نعم، فرحنا كثيراً واستبشرنا خيراً بأن لعبة الكرة الطائرة ستحظى باهتمام أكبر إبان العودة من جديد لخوض المنافسات الآسيوية بعدما غبنا لسنوات طويلة عن البطولات القارية.

في العام 2013 ومن خلال تصفيات كأس العالم عن قارة «آسيا» كانت العودة المنتظرة التي طالب بها جميع محبي ومنتسبي لعبة الكرة الطائرة البحرينية... وفي ذات العام شارك منتخب الرجال في بطولة آسيا بدبي «الإماراتية»، وعندها تأكدنا من أن الاستمرارية كما يبدو بالمشاركات الآسيوية ستكون حاضرة؛ وهذا ما تأكد أيضاً وبصورة جلية عندما خاض منتخب الناشئين بطولة آسيا بسيريلانكا العام 2014... وفي العام نفسه استضافت البحرين بطولة آسيا للشباب وفيها نجح منتخبنا في بلوغ نهائيات كأس العالم بعد حلوله رابعاً (وإن كان هذا الانجاز قد يسرق إثر تغييرات بلوائح الفرق المترشحة للبطولات العالمية والذي اعتمده الاتحاد الدولي للعبة بشهر يناير/ كانون الثاني الماضي)، إلا أن المخيف الآن هو عودتنا للزمن الذي نكتفي فيه فقط بالمشاركات الخليجية والعربية، ومن هذا المنطلق سيكون صعباً جداً أن تتطور لعبة الكرة الطائرة أكثر، وقد تتعرض لهزات كبيرة كالتي تعرضت لها في البطولة العربية التي أقيمت في الكويت أواخر العام الماضي.

الأنباء المتواترة تشير إلى أن موازنة اتحاد الكرة الطائرة تم تقليصها، كما تم تقليص المبلغ المخصص لمشاركات المنتخبات والمعسكرات الخاصة بالاستعداد... ولأن هذا العام هناك مشاركتين لمنتخب الناشئين (خليجياً وعربياً)، وواحدة لمنتخب الرجال (خليجياً)، فإن التوجه يسير نحو المشاركة في هذه البطولات والاعتذار عن خوض بطولة آسيا (تحت 23 عاماً) بعدما تم وضع استراتيجية قبل عامين من أجل الاستعداد الأمثل لخوض هذا الاستحقاق... والأدهى والأمر من ذلك هو أننا لن نشارك على «الأغلب» ببطولة آسيا للرجال بإيران لأن باب تسجيل المنتخبات الراغبة بالمشاركة قد أغلق، وهنا يتضح لنا مأساوية مستقبل الكرة الطائرة التي تعتبر إحدى الألعاب الجماعية الأكثر تحقيقاً للإنجازات، ومن هنا أيضاً يتضح لنا أن الدعم محدود وليس كما يشاع ويقال «غير محدود».

ختاماً، كنت أتمنى من اتحاد الطائرة أن يعتمد عدم إقامة أي معسكر خارجي لمشاركات هذا العام (الاكتفاء فقط بمعسكرات داخلية)، وتعويضها بخوض البطولات جميعاً لأن البطولات الآسيوية من دون شك ستكون أكثر فائدة من المعسكرات وحتى البطولات الخليجية التي على رغم اعتزازنا بخوضها والتتويج بألقابها إلا أنها لا تفيدنا على صعيد التصنيف الدولي، وخصوصاً إذا ما علمنا أن «أحمر الطائرة» ومن خلال مشاركتين (آسيويتين) فقط؛ أصبح تصنيفه الـ (42) عالمياً بعدما كان منتخباً بلا تصنيف دولي.