أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو السبت انه قرر فرض تأشيرات دخول على الاميركيين الراغبين بالسفر الى بلاده كما امر بخفض عدد افراد طاقم السفارة الاميركية في كراكاس وذلك بهدف "مراقبة" التدخل الاميركي في شؤون فنزويلا.
وكثف الرئيس الفنزويلي اليساري في الاشهر الاخيرة اعلاناته عن محاولات انقلاب او اغتيال متهما الولايات المتحدة باستمرار بالوقوف وراءها، في بلد يشهد ازمة اقتصادية حادة وتراجعا في شعبيته.
وقال مادورو في خطاب امام انصاره الذين تجمعوا امام قصر ميرافلوريس الرئاسي في كراكاس انه "من اجل حماية بلدنا (...) قررت فرض نظام تأشيرات الزامية على جميع الاميركيين الراغبين بدخول الولايات المتحدة".
وبموجب الاجراءات الجديدة التي لم يعرف موعد دخولها حيز التنفيذ، ستفرض فنزويلا على السياح الاميركيين الرسوم نفسها التي تفرضها الولايات المتحدة على الفنزويليين.
وفي خطابه قال مادورو ان للاميركيين طاقما من مئة دبلوماسي في كراكاس مقابل 17 دبلوماسيا فنزويليا في واشنطن.
واستند مادورو الى مبادىء معاهدة فيينا حول المساواة بين الدول في حجم بعثاتها الدبلوماسية ليأمر وزارة الخارجية الفنزويلية "بخفض وتصحيح والحد من عدد مسؤولي الولايات المتحدة" في السفارة الاميركية في كراكاس.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية انها لم تتلق اي مذكرة دبلوماسية تتعلق بخفض حجم طاقمها في فنزويلا او بتأشيرات الدخول.
وفي الوقت نفسه، اكد مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان "الاتهامات المتواصلة (من قبل كراكاس) للولايات المتحدة بالتورط في جهود لزعزعة استقرار الحكومة الفنزويلية لا اساس لها وخاطئة".
من جهة اخرى، اعلن مادورو انه لن يسمح بدخول شخصيات اميركية الى فنزويلا لان حكومته تعتبرهم "ارهابيين".
وقال ان "مجموعة من المسؤولين السياسيين الاميركيين الذين انتهكوا حقوق الانسان بقصفهم" دولا مثل سوريا والعراق وافغانستان "لن يتمكنوا ابدا من دخول فنزويلا لانهم ارهابيون".
وذكر بين هؤلاء الرئيس السابق جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني واعضاء الكونغرس المتحدرون من اصول اميركية لاتينية السناتور الديموقراطي بوب مينينديس زميله الجمهوري ماركو روبيو والنائبة الجمهورية ايليانا روس ليتينن.
واوضح ان قرار فرض التأشيرات وخفض طاقم السفارة الاميركية اتخذ في اعقاب اعتقال السلطات في ولاية تاشيرا غرب البلاد طيارا اميركيا من اصل اميركي لاتيني بشبهة التجسس، من دون ان يعطي اي ايضاحات اخرى.
وقال مادورو ان البعثة الاميركية يجب ان تبلغ الحكومة وتحصل على موافقتها على اي لقاء يعقده الدبلوماسيون الاميركيون في فنزويلا.
وصعد مادورو مؤخرا من انتقاداته للسفارة الاميركية في كراكاس التي اتهمها "بالتدخل" في شؤون البلاد وعقد اجتماعات مع المعارضة الفنزويلية.
وكانت الولايات المتحدة فرضت في كانون الاول/ديسمبر عقوبات على مسؤولين فنزويليين كبار تشمل خصوصا حظر سفر وفي بعض الحالات تجميد اموال بعدما اتهمتهم بانتهاك حقوق الانسان والتورط بقضايا فساد.
ودعا الرئيس الفنزويلي الاثنين الرئيس الاميركي باراك اوباما بحدة الى "تصحيح سياسة الفوضى" التي تتبعها السياسة الاميركية تجاه فنزويلا داعيا اياه الى وقف "التآمر والاعداد للانقلابات".
وقال مادورو في خطاب عبر الاذاعة والتلفزيون "الرئيس اوباما، حان الوقت لتصحيح سياستكم الخاطئة تجاه فنزويلا وتجاه ثورة (سيمون) بوليفار و(هوغو) تشافيز. يجب ان تحترموا بلدنا".
واكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء امام لجنة في الكونغرس ان فنزويلا تسير "في الاتجاه السيء" واعدا بتطبيق العقوبات. وقال كيري ان "فنزويلا لا تكف عن التقدم في الاتجاه السيء والقيام بخيارات سيئة".
واضاف ان "الرد هو ان نطبق الان وعلى الفور عقوبات وباقصى سرعة ممكنة". ودان كيري ايضا مقتل شاب في سن ال14 خلال مظاهرة طلابية الثلاثاء معارضة لقوات الامن في مدينة سان كريستوبال، منددا ب"التصرف الوحشي" للنظام الفنزويلي وكذلك ب"قمع الشعب والاعتقالات والاتهامات الباطلة ضدنا التي تصدر عن فنزويلا".
وقال كيري ايضا "غالبا ما ندعو الرئيس مادورو الى ان يأخذ بالحسبان ان امامه سلسلة من الخيارات البديلة. نأمل ان يستفيد منها.