نشرت الحكومة الأرجنتينية اعلانات على صفحات كاملة في صحف محلية اليوم الأربعاء (4 مارس/ أذار 2015) تؤكد أن اتفاقا متعثرا مع إيران ما زال هو أفضل طريقة لمعرفة حقيقة التفجير الدامي الذي وقع في مركز يهودي في بوينس أيرس عام 1994.
وألغت محكمة اتحادية أرجنتينية العام الماضي اتفاقا مثيرا للجدل كان سيسمح باستجواب مشتبه بهم إيرانيين. وتنفي طهران مسؤوليتها عن الهجوم الذي أسقط 85 قتيلا وترفض تسليم مواطنيها.
وتصدرت أخبار التحقيق عناوين الصحف من جديد منذ بداية العام عندما اتهم ممثل الإدعاء رئيسة البلاد كريستينا فرنانديز بالسعي لاخراج التحقيق عن مساره. وبعد أربعة أيام عثر عليه مقتولا برصاصة في الرأس.
وقالت الحكومة في اعلان "الطريق الوحيد الممكن هو التصديق على المسار الذي اتخذته السلطة التنفيذية والمجلس الوطني من خلال مذكرة التفاهم وهي أداة تمكننا من استجواب المواطنين الإيرانيين المتهمين.
"هذا الوضع سيجعل الأرجنتين في موقف أفضل فيما يتعلق بإيران والمجتمع الدولي للمطالبة بتسليم أو التفاوض على إجراء محاكمة في دولة ثالثة."
وكانت محكمة اتحادية قضت العام الماضي بأن مذكرة التفاهم "غير دستورية" لكن الحكومة قالت إنها ستستأنف الحكم أمام المحكمة العليا. ولم تفعل ذلك بعد.
وكان كبير المحققين في الهجوم على المركز اليهودي عام 1994 البرتو نيسمان اتهم رئيسة الأرجنتين بالسعي لإبعاد الأنظار عن المشتبه بهم الإيرانيين في القضية من أجل الحصول على نفط من طهران.
وعثر على نيسمان مقتولا في شقته قبل يوم من موعد مقرر للادلاء بشهادته بخصوص هذه المزاعم أمام المجلس الوطني. وأثارت الفضيحة نظريات مؤامرة وتسببت في أزمة سياسية أضعفت مصداقية الحكومة.
وفي أحدث تحول في القضية رفض قاض الأسبوع الماضي المزاعم وقال إن أدلة نيسمان أشارت -على النقيض- إلى أن الحكومة بذلك قصارى جهدها لمساعدة التحقيق.
وفي الاعلان الذي نشر اليوم الأربعاء أثارت الحكومة تساؤلات بشأن الدوافع وراء حديث نيسمان عن وجود مؤامرة للتستر على قضية الإيرانيين مع أنه اعترف في نفس الوقت بالجهود التي بذلتها الحكومة في هذه القضية.
وتساءل الاعلان "هل يمكن افتراض أنه كان يحاول زعزعة استقرار السياسة؟"
وقالت الحكومة إن اتهامات نيسمان كانت جزءا من خطة لتشويه صورة الرئيسة وتنفيذ انقلاب.
وحدثت ستة انقلابات في الأرجنتين الواقعة في امريكا الجنوبية في القرن الماضي.