شارك عشرات الآلاف في مسيرة في وسط موسكو أمس الأحد (1 مارس/ آذار 2015) تكريماً لذكرى المعارض والنائب السابق لرئيس الوزراء الروسي، بوريس نيمتسوف الذي اغتيل بالقرب من الكرملين ليل الجمعة السبت ويتواصل التحقيق للعثور على الجناة.
وتدفق الآلاف الذين حمل العديد منهم الأعلام الروسية واللافتات، إلى ساحة في موسكو تحت أجواء غائمة قبل أن يتوجهوا إلى الجسر الذي قتل عنده نيمتسوف قبل منتصف ليل الجمعة السبت.
وكتب على عدد من اللافتات «قتل من أجل مستقبل روسيا» و«حارب من أجل روسيا حرة».
وذكر المنظمون أن نحو 70 ألف شخص شاركوا في التظاهرة فيما قدرت الشرطة عدد المشاركين بنحو 16 ألفاً.
وأكد نائب أوكراني أمس (الأحد) أنه تعرض للاعتقال بيد الشرطة الروسية في موسكو قبيل بدء المسيرة، بحسب رسالة نشرها على موقعه على «فيسبوك».
وكتب الكسي غونتشارنكوعلى شبكة التواصل الاجتماعي إلى جانب صورة يرتدي فيها تي-شيرت مع صورة لنيمتسوف وعبارة «الأبطال لا يموتون»: «الشرطة اعتقلتني. (...) لم أكن أردد أي شعار، ولم أكن أحمل أي لافتة ولا أي علم. اعتقلوني لمجرد تي-شيرت. الآن يقتادونني إلى المفوضية».
وفي مدينة سان بطرسبورغ، ثاني أكبر مدن روسيا، شارك نحو ستة آلاف شخص في مسيرة، لف بعضهم علم أوكرانيا على نفسه.
وقال أحد المشاركين ويدعى فسسيفولود نيلاييف «أنا أحمل العلم الأوكراني لأنه قاتل من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد قتلوه بسبب ذلك».
وقبل ساعات من اغتياله، دعا نيمتسوف الروس عبر إذاعة «صدى موسكو» إلى التظاهر الأحد ضد ما وصفه «بعدوان فلاديمير بوتين» في أوكرانيا. وهذه التظاهرة ألغيت لتنظيم مسيرة تكريماً لذكرى المعارض.
وألغيت التظاهرة لتتحول إلى مسيرة تكريم لذكراه بعد أن وافقت السلطات الروسية على مشاركة 50 ألف في هذه المسيرة.
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت بأن يبذل كل الجهود لمعاقبة قتلة نيمتسوف الذي سبب قتله صدمة لدى القادة الغربيين والمعارضة الروسية بينما رأى فيه حلفاء الكرملين «عملاً استفزازياً» يهدف إلى «زعزعة استقرار» البلاد.
ووضع آلاف الاشخاص السبت باقات ورود وشموع على الجسر القريب من جدران الكرملين حيث قتل نيمتسوف قبيل منتصف ليل الجمعة السبت بينما كان يتنزه مع شابة قادمة من أوكرانيا وقدمت على أنها صديقته. وسادت أجواء من الانفعال على الذين قدموا السبت لتكريم المعارض. وقالت فالنتينا ديميترييفا «عندما علمت بالنبأ لم أنم طوال الليل». وأضافت «إنها خسارة كبيرة بالنسبة لنا نحن الناس البسطاء».
وأثار مقتل نيمتسوف استنكاراً كبيراً في الغرب الذي دان قادته «جريمة القتل الوحشية» و»الجبانة» ودعوا إلى «تحقيق سريع وموضوعي وشفاف».
وبرز نيمتسوف خلال التظاهرات التي هزت موسكو شتاء 2011 و2012. وفي 2013، قال إن 30 مليار دولار من أصل 50 مليار دولار حددت من أجل تنظيم الألعاب الأولمبية في روسيا اختفت تماماً. ونفى الكرملين تلك الادعاءات.
العدد 4559 - الأحد 01 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الأولى 1436هـ