في الوقت الذي نحيي فيه مبادرة مجلس النواب بعقد المنتدى الشبابي والرياضي يوم الخميس الماضي في أول بادرة من نوعها في اهتمام المجلس بالجانب الرياضي منذ تأسيسه، إلاّ أن هناك عدة تساؤلات وملاحظات تحيط بالهدف والنتائج المرجوة من وراء عقد هذا المنتدى.
فأولاً الواقع الذي تعيشه الرياضة البحرينية وظروفها وصعوباتها وحلولها واضحة ومعروفة للصغير قبل الكبير وليس فيزياء أو كيمياء تحتاج الى دراستها المعقدة ، حتى أنها تحولت إلى ما يشبه «أمراض مزمنة» عجزنا عن حلها على رغم توافر مصادر علاجها بعدما عايشتها أجيالاً كثيرة على مدار سنوات طويلة وهي تحلم بيوم ترى فيها واقعاً أفضل لرياضتنا.
وها نحن بعد أكثر من 30 عاماً لازلنا نتحدث وتئن تحت وطأة قلة ومشكلة ملاعب كرة القدم وكذلك ضعف موارد وموازنات الأندية الرياضية وضعف الموازنة المخصصة للرياضة من الدولة وغياب دعم القطاع الخاص، وهي مشكلات أساسية شبعت بحثاً وكلاماً في المجالس والندوات والصحف لسنوات طويلة لكن لا حياة لمن تنادي حتى تسرب إلى الناس اليأس.
كما أن الملاحظ في المنتدى غياب القيادات والمسئولين عن القطاع الرياضي أو حتى من يمثل الدولة عن الحضور وكأن ما حصل لا يعنيهم في شيء وليس له علاقة بهم، على رغم أن المنتدى عقد برعاية وتنظيم مجلس النواب الذي استقطب كبار القيادات في الدولة وعلى رأسهم سمو رئيس الوزراء بجانب الوزراء وغيرهم عند مناقشة أو استعراض أي موضوع، وذلك قد يشعرنا بعدم الاهتمام بهذا الجانب وغياب الجدية والقناعة في أهمية المجال الرياضي، وكان يفترض من المجلس النيابي رفع سقف الحضور والتفاعل الرسمي مع هذا المنتدى ليحقق أهدافه المنشودة... ليبقى السؤال هل سيكون لتوصيات ونتائج هذا المنتدى صدى إيجابي ويحرك ما عجزت الأصوات والأقلام والبرامج والندوات لسنوات طويلة؟
العدد 4558 - السبت 28 فبراير 2015م الموافق 09 جمادى الأولى 1436هـ