نشرت صحيفة الشبيبة العمانية اليوم الأحد (1 مارس/ آذار 2015) بأن خبراء فرنسيون مختصون في قطاع السكك الحديدية لمشروع السكك الحديدية في السلطنة «قطار عمان» يتمتع بمواصفات ومقاييس عالمية وتم تصميمه وفق أحدث النظم التكنولوجية، ما يمكنه حين اكتماله من تحقيق نقلة نوعية لقطاع النقل والخدمات اللوجستية في السلطنة في مختلف المجالات والقطاعات كما سيفتح آفاقا تنموية رحبة لمختلف المناطق التي يمر بها.

وأشاروا إلى أنه ستكون للمشروع مكانة استراتيجية في منظومة توفير الوظائف للباحثين عن عمل وتفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بخاصة مع ربطه بشبكة قطارات الخليج.

جاء ذلك خلال لقاء خاص لـ«الشبيبة» مع الوفد الاقتصادي الفرنسي الذي زار السلطنة مؤخرا حيث أكد الخبراء خلاله أن الشركات الفرنسية تملك تكنولوجيا تتلاءم ومواصفات المشروع وتمتلك خبرة عالمية تمكنها من المساهمة في تجسيد المشروع على أرض الواقع.

وأضافــوا أن المشروع سيكون له دور فعال في توطيد العلاقات التجارية بين السلطنة وفرنسا بخاصة أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموا متزايدا في الاستيراد والتصدير.

لقاءات مع مسؤولين

مدير التطوير بالمكتب التجاري الفرنسي بالإمارات الذي نظم هذه الجولة للوفد التجاري الفرنسي إلى السلطنة فياني ماينيير أوضح أن هذه المبادرة تأتي ضمن خطة تم إعدادها بدقة وفق رؤية عميقة تهدف إلى تفعيل التعاون التجاري بين فرنسا ودول المنطقة، وقد ضم الوفد الفرنسي الذي زار السلطنة 13 ممثلا لشركات فرنسية عملاقة متخصصة في قطاع السكك الحديدية حيث سطرنا لهم برنامجا ثريا ركزنا فيه على تعريفهم بمشروع قطار عمان وضمان تواصلهم مع مختلف الجهات المعنية بالمشروع، وقد كان للوفد العديد من الزيارات واللقاءات مع مسؤولين من مختلف الهيئات والشركات وكان الحوار عميقا سمح لممثلي الشركات الفرسية بالتعرف على أدق تفاصيل المشروع وكذلك التعريف بشركاتهم وما تقدم من خدمات ومنتجات.

وأضاف: لما لمسناه من تفاعل من مختلف الأطراف فإننا نتوقع نتائج إيجابية لهذه الزيارة نستمدها من السمعة العالمية الناصعة للشركات الفرنسية والجودة العالية لمنتجاتها وخدماتها وخبرتها العالمية وتميزها الدائم بكثير من الإبداع والابتكار.

استجابة لمتطلبات السوق

فياني ماينيير أضاف قائلا: حرصنا على أن يكون الوفد متخصصا في قطاع السكك الحديدية فكل الشركات التي توجد فيه رائدة في القطاع سواء في تنفيذ البنية الأساسية أو الهندسة أو خدمات الأمن والتذاكر، وإن تنظيمنا لهذه الزيارة جاء استجابة لمتطلبات الشركات الفرنسية التي تعمل دوما على توسيع أعمالها وفتح أسواق جديدة وكذلك إدراكا منا لأهمية مشروع قطار عمان الذي يتمتع بمواصفات عالمية ويعتبر مشروعا عملاقا يحمل الكثير من الفرص ويمنح للشركات العالمية فرصة مثالية لإبراز قدراتها وتأكيد تميزها.

وبما أن الشركات الفرنسية لها اسمها ومكانتها في السوق العالمية وساهمت بكفاءة في إنجاز أكبر مشاريع السكك الحديدية في مختلف أنحاء العالم فإننا نتطلع أن تكون مساهما رئيسيا في مشروع قطار عمان لأننا ندرك أنها تمتلك أفضل الحلول التكنولوجية فهي في صدارة الشركات عالميا بفضل عملها الجاد واعتمادها على الإتقان والابتكار.

توطيد العلاقات التجارية

وقال ماينيير إن المكتب التجاري الفرنسي بالإمارت يتواصل مع 1500 شركة فرنسية في مختلف القطاعات ويعمل على فتح أسواق لها في المنطقة، ولنا خطة طموحة تتضمن مشاركة الشركات الفرنسية في 20 فعالية مشتركة في مختلف دول المنطقة خلال العام الجاري كما أننا سننظم 20 فعالية خاصة للشركات الفرنسية في المنطقة ولا شك أن هذه الفعاليات سوف تفتح آفاقا واعدة للشركات الفرنسيــة وتمكنها من التعريف والتعارف وبالتالي تسمح بتقوية وتوطيد العلاقات التجاريـــة بين فرنسا ودول المنطقة كما تسمح لدول المنطقة بالاستفادة من الخبرة الفرنسية في مختلف المجالات والقطاعات والتي تعتبر رائدة ومتميزة عالميا.

ونحن لا نركز على قطاع واعد بل نعمل بخطـــة شاملة لأن التكنولوجيـــا الفرنسية متطـــورة في كـــل القطاعات كما أن المنطقة تشهد تنمية شاملة وتطرح مشاريع عملاقة في مختلف المجالات والقطاعات ولدينا شركات فرنسية عديدة ساهمت وتساهم في إنجاز مشاريع عملاقة في السلطنة ومختلف دول المنطقة ولديها سجل ناصع وعلاقة وطيدة مع أسواق المنطقة ونحن نتطلع دوما لتفعيل هذا التعاون وتعزيزه.

الاستثمارات العمانية والخليجية

واختتم فياني ماينيير حديثه قائلا: عملنا لا يقتصر على استقطاب الشركات الفرنسية إلى السلطنة ودول المنطقة بل نعمل أيضا جاهدين لتقديم كل التسهيلات والحوافز للاستثمارات العمانية والخليجية التي ترغب دخول السوق الفرنسية كما أننا نحث الشركات العمانية على تصدير منتجاتها إلى فرنسا بخاصة أنها منتجات تتسم بالجــودة العالية والمواصفات العالمية وقد تمكنت من فرض وجودها في مختلف أسواق العالم وهناك نمو ملحوظ في الحركة التجارية بين البلدين في الاستيراد والتصدير ونحن نرغب دوما في تحقيق المـــزيد لذلك نعمل على توفير الحـــوافز وتقديـــم التسهيلات ونحن نعمل على تذليل كل التحـــديات التي قد تواجه أي طرف وقد حققنا نتائج متميزة ونرغب دوما في تحقيق الأكثر لأننا ندرك أهمية الاقتصاد في توطيد وتطوير العلاقات بين الدول والشعوب.

مشروع رائد

مديرة تطوير الأعمال بشركة تاليس كارولين نجيار أكدت أن مشروع قطار عمان رائد بمواصفاته وخصائصه التي تعتبر مثالية حيث يوظف أحدث النظم التكنولوجية والمقاييس العالمية ومع ضخامته ونوعيته فإنه سيحقق الكثير للسلطنـــة ليس فقط فـــي القطاع الاقتصادي بل في كل القطاعات والمجالات وتزداد مكانته وعوائده بشبكة القطار الخليجي، ما يجعله حلقـــة في منظومة خليجيـــة تحلق بمختلف القطاعات في أفـــق التطــور وتمكنهـــا مـــن تطوير وتوسيع أعمالها بخاصة أن الكل يعرف مكانة السوق الخليجيـــة في المنطقة والعالم فهـــي تتسم بالاستقرار وتنمو بوتيرة متسارعة.

مستوى رفيع

وأضافت كارولين أن مختلف شركات العالم المتخصصة في القطاع تتوق للمساهمة في تنفيذ هذا المشروع العملاق وأن الشركات الفرنسية تملك حلولا تكنولوجية عالية الجودة وخبرة عالمية مشهودا لها مما يؤهلها لتكون شريكا أساسيا في منظومة تنفيذ المشروع.

ومن خلال اطلاعي على مواصفات المشـــروع ومعرفتي بأدق تفاصيل المنتجات والخدمات التي توفرها الشركات الفرنسية فإنني أرى أننا الأفضل في العالم لأن ما نقدمه يفوق توقع العملاء أحيانا حيث نعتمد على الإبداع والابتكار ونتطلع دوما للحفاظ على مستوانا الرفيع وتحقيق مكاسب جديدة وهذا ما جعل الشركات الفرنسية المتخصصة في قطاع السكك الحديدية مساهما استراتيجيا في مختلف مشاريع القطارات بمختلف دول العالم.

وعـــن خدمات تاليس ومكانتها في السوق العالمية قالت كارولين: تاليس مجموعة متعددة الجنسيات وتعمل في تصميم وبناء الأنظمة الكهربائية وتوفير الخدمات لأسواق الطيران والدفاع والنقل والأمن، ويقع مقرها الرئيسي في ضواحي باريس، ولدينا وجود في مختلف أسواق العالم حيث أنجزنا مشاريع عملاقة في مختلف القطاعات بلغـــة الجودة، واسمنا دوما مقترن بالإبداع والتميز ونتطلع أن نكون مساهمـــا فـــي إنجـــاز قطار عمان بخاصة في مجال الأمن التقني والإشارات والاتصالات والبطاقات.

واسمنا ليس جديدا في سوق السلطنة بل نملك خبرة كبيرة وسمعة ناصعة حيث كانت لنا مساهمة فاعلة في عدة مشاريع ونتطلع دوما للمزيد من الشراكة والتعاون مــع السلطنـــة حيث نفتخر بعلاقتنا الوطيدة مع مختلف الجهات والهيئات والمبنية على الثقة المتبادلة لأننا دوما نعتمد على لغة العمل.

جولة ناجحة

كارولين اختتمت حديثها قائلة: السوق العمانيـــة واعـــدة وتتســـم بالاستقرار والنمو، وإذا تأملنا المشهد الاقتصادي فإننا نسجل مشاريع عملاقة وخطط طموحة تمتد على المدى البعيد وتهدف كلها إلى تحقيق تنمية متوازنة ونقلة نوعية في مختلف المجالات والقطاعات.

ولا شك أن مشروع القطار سيمكن الشركات المساهمة في الإنجاز من إبراز قدراتها وتأكيد تميزها. وقد كانت جولة الوفد الاقتصادي الفرنسي ناجحة بكل المقاييس لأن البرنامج تم تحضيره بدقة متناهية، ما سمح لممثلي الشركات الفرنسية الموجودين ضمن الوفد بالتواصل مع مختلف الهيئات والجهات والشركات خلال اللقاءات التي تم تنظيمها والتي فتحت مجالا واسعا للتعارف وتبادل الخبرات ومد جسور التواصل مما يجعلنا نتطلع إلى المستقبل بكل ثقة وتفاؤل بالمزيد من التعاون والتعامل بما يحقق مصالح كل الأطراف.

مشروع عملاق

مدير التصدير بشركة ماتيار شوقي جويني صرح قائلا إن قطار عمان مشروع عملاق بأتم معنى الكلمة ومواصفاته عالية جدا فقد تم تصميمه بما يتلاءم مع المستقبل الذي يعتمد على التكنولوجيا بصورة شاملة ولا شك أنه حينما ينطلق في العمل سيكون له تأثير فعال وواضح على مختلف القطاعات وهو من المشاريع الرائدة في المنطقة. ومن خلال جولتنا في مسقط ولقاءاتنا مع المسؤولين تمكنا من مد جسور التواصل لتعاون وثيق على المدى القريب والبعيد أيضا، والتقنية الفرنسية في قطاع سكك الحديد تتلاءم مع مشروع السلطنة وتوفر مختلف الحلول التي يتطلبها المشروع بكفاءة لا حدود لها والكل يعرف جودة التقنية الفرنسية والخبرة العالمية لشركاتها التي ساهمت وتساهم في إنجاز اكبر المشاريع في مختلف دول العالم ونحن في شركة ماتيار متخصصون في إنجاز الجسور والأنفاق وما نقدم من منتجات في هذا المجال يتسم بالجودة والتقنية الرفيعة كما أنها تحتل الصدارة في العالم مما يجعلها ملائمة تماما لمشروع قطار عمان.

وهناك طبعـــا تنافس كبير بيـــن مختلف الشركات العالمية لكن لدينا ثقة مطلقة في منتجاتنـــا وتميزنا وندرك أننـــا نتفوق علـــى الآخرين وأكدنـــا تميزنــــا ميدانيــــا من خلال مختلف المشاريع التي أنجزناها فـــي مختلـــف دول العالـــم ونحن نتطلع إلى تعاون طويل المدى مــــع السوق العمانية بخاصة أن منتجاتنا تتلاءم مـــع المشاريع العملاقة والخطط الطموحة لتطوير البنية الأساسية.

دور فعال لتحقيق التنمية الشاملة

المهندس التجاري بقسم البطاقات والتذاكر في شركة اسك حمدي شاوشي أوضح أن الخليج من أسرع المناطق نموا في العالم وأن هناك مشاريع كبيرة في مختلف دول المنطقة مما يجعل مختلف الشركات العالمية تتطلع للمساهمة في الإنجاز وأن مشروع قطار عمان من المشاريع الرائدة في هـــذا القطاع عالميا فقد تم تصميمـــه وفق أحدث النظم التكنولوجية ومع ما يشهــــده هذا القطاع مــــن تطور فلا شك أنه سيكون له دور فعال في تحقيق التنمية الشاملة التي تنشدها السلطنة كما أنه سيوفر الآلاف من الوظائف للمواطنين ويدعــم كثيـــرا قطـــاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الـــذي تركز عليه السلطنة خلال المرحلـــة المقبلـــة ونحـــن في شركة اسك متخصصون في إنجـــاز تذاكر القطار بتقنية عاليـــة جدا فراكب القطار ليس بحاجـــة لحمـــل تذكرته بل يحملها في هاتفه النقــــال وتقنياتنـــا تستخدم حاليا في قطارات عدة دول مثل الإمارات والسعودية والعراق والمغرب والجزائر فجودة منتجاتنا أكسبتنا ثقة السوق العالمية ومكنتنا من الفوز بعدة مشاريع لذلك نتطلع بثقة وتفاؤل كبير للمساهمة في مشروع قطار عمان الذي أرى أن التكنولوجيا الفرنسية تتلاءم تماما مع المواصفات الدقيقة له.

يعد مشروع السكك الحديدية أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في السلطنة ومن المتوقع أن يغير مشهد قطاع النقل فيها بصورة جذرية، فهذا المشروع سيسرع النمو الاقتصادي والاجتماعي في السلطنة عبر توفير نظام نقل سريع وآمن بدرجة عالية من الموثوقية والفعالية من حيث التكلفة. كما من المتوقع أن يوفر هذا المشروع عددا كبيرا من فرص العمل إضافة إلى ربط مراكز النمو الاقتصادي وإيجاد فرص لفتح ممرات تجارية وسياحية جديدة، ما يعزز المركز التنافسي للشركات العمانية على الصعيد العالمي.

مرحلة البناء الرئيسية للسكك الحديدية تتضمن مد حوالي 2,244 كلم من المسارات وبناء حوالي 50 محطة للركاب و8 ساحات لفرز العربات، إضافة إلى إنشاء 40 كلم من الأنفاق والجسور. وذلك يحتاج إلى 12,000 كلم من السكك الحديدية و 10 ملايين عارضة خرسانية و4 ملايين جهاز ربط. وستلتزم قطارات عمان قدر المستطاع طوال مرحلة البناء والتشغيل بتأمين كافة مشترياتها من السوق المحلية، ما يسهم في تحفيز الاقتصاد والصناعة في السلطنة.