كثير ما ألتقي بأعضاء إداريين خدموا أنديتهم ردحا طويلا من الزمن وساهموا بجهودهم الذاتية في بناء صرح أنديتهم بكل ما يملكون من إمكانات متواضعة، في زمن كانت فيه الإمكانات شحيحة والدعم الحكومي غير ملموس، حتى أصبحت اليوم أندية كبيرة...

أو ألتقي بلاعبين مميزين كانت لهم صولات وجولات في الملاعب والصالات، استطاعوا ترك بصمتهم على نتائج فرقهم والمنتخبات الوطنية الرياضية التي شاركوا فيها. وكان يدور بيننا حديث سريع عن ذكريات الزمن الماضي والفترة التي برزوا فيها وأجزلوا العطاء لأنديتهم... إلا أن الحديث ينتهي بيننا بأن ذلك الزمن الجميل قد ولى ولا رجعة له.

في الماضي كان الرياضيون جميعهم هواة حقيقيين لا تغريهم المادة ولا يسعون وراءها، وكان النادي بمثابة بيتهم الثاني. لذلك كانوا يعملون بتفان وإخلاص من اجل صالح أنديتهم أو فرقهم أو أي نشاط يشاركون فيه.

ولكن الشيء الذي لفت نظري في تلك الأحاديث هو انقطاع هذا الجيل عن زيارة أنديتهم بحجة أن الأعضاء الموجودين حاليا لا يتذكرونهم او يعرفونهم ويشعرون بالغربة حينما تطأ أقدامهم مقار أنديتهم.

هذا الأمر جعلني اطرح على إدارات الأندية تجربة جديرة بالتعميم، وهي تجربة ديوانية النادي الأهلي المسماة حاليا باسم رئيس النادي السابق فؤاد كانو الذي أعاد تجديدها وصيانتها على نفقته الخاصة. هذه الديوانية ما هي إلا حجرة كبيرة يجتمع فيها قدامى الشخصيات الذين خدموا النادي من أجيال مختلفة وبشكل دائم أسبوعيا... البعض منهم يحضرها بصورة مستمرة والآخر بصورة متقطعة وقليل منهم زيارة سنوية... وفي الديوانية مجموعة تجتمع للحديث وأخرى لمشاهدة التلفزيون والأخرى للعب الورق... ولكن الجميع يشعر بأنهم جالسون في بيتهم الثاني الذي أعطوا فيه بسخاء ومازالوا قادرين ولو بطرح أفكارهم وجهات نظرهم في القضايا المختلفة. وهذا الأمر يسجل لرئيس النادي الأسبق أبوطلال ولإدارة النادي التي نجحت في لم شمل أبنائه من خلال هذا المبنى... وهو أمر جميل أتمنى أن أشاهد مثله في كافة أنديتنا المحلية. وألا تبخل في ايجاد هذه الحجرة ودعوة شخصيات النادي للحضور اليها، حتى يشعر الجميع بأهمية ما قدموه لكيان النادي الذي خدموه بتفان وإخلاص وكان يمثل بيتهم الثاني.