلان يأتي ليلعب معك حتى يلهيك عن دروسك، فيما هو يذاكر وحده في بيتهم ومن دون أن يدعوك. وغيرهم يقولون: لا تساعد فلاناً فيما تعرف حتى لا يتميز عليك، ولا تعره دفاترك وكتبك إذا غاب.
مهلا، ما هذه الكلمات، والاتهامات... فلتهدئوا من أنفسكم واعلموا أن لكل طالب مستوى دراسياً معيناً، وكل واحد من أولئك يأخذ من الدرجات ما هو مقدر ومكتوب من الله عز وجل... ثقوا أعزائي أولياء الأمور، بأن نصيب أبنائكم لن يأخذه غيرهم، ونصيب نظرائهم لن يذهب إليهم، هذا كله توفيق من الله قبل أن يكون تفوقاً من قبل البشر... مع تمنياتنا لجميع أصدقائنا بالتوفيق والنجاح في دراستهم.
مناهل
العدد 4562 - الأربعاء 04 مارس 2015م الموافق 13 جمادى الأولى 1436هـ