استغل وزير الخارجية السوري وليد المعلم زيارة وفد كبير من المعارضة التركية لسوريا لتوجيه رسائل مفادها أن المشكلة هي مع الحكومة التركية لا مع الشعب، معتبرا أن الحكومة التركية «قرأت الأوضاع السياسية في المنطقة بشكل خاطئ واتخذت مواقف مؤذية ولا تخدم مصالح الشعبين»، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الثلثاء (3 مارس/ آذار 2015).
والتقى المعلم أمس وفدا من المعارضة التركية، يرأسه رئيس حزب «وطن» دوغو بيرنتشيك، ضم أيضا الدكتور أميد آق قويونلو رئيس تجمع «البرلمان التركماني» وبيرغول أيمن غولير النائب عن حزب الشعب الجمهوري، وعبد اللطيف شنر نائب رئيس الحكومة التركية الأسبق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، والجنرال إسماعيل حقي بيكين الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العسكرية في هيئة الأركان العامة، وبالارس دوغو وزير الدفاع التركي الأسبق والدكتورة شوليه بيرنتشيك نائب رئيس حزب وطن ويونس سونير عضو اللجنة المركزية للحزب وعبد القادر يلديز زعيم عشيرة ديكوريا، ورجل الأعمال علي رضا تيكين، إضافة إلى مجموعة من الإعلاميين.
واعتبر مصدر في الخارجية التركية أن أعضاء الوفد «يمثلون أنفسهم فقط». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة ليست الأولى التي يقوم بها معارضون أتراك»، مبديا أسفه لعدم إدراك هؤلاء ما الذي تقدمه مثل هذه الزيارات لنظام قتل من شعبه مئات الآلاف. وأشار مصدر تركي آخر إلى أن «لا موانع قانونية أمام هذه الزيارات».
وزار الوفد أيضا مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون الذي قال إن «الشعب السوري لا يحمل الشعب التركي جريرة ما تقوم به حكومة رجب طيب إردوغان من دعم للإرهابيين ومساعدة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والغرب في الاعتداء على سوريا ومحاولة تدميرها».
وقال أمين عام حزب الوطن التركي دوغو بيرنتشيك، إن «النار التي أشعلوها في سوريا تحزن قلوبنا في تركيا وسوف تحرقنا أيضا إن لم يتم إيقافها، وعلينا جميعا المساهمة في إفشال مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي خططت له الولايات المتحدة الأميركية»، مؤكدا أن «انتصار سوريا سيحمي الشعب التركي والعالم من كثير من المآسي»، وأعرب بيرنتشيك عن «ثقته بأن العلاقات بين البلدين مستقبلا ستكون أفضل مما مضى».