لدى تفضل سموه بافتتاح معرض الفنون التشكيلية،أكد رئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن الحركة الثقافية والفنية في مملكة البحرين تميزت ولا تزال بتجددها المتواصل، وان الفضل في ذلك يرجع إلى إبداعات أجيال متعاقبة من المواهب استطاعت أن تنهل من عطاءات الرواد لتقدم فنًا بحرينيًا أصيلا يجمع بين الأصالة والمعاصرة في تناغم يعكس حضارة البحرين وتطورها.
وأضاف سموه أن الحركة التشكيلية البحرينية أصبحت تضاهي نظيراتها العالمية من حيث جودتها وتعدد مدارسها الفكرية لتثري بذلك المشهد الثقافي والفني في البحرين بروح جديدة تعزز من قيم الانجاز والابداع.
وقال سموه "إن الفن هو سجل مفتوح يروي ويوثق حضارات مختلف الشعوب والأمم وإسهاماتها التي تحاكي واقعها لكي تستلهم منها الأجيال ما يربطها بجذورها ويخلد تراثها واصالتها".
وكان رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي قد تفضل فشمل برعاية سموه صباح اليوم الأربعاء (4 مارس / آذار 2015) حفل افتتاح معرض البحرين السنوي الحادي والأربعين للفنون التشكيلية في متحف البحرين الوطني، وذلك بحضور عدد من الوزراء، والنواب، وكبار المسئولين، ورجال السلك الدبلوماسي، ورجال الصحافة والاعلام والأعمال، والمثقفين، والفنانين المهتمين بالحركة التشكيلية البحرينية.
وقد تجول سموه في أقسام المعرض واطلع على ما يشتمل عليه من لوحات وأعمال فنية متنوعة وقيمة لنحو 40 فنانا بحرينيا، واستمع سموه إلى شرح حول طبيعة هذه الأعمال ومدلولاتها الفنية والإبداعية.
وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بما اشتمل عليه المعرض من أعمال رفيعة، تميزت بحرفية قادرة على مخاطبة الذات وإمتاعها،وقال سموه "إن الأعمال الفنية التي يتضمنا المعرض تحمل رؤى وتصورات حديثة تعبر حالة النضج التي وصل إليها الفنان البحريني بإبداعاته التي تخطت حدود المحلية إلى آفاق العالمية"، مؤكدا سموه حرص الحكومة على دعم الحركة الثقافية والفنية البحرينية ورعاية الموهبين من الفنانين، إدراكًا منها لأهمية دور الثقافة والفنون في التعبير عن رقي المجتمعات والتأثير في الارتقاء بالذوق العام.
وأشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى أن مملكة البحرين تشهد هذه الأيام حالة من الزخم الثقافي والفني على كافة المستويات، الأمر الذي يؤكد نجاح الجهود المبذولة لتعزيز مكانة المملكة كموقع رائد على صعيد السياحة الثقافية والفنية، مشيدا سموه بما يقدمه المبدعون من الفنانين التشكيليين البحرينيين من أعمال تتسم بالغنى والالمام بمختلف عناصر المدارس التشكيلية الحديثة والمعاصرة لتقدم منتجًا فنيا متنوعًا في محتواه ومتميزًا في مردوده الثقافي والفني.
بعدها تفضل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتسجيل كلمة في سجل المعرض، أكد فيها أن معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية سيظل علامة فارقة في مسيرة الفن والثقافة بمملكة البحرين.
وقال سموه في كلمته: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نستقبل المعرض اليوم بمزيد من الثقة وهو يواصل دوره في رفد الحركة الثقافية البحرينية، وأن يتواصل لقاؤنا بالفنانين البحرينيين، ومتابعة منجزهم الثقافي عن قرب، في معرض تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار، ويعكس الحضارة والتحضر اللذين تزخر بهما أرضنا الحبيبة".
وتوجه سموه بالشكر والتقدير إلى رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ، وإلى كافة العاملين في الهيئة على الجهود المخلصة التي بُذلت لأجل إعداد وتنظيم المعرض في نسخته الواحدة والأربعين بهذا المستوى الرفيع، سائلا سموه المولى القدير أن يوفق الجميع لما فيه خير هذا البلد العزيز.
من جانبها، توجّهت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ، بعميق الشكر والامتنان إلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لرعايته المعرض منذ انطلاقته الأولى، مشيرة إلى أن هذه الرعاية تشعر الفنانين بالاهتمام وهي دليل على أن البحرين تفخر بأعمالهم وتضيفها إلى منجزاتها الثقافية والحضارية.
وأكدت أن المنامة تعايش هذه الأيام متوازيات ثقافية مع انطلاقة عامها الجديد تحت شعار "تراثنا ثراؤنا"، موضحة أنه وفي وقت بدأ فيه ربيع الثقافة العاشر بتقديم أجمل الخطابات الإنسانية والثقافية للجمهور، يأتي معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية هذا العام ليكمل الصورة وتتقاطع مكوناته مع كل ما تختبره المملكة من تجارب ثقافية، فنية وإبداعية.
وأشادت الشيخة مي بالجهود التي يبذلها الرّئيس الفخريّ لجمعية البحرين للفنون التّشكيليّة الشّيخ راشد بن خليفة آل خليفة وتعاونه المستمرّ واهتمامه بالفنون التّشكيليّة والنّتاج الفنّيّ الجميل للفنانين البحرينيين.
ويقدم معرض البحرين السنوي للفنون التشكيليّة هذا العام، مجموعة منتقاة من الأعمال تتجاوز ال 50 عملًا، وتتنوع ما بين التصوير الزيتي، التصوير الفوتوغرافي، الأعمال التركيبيّة والنحت، تم انتقاؤها من بين أكثر من 170 عملًا تقدم بها الفنانون للمشاركة في المعرض، وذلك عبر لجنة اختيار مكونة من نقاد وأكاديميين وتشكيليين، لتكون الأعمال المختارة للمشاركة في المعرض هذا العام، منتقاة بشكل موضوعي وعلميّ.
وتعود في هذه النسخة من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، جائزة الدانة التي تمنحها هيئة البحرين للثقافة والآثار لأفضل عمل تشكيليّ، والتي شُكلت لها لجنة تحكيم خارجية، قامت باختيار العمل الحاصل على الجائزة لهذه النسخة من المعرض. جدير بالذكر أن الفنان خليل الهاشمي هو من قام بتصميم مجسّم الجائزة لهذا العام.
كما يشارك نادي البحرين للتصوير بمجموعة من الصور الفوتوغرافية، بعد حصوله، ممثلًا لمملكة البحرين، على "كأس العالم" من منظمة الفياب - الفدرالية الدولية لفن التصوير الفوتوغرافي- ، وهي منظمة دولية تضم 86 دولة، تبلغ أعداد المصورين المنضوين تحتها أكثر من مليون مصور.