العدد 4561 - الثلثاء 03 مارس 2015م الموافق 12 جمادى الأولى 1436هـ

الآلاف يشيعون المعارض الروسي نيمتسوف في موسكو

أوباما: مقتل نيمتسوف علامة على تدهور المناخ في روسيا

مشيعون يضعون الزهور على قبر  المعارض الروسي نيمتسوف  في موسكو - REUTERS
مشيعون يضعون الزهور على قبر المعارض الروسي نيمتسوف في موسكو - REUTERS

ألقى آلاف الأشخاص أمس الثلثاء (3 مارس/ آذار 2015) النظرة الأخيرة في موسكو على بوريس نيمتسوف، أحد أعنف معارضي الرئيس فلاديمير بوتين الذي قتل الجمعة بالرصاص في مكان قريب من الكرملين.

وسجي جثمان نيمتسوف أربع ساعات في مركز ساخاروف، المتحف المخصص لحقوق الإنسان ولذكرى الأكاديمي السوفياتي المنشق أندريه ساخاروف. ولم يتمكن جميع الذين حضروا واصطفوا على مئات الأمتار من وداع المعارض الذي اغتيل عن 55 عاماً.

ودفن نيمتسوف بعيد ظهر الثلثاء في مقبرة تروييكوروفسكوي في موسكو.

وقالت ماريا كونياكوفا اختصاصية علم النفس «كان شخصاً أشعر أنني قريبة منه. أردت أن اودعه. كان رجل صاحب مبادئ، رجلاً يتمتع بحضور قوي. لا يهم من الذي قتله، إنها خسارة لا تعوض».

وجلست والدة بوريس نيمتسوف التي قالت في مقابلة مرة إنها تخشى أن يقوم بوتين باغتياله، محاطة بأولاده عملاً بالتقاليد الأرثوذكسية أمام النعش المفتوح الذي تعاقب أمامه صف من المواطنين والشخصيات المعروفة للانحناء ووضع زهور.

وبين هذه الشخصيات أرملة الرئيس الراحل بوريس يلتسين ورئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف الذي انتقل إلى صفوف المعارضة ورئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور والسفير الأميركي جون تيفت الذي «قدم تعازي الرئيس العميقة والشعب الأميركي بوفاة هذا الوطني الروسي الكبير».

وأكد الطبيب ديمتري أفانسييف «أتيت لأني أخجل من بلادي ومن مواطني بسبب عجزنا عن منع حصول أمر مماثل. بوتين مجرم ونحن أيضاً».

وأرسل رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف إكليلاً، وجاء عدد من أعضاء الحكومة لإلقاء النظرة الأخيرة على بوريس نيمتسوف ولاسيما نائبا رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش وسيرغي بريخودكو.

وأعلن سفراء بلدان أوروبية وشخصيات أجنبية منها وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكوفيسيوس ورئيس بلدية ريغا عاصمة لاتفيا نيلس أوساكوفس ونائب وزير الخارجية البولندي كونراد بافليك، نيتهم المشاركة في جنازة نائب رئيس الوزراء السابق في عهد بوريس يلتسين والمعارض الشديد لفلاديمير بوتين.

ومنعت السلطات الروسية بعض الشخصيات السياسية الأجنبية التي أعلنت نيتها بالمشاركة في التشييع، من القيام بذلك.

واعلن رئيس مجلس الشيوخ البولندي بوغدان بوروسيفيتش ان السلطات الروسية رفضت منحه الإذن بالمشاركة في التشييع رداً على العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو، فيما صرحت النائبة الأوروبية اللاتفية ساندرا كالنييتي مساء الإثنين أنه تم ردها من مطار موسكو-شيريميتييفو الدولي.

وعبر الاتحاد الأوروبي أمس (الثلثاء) عن أسفه لرفض روسيا السماح لنائبين أوروبيين من الدخول إلى أراضيها للمشاركة في الجنازة.

وقالت ناطقة باسم المكتب الدبلوماسي الأوروبي إن إبعاد النائبة الأوروبية ورئيس مجلس الشيوخ البولندي يشكل «انتهاكاً واضحاً للمبادئ الأساسية»، مشيرة إلى أن كالنييتي تحمل جواز سفر دبلوماسياً.

لكن سفير الاتحاد الأوروبي فيغاوداس أوساكاس قدم الثلثاء تعازيه إلى عائلة نيمتسوف «باسم كل سفراء الاتحاد الأوروبي وباسم الأوروبيين الذين لم يسمح لهم بدخول روسيا للمشاركة في الجنازة».

ولم يسمح القضاء للمعارض الرئيسي للكرملين الكسي نافالني الذي حكم عليه في فبراير/ شباط بالسجن 15 يوماً لأنه وزع منشورات في المترو «بطريقة غير مشروعة» بإلقاء النظرة الأخيرة على رفيقه في النضال.

أما غانا دوريتسكا الصديقة الأوكرانية لنيمتسوف التي كانت إلى جانبه عندما قتل بالرصاص، فلم تحضر التشييع إذ أنها تمكنت مساء الإثنين من مغادرة موسكو في نهاية المطاف بعدما صرحت أنه لم يكن مسموحاً لها بالعودة إلى بلدها.

وكانت قد صرحت لقناة التلفزيون المعارضة دويد «يحق لي مغادرة روسيا ولست موضع شبهة. أنا شاهدة وقدمت كل المعلومات التي أملكها وفعلت ما بوسعي لمساعدة المحققين».

وتعليقاً على مقتل المعارض الروسي، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن مقتل بوريس نيمتسوف علامة على تدهور المناخ في روسيا حيث تراجعت الحقوق المدنية والحريات الإعلامية في السنوات القليلة الماضية.

وقال أوباما في مقابلة مع «رويترز» في واشنطن أمس الأول (الاثنين): «هذه علامة على مناخ داخل روسيا على الأقل تشعر فيه الجمعيات المدنية والصحافيون المستقلون وأناس يحاولون التواصل عبر الإنترنت أنهم مهددون ومقيدون بشكل متزايد. المعلومات الوحيدة التي يمكن للروس الحصول عليها هي بشكل متزايد من خلال منافذ الإعلام الذي تسيطر عليه الدولة».

وطالب الرئيس الأميركي بتحقيق كامل في اغتيال نيمتسوف وهو من منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان نائباً سابقاً لرئيس الوزراء.

وأضاف أوباما «لا أعرف في هذه المرحلة ما حدث تحديداً. لكني أعرف بشكل عام أن حرية الصحافة وحرية التجمهر وحرية التعبير والحقوق المدنية والحريات المدنية الأساسية داخل روسيا هي في حالة أسوأ مما كان عليه الحال منذ أربع أو خمس أو عشر سنوات مضت».

العدد 4561 - الثلثاء 03 مارس 2015م الموافق 12 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً