قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما سيستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون وافق عليه مجلس الشيوخ ويسمح للكونغرس بمراجعة أي اتفاق مع إيران بشأن قدراتها النووية.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بيرناديت ميهان إن «الرئيس كان واضحاً إنه الآن ليس وقت إجازة الكونغرس قانوناً إضافياً بشأن إيران. إذا أرسل مشروع القانون هذا إلى الرئيس سيعترض عليه».
وتسعى الولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى للتفاوض بشأن التوصل لاتفاق مع إيران للحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف بعض من العقوبات الاقتصادية.
وسيلزم «قانون مراجعة اتفاق إيران النووي» عرض نص أي اتفاق على الكونغرس في غضون خمسة أيام من التوصل لاتفاق نهائي مع إيران. وسيحظر القانون أيضاً على أوباما تعليق أو إلغاء عقوبات على إيران أجازها الكونغرس لمدة ستين يوماً بعد التوصل لاتفاق.
وقالت ميهان إن الولايات المتحدة «لابد وأن تعطي مفاوضينا أفضل فرصة للنجاح بدلاً من تعقيد جهودهم».
ووصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيران لمرحلة حاسمة في الوقت الذي من المقرر فيه التوصل لاتفاق إطار أساسي بحلول نهاية مارس الجاري.
وقال الجمهوري بوب كوركر وهو أحد مقدمي مشروع القانون إنه «أمر محبط أن يشعر الرئيس بأنه هو الشخص الوحيد الذي يتحدث باسم مواطني بلادنا».
وفي سياق آخر، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أمس (الأحد) إلى واشنطن في مهمة وصفها بـ «التاريخية» في مسعى لنسف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، بحسب مراسل لـ «فرانس برس».
وخلال زيارته المثيرة للجدل التي تستغرق 48 ساعة، سيلقي نتنياهو خطاباً في الكونغرس الأميركي في مسعى أخير لنسف اتفاق بين القوى العظمى وإيران.
وقال نتنياهو للصحافيين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب قبل صعوده إلى الطائرة «أتوجه إلى واشنطن في مهمة مصيرية وحتى تاريخية». وأضاف «أشعر بقلق عميق وصادق على أمن مواطني إسرائيل وعلى مستقبل الدولة وعلى شعبنا».
وأكد «سأفعل كل ما بوسعي لضمان مستقبلنا».
وسيلقي نتنياهو اليوم (الإثنين) خطاباً في المؤتمر السنوي القادة لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، ثم سيلقي الثلثاء خطاباً من مقر الكونغرس الأميركي بدعوة من الجمهوريين قبل عودته إلى إسرائيل.
واستبعدت الرئاسة الأميركية الغاضبة من هذه الزيارة التي نظمت من دون علمها بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والجمهوري جون باينر.
وسيكون نائب الرئيس جو بايدن الذي يحضر تقليدياً خطابات القادة الأجانب غائباً بسبب زيارة إلى الخارج نظمت في الوقت نفسه. كذلك سيكون وزير الخارجية جون كيري خارج البلاد.
وتعتبر إسرائيل أن الاتفاق الذي يجري التفاوض حالياً بشأنه قد يقود إلى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران بدون الحصول على ضمانات كافية تكفل عدم تمكن طهران من اقتناء السلاح النووي.
وتأتي زيارة نتنياهو أيضاً قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المرتقبة في 17 مارس الجاري.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (الأحد) إن الولايات المتحدة تستحق «أن يحسن الظن» بها في تبين إن كان الاتفاق مع إيران سيغني عن اللجوء لإجراء عسكري من أجل كبح طموحات طهران النووية.
وقال كيري لقناة (إيه.بي.سي) التلفزيونية إنه يأمل ألا تتحول كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزمعة أمام الكونغرس الأميركي غداً (الثلثاء) إلى «كرة قدم سياسية كبيرة».
وأضاف كيري في إشارة إلى الجدل بشأن خطاب نتنياهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «محل ترحيب كي يتحدث في الولايات المتحدة».
العدد 4559 - الأحد 01 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الأولى 1436هـ