أكدت رئيسة كوريا الجنوبية الأهمية التي تكتسبها علاقات بلادها مع السعودية، التي قامت منذ نحو 53 عاماً، وأسهمت في تعزيز اقتصادي البلدين، مشيرة إلى أن الكثير من الكوريين لا ينسون ما قدمته السوق السعودية من فرص لنمو الشركات الكورية المختصة في البنى التحتية، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الحياة اليوم الأربعاء (4 مارس / آذار 2015).
ورأت الرئيسة الكورية بارك كون هي، في كلمتها خلال منتدى الأعمال السعودي - الكوري الذي نظمه مجلس الغرف السعودية في الرياض، في حضور وزير المال إبراهيم العساف ووزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار عبداللطيف العثمان وعدد من المسئولين في البلدين، بأن هذا المنتدى يمثل محطة من محطات التعاون القائم والمثمر والتاريخي بين البلدين، ويؤكد مجدداً على وجود رغبة حقيقية في زيادة التعاون والاستفادة من الفرص الجديدة وتحقيق شراكة مثمرة في ظل العلاقات المتميزة بين حكومتي البلدين ووجود قطاع أعمال نشط.
ودللت كون هي على ذلك بوجود وفد تجاري من بلادها يمثل عدداً من الشركات الكورية في مختلف المجالات الفنية والتقنية والصناعية والخدمية التي كان لبعضها مساهمات في إنشاء مشروعات كبرى في المملكة في الفترة الماضية والحالية، معبرة عن اعتزاز بلادها في كون كوريا الشريك الرابع التجاري للمملكة وكون أبناء كوريا عملوا بجد في مجال تنمية وبناء البنى التحتية في المملكة والدور الذي لعبه العامل الكوري في مجال الإنشاءات في السعودية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
ونوهت بكون المملكة من بين أهم أسواق المشاريع للشركات الكورية في المنطقة، وما يقدمه السوق السعودي من فرص كبرى لتلك الشركات لنقل خبراتها وتقنياتها بما ينعكس إيجاباً على تنمية التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين البلدين الصديقين، معربة عن تطلعها لتعزيز التعاون ونقله إلى مجالات شراكة تسهم في التنمية الاقتصادية لكلا البلدين.
وعبرت الرئيسة الكورية الجنوبية عن استعداد بلادها للمساهمة في نقل الخبرات والتقنيات اللازمة لتنمية الصناعات السعودية وتحقيق خطة المملكة لتقليل الاعتماد على النفط في المستقبل وتعزيز الصناعات والخدمات القائمة في البلاد بما يتوافر للحكومة الكورية والقطاع الخاص الكوري من خبرات وتقنية يمكن أن تسهم في تحقيق الاستراتيجية السعودية الخاصة بتطوير صناعاتها وخدماتها.
ودعت في كلمتها خلال المنتدى قطاعي الأعمال وحكومتي البلدين إلى تعزيز تعاونهما في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة وبناء محطات الطاقة والمساهمة في تنمية قطاعي الكهرباء والمياه ومفاعلات الطاقة النووية التي ستحتاج إلى استثمارات رأسمالية ضخمة ومشاريع كبرى ستنفذ على مدى 20 عاماً مقبلة.
وأعربت كون هي عن تطلعها لتعزيز التعاون القائم ليشمل قطاعات الخدمات الصحية والتعليمية وتقنية المعلومات وصناعة الأدوية والخدمات الأخرى التي يحتاج إليها السوق السعودي وتمتلك كوريا الخبرات والتقنيات اللازمة لتنميتها وتعزيزها بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين.
وشددت على أهمية التوجه بين قطاعي الأعمال في البلدين لتنفيذ المشروعات الكبرى وزيادة حجم المشروعات المشتركة في كلا البلدين والاستفادة من خبرات القطاعين والوفرة المالية لتحقيق التنمية الاقتصادية المتوازنة والاستفادة من الفرص التي تتوافر خاصة في قطاع البنى التحتية ومشروعاتها الكبرى في اقتصادي البلدين.
إلى ذلك، أكد وزير التجارة والصناعة السعودي توفيق الربيعة أن العلاقات السعودية الكورية ليست مجرد علاقة صداقة وتعاون واحترام متبادل بين بلدين، بل تعدت ذلك إلى العديد من القواسم المشتركة والروابط الوثيقة، وتجاوزت العلاقة بينهما المفهوم التقليدي لمعنى الصداقة، عندما توثقت بالزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، وبالشراكة الاستراتيجية التي شملت العديد من المجالات، والاتفاقات الثنائية التي شملت مختلف الميادين.
وأشار إلى أن العلاقات بين المملكة وجمهورية كوريا شهدت نمواً ملحوظاً خلال الخمسة عقود الماضية، وتطورت من خلال المشروعات العملاقة التي نفذتها الشركات الكورية في المملكة منذ السبعينات من القرن الماضي، مبيناً أنه على الصعيد التجاري بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 170 بليون ريال، وبلغت صادرات المملكة إلى كوريا 133 بليون ريال، والواردات من كوريا ما قيمته 37 بليون ريال.