كم كانت جميلة تلك الأيام، حينما كان الخريجون من الجامعات والمعاهد العليا يعودون إلى أوطانهم بأحلامهم الكبيرة لبناء أوطانهم، وليحتلوا المراكز القِيادية بالوظائف الحكومية وغيرها والتي كانت تنتظرهم بفارغ الصبر لحضن بلادهم البحرين، وهي فخورة بهم ومن ثم ابتعاثهم للمزيد من الاختصاص، وكانت الدولة بقيادتها الكريمة، تُهيئ لهم كل سبل الراحة مع المزايا والتي سوف تُغنيها عن العمالة الأجنبية، وإحلال الايدي المُدربة الوطنية من أهل البلاد والناطقين بلغتها. وكانت بحرنة الوظائف موضوع الساعة وخاصةً والمهم بعد استقلال البحرين في أوائل السبعينيات، وما أحلى ذلك الشعور والفرح الذي كان يغمرنا ونحن نعلم بأن بلادنا تنتظر عودتنا كأطباء للتعيين في المستشفيات والمراكز الصحية، والتي بدأت الخدمات الطبية تُغطي أرجاء البحرين كافة، وشغَل البحرينيون معظم الوظائف الأخرى، وكان ذلك الاهتمام وحده كفيلاً لأن يجعل الجميع يعملون بأقصى طاقاتهم وبكل إخلاصٍ ومحبة لخدمة بلادهم.
بدأ الجيل الأول بنشاطٍ مُنفرد لإثبات الذات بتأسيس نادي الخريجين وثم نادي العروبة وتلاها تأسيس الجمعيات المهنية للأطباء والمهندسين والمحامين... الخ. وكان الزخم آتياً صعوداً ويُشعرنا بالأمل والفخر بوجود مثل هذه الأماكن للكوادر النشطة في تأسيسها للقاءات المشتركة وما بين الجنسين من المتعلمين للمحافظة على تطوير المستويات العلمية والأدبية، وعلى الروابط الاجتماعية وكانت كثافة البحرينيين ستنهي معظم عقود العمل للأجانب، سريعاً.
ولكن يبدو أن ذلك العُرس الوطني والفرح لإحلال البحرينيين ولما يزيد على الأربعين عاماً لم يدُم وشاءت الأقدار أن يتعثر ولأسبابٍ يصعب تفسيرها أو تصديقها، بأن تلك العَجلة الوطنية قد توقفت فجأةً وأصبح البحرينيون بين يومٍ وليلة يتنافسون مع الأغراب على الوظائف والأعمال عموماً، وخاصةً بعد تَصَاعُد الأحداث مع ثورات الربيع العربي، حيث ساد المجتمعات الكثير من البلبلة والظلم. وقد تكون أحد أسباب التخوف حراكات الثوار الجدد أو من المجهول القادم.
وعُدنا نرى الجنسيات متعددة الألوان تعود بكثافة والأغرب أنه أصبح تعيين البعض في الأماكن والمناصب الحساسة لاتخاذ القرار من الوزارات والمُستشفيات... الخ، والتي كانت حظراً على الأجانب والتي لم تكن قوانين البلاد تسمح بتعيينهم بها، وقد يُجنسون أحياناً ولا ندري متى أو كيف أُلغيت تلك القوانين؟.
وعاد الماضي بصورته المقيتة وبدأت البطالة والشكاوى ولأول مرة تنتشر بين الخريجين المتعلمين تعليماً عالياً وبأعدادٍ متورمة وكان نادر الحدوث، ولكن مع الأسف يبدو أن الأحلام قد انتهت وقد احتلها الغرباء، وأنه سيبقى الحال على ما هو عليه وعلى المُتضرر اللجوء إلى القضاء، والمصيبة أنه لا يوجد في العالم قضاء يُحاكم الدولة.
يحدث هذا في الوقت الذي تزداد معها مساحات الحرية للتعبير على الشبكات وزيادة الوعي السياسي من الـ «تويتر» و «الفيسبوك» عند الجميع في شئون الديمقراطيات وحقوق المواطنين، وبدأ البعض في الرحيل للخارج للعمل، وقد نتساءل هل كان العقاب ثمناً لحُرية التعبير أم أنها ظروف المرحلة، والذي أدى إلى خنق الوظائف أم أن القوانين قد جارت علينا؟ ولكني أرى بكل تأكيد أنه ما ضاع حقٌ وراءه مُطالب، ونأمل أن تكون أموراً مؤقتة وسراب السنين وغيثها، وأن الشعوب التي تحلم لا تموت أبداً والبحريني حالمٌ بطبعه. وأندم عليك وآهٍ منك، زماناً، عندما تُصبح كعين عذاري (تسقي البعيد وتخلي القريب).
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4558 - السبت 28 فبراير 2015م الموافق 09 جمادى الأولى 1436هـ
ايران
ايران هي السبب
الأسباب التي أدت لهذا معروفة للجميع 1245
من 79 أصبحنا نسمع مفردات واسامي المذاهب بدل كلمة الإسلام الذي ارتضاه خالقنا سبحانه وتعالى وزاد التعصب المذهبي وتقسم المذهب إلى تيارات كل يدعي الحق وزاد الطين بلة تدخل شيوخ المذاهب بالسياسة فنعدمة الثقة وحل الخراب والبطالة وحتى الكراهية فماذا نأمل من تدخل الإسلام السياسي غير الكوارث كما في الجوار
رائعه في التعبير
لملمة الموضوع بشكل يفتخر فيه المرء وبان البحرين كانت بهذه الرقة والاهتمام لرفع مجدها بابنائها ونبارك قلمك المبهج بالتعبير والتأثير يامن تستحقين ان تكوني في القيادة لو كنت في بلادِ تعرف قيمة ابناؤها شكراً لك ولآمالك الخصبه في البحرين ياصامدة الفكر والعلم معاً