حظي "المؤتمر الدولي الأول للأمراض المعدية ومكافحة العدوى" الذي استضافته مملكة البحرين خلال الفترة من 24 إلى 26 فبراير الماضي تحت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تحت شعار "منع انتشار الأمراض والأوبئة.. خطر محدق وآفاق مضيئة، باشادات واسعة من قبل عدد من كبار الأطباء العالميين والجمعيات الطبية العالمية المتخصصة، حيث نوهوا في تصريحات لوسائل إعلام دولية ومواقع طبية بدعم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء للمؤتمر، وبحضور أكثر من 530 طبيب وصيدلي يمثلون مختلف التخصصات الصحية.
لقد حقق المؤتمر نجاحا كبيرا على صعيد ورشات العمل المركزه والتي سعت الى تدريب الكادر الطبي على مواجهة انتشار الميكروبات المفاومه للمضادات الحيويه من الناحيه العمليه، وكان هناك مشاركون من لبنان ليبيا، مصر، الأردن، الكويت، المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات، سلطنة عمان، باكستان، الهند، بالاضافة إلى مملكة البحرين، فضلا عن اجتماع صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر مع المشاركين في المؤتمر مع كان مثمرا للغاية، وحظي بتغطية العناوين الرئيسية للصحف الإقليمية.
كما نشر الموقع الالكتروني للجمعية البريطانية للعلاج الكيمائي ومضادات الأحياء الدقيقة تقريرا عن المؤتمر وأهم مناقشاته وتوصياته ، واشار إلى ان المؤتمر يعد أكبر حدث طبي تعاوني من نوعه يقام في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعد نقطة انطلاق لمزيد من الفعاليات التي تتناول ومكافحة الأمراض والميكروبات.
ومن ناحيته، أعرب استشاري الأمراض المعدية ورئيس الجمعية البريطانية للمضادات الكيميائية "دليب نظواني" عن تشرفه بمقابلة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، مؤكدا أن رعاية سموه لهذا المؤتمر الأول محل تقدير كبير من كل المشاركين ومن كل أولئك الذين يكافحون التحديات العالمية على صعيد الأمراض المعدية المقاومة لمضادات الميكروبات، وقال إن رئيس وحكومة البحرين اثبتوا من خلال استضافة هذا المؤتمر انهم قيادة إقليمية حقيقية ذات رؤية وهو ما يمثل دعما وتشجيعا لجهود جميع المتخصصين في ميدان الرعاية الصحية من أجل مواجهة هذه التحديات.
وشدد على أن المخاطر التي تشكلها مقاومة مضادات الميكروبات ليس لها حدود، وتمثل فعلا حالة طوارئ عالمية، ذلك أنه إن لم يتم التعامل معها بنجاح، قائلا:" إن العديد من الأدوية والتدخلات الطبية الروتينية التي نعتز بها ونعتبرها أمرا مفروغا منه لن تكون متاحة لنا في غضون عشر سنوات من الآن، ومن الواضح أنه لن يكون بوسع آبائنا وأشقائنا وأطفالنا اعتبار الصحة الجيدة أمرا مفروغا منه اعتمادا على المضادات الحيوية واللقاحات الفعالة".
وأشار إلى أن وسائل البحث سوف تساعد المتخصصين على معرفة المزيد عن هذه التحديات وكيفية حفظ فعالية هذا المورد الثمين لفترة أطول، قائلا: "كما تعلمنا ضرورة أن نكون حفظة الموارد الثمينة كوكب الأرض، فإن تعاملنا مع المضادات الحيوية لا ينبغي أن يختلف عن ذلك".
وقال: "إن كلمة بحرين في اللغة العربية تعني (اثنين من البحار) ، وفي مجال مقاومة مضادات الميكروبات فإن مهمتنا كأطباء هي سد الفجوة القائمة بين انتشار الميكروبات المقاومه للمضادات الحيويه و ندرة وجود كادر طبي متمرس في مكافحة فعالة للأمراض المعدية، وإيجاد علاج للإصابة بالأمراض المعدية".
ومن ناحيتها، أشادت المدير اﻻقليمي للمنظمة البريطانية للمضادات الكيمائية "تريسى جويس" بدعم سمو رئيس الوزراء للمؤتمر وحرص سموه على استقبال المشاركين فيه، منوهة بحسن التنظيم والاقبال الذي فاق التوقعات، ، لافتة إلى أنها أوصت خلال أعمال المؤتمر بضرورة أن تكون مملكة البحرين مركز تدريبي للخليج والوطن العربي في مجال مكافحة الأمراض المعدية.
وفي ذات السياق، نوه رئيس الجمعية البريطانية للصيدلة الطبية لمكافحة الأمراض المعدية والميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية "مارك جيلبرت" ، اشاد بالمؤتمر من حيث الإقبال الكبير وحرص المشاركين على اﻻستفادة من نوعيه البرامج المطروحة التي تهتم برعاية المريض والتقليل من العدوى.
وثمن استشاري في برنامج الإشراف للمضادات الحيوية في جامعة ليدز ببريطانيا "فليب هاورد" ورئيس الجمعية الأوربية للكائنات الدقيقة الطبية والأمراض المعدية "مورات أكوفا" بالبرنامج الخاص بالمؤتمر وأهميته كأول برنامج يطبق في الوطن العربي، لافتين إلى أنها رفعا توصيات تدعم أي برامج تدريبية في المستقبل في مملكة البحرين بالتعاون مع وزارة الصحه و جمعية الأطباء البحرينية بالتنسيق مع استشاري في الامراض المعديه ومكافحة العدوى مناف محمد القحطاني .
ورحبت رئيسة الجمعية السعودية للكائنات الدقيقة الطبية والأمراض المعدية، استاذ مشارك في المؤتمر بالتعاون مع جمعية الأطباء البحرينية "هدى بخاري" في اقامة المؤتمرات التدريبية في البحرين بسبب وجود اقبال منقطع النظير لهذه البرامج التدريبية وخاصة من دول الخليج والمنطقة.
وقد أشاد رئيس جمعية الأطباء البحرينية محمد رفيع بدعم القيادة في مملكة البحرين للقطاع الصحي مؤكداً على أنها لا تدخر جهداً في توفير كل ما يلزم من دعم وتوجيهات وبنية تحتية متطورة وكوادر بشرية مؤهلة ونظم عمل حديثة تضمن مكانة متقدمة للبحرين على الخارطة الصحية والطبية العالمية.
كما أكد رئيس المؤتمر مناف القحطاني حرص الحكومة البحرينية على الارتقاء بالقطاع الصحي في البحرين وتطويره وفق رؤية استراتيجية تقوم على رفع جودة وكفاءة الخدمات الصحية وضمان تقديم أرقى المستويات من الخدمة الصحية والعلاجية للمواطنين منوهاً إلى أن اهتمام مملكة البحرين باحتضان المؤتمرات العالمية المرموقة التي تحشد الخبرات والكفاءات من مختلف دول العالم يأتي من منطلق دورها في تعزيز تبادل الخبرات في المجالات الطبية والعلمية والارتقاء بسبل الوقاية والعلاج وإعداد الدراسات والتوصيات المتعلقة بمكافحة الأمراض ومتابعة تنفيذها على مستوى دول العالم وذلك في إطار الاهتمام بمستقبل وحماية الأجيال القادمة.
تجدر الاشارة إلى ان "المؤتمر الدولي الأول للأمراض المعدية ومكافحة العدوى" الذي استضافته مملكة البحرين تم تنظيمه من قبل جمعية البحرين الطبية بالتعاون مع الجمعية الطبية السعودية لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية والجمعية البريطانية للعلاج الكيمائي ومضادات الأحياء الدقيقة، وتطرق المؤتمر عبر عدد من الاختصاصيين الدوليين في مجال الأمراض المعدية إلى جملة من مواضيع الأمراض الوبائية والمعدية مثل الكورونا والإيبولا والإيدز وغيرها.
وأصدر المؤتمر في ختام أعماله جملة من التوصيات شملت أربعة محاور هي "الرعاية الصحية وسلامه المرضى"، و"التعليم الطبي والتدريب"، و"الأبحاث الطبية" و"التثقيف الصحي للمجتمع"، تحت محور "الرعاية الصحية وسلامة المرضى" أوصى الأطباء والأخصائيون المشاركون في المؤتمر بالمزيد من الدعم من قبل الحكومات الخليجية متمثلة بوزارات الصحة لمركز خليجي موحد لرصد ومراقبة تفشي الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية للتصدي لها وطرح حلول مشتركة بين دول الخليج العربي وتعميق تبادل الخبرات فيما بينها، ومراقبة استهلاك المضادات الحيوية في المنطقة، وتوحيد برنامج الإشراف على المضادات الحيوية والتقنين والترشيد في استهلاكها بين دول الخليج العربي، وانشاء مركز إنذار مبكّر للرصد والتصدي للأوبئة الناشئة على مستوى دول الخليج، وعرض توصية ادماج برنامج الإشراف على المضادات الحيوية كمطلب لاعتماد المنشآت الصحية.
وتحت محور "التعليم الطبي والتدريب" أوصى المؤتمر بتعزيز المنهاج الدراسي لطلبة الطب البشري حول مدى خطورة انتشار عدوى المنشآت الصحية والميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، والاستفادة من الزمالة السعودية للأمراض المعدية السريرية والأحياء الدقيقة وتوسيع نطاقها لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي لخلق كادر طبي مؤهل للتصدي للأوبئة والأمراض المعدية في المنطقة، وتدريب الطاقم الطبي على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، وتدريب الصيادلة على مراقبة وتحسين وجودة الوصفات الطبية الخاصة بالمضادات الحيوية.
وفي محور "الأبحاث الطبية" أوصى المؤتمر بإنشاء مركز أبحاث خليجي لوضع قاعده بيانات موحدة بين دول مجلس التعاون، والتبادل المعرفي والتعاون مع المنظمات الدولية الرائدة في مجال الأمراض المعدية والأحياء الطبية الدقيقة، والتعاون بين الجمعيات الطبية في دول مجلس التعاون لتنظيم وعقد المؤتمرات الطبية بصفة دورية.
أما محور "التثقيف الصحي للمجتمع" فتطرق إلى تنظيم حملات توعوية تثقفية للحد من الاستخدام المفرط المضادات الحيوية في الأمراض النفسية الفيروسية، وتوعية المرضى والمراجعين للمنشآت الصحية بالآثار الجانبية المتعلقة بالمضادات الحيوية وإشراكهم في الخطة العلاجية، وتوعية طلبة المدارس بخطورة انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات واهمية ترشيد استخدام المضادات للتصدي لها".