أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة «5+1» قد اقتربت من مراحلها الحساسة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به ظريف في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني في طهران أمس السبت (28 فبراير/ شباط 2015) بشأن المفاوضات النووية واحتمال الوصول الى اتفاق سياسي، بحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى مشاركة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز في المحادثات النووية التي جرت أخيراً وقال، لقد جرت محادثات مهمة في مجال القضايا الفنية، لكن الخلاف في وجهات النظر مازال باقياً في الكثير من المجالات الأخرى.
واعتبر إجراءات الحظر المفروضة على إيران عائقا أمام الوصول إلى الاتفاق وأضاف، لن يكون هناك اتفاق ما لم يتم الاتفاق بشأن جميع القضايا.
وقال ظريف، لقد حققنا بعض التقدم في الأسبوع الماضي ونأمل أن نحقق تقدماً خلال الأسبوع الجاري في مجال إجراءات الحظر.
ووصف ظريف أمس بـ»غير المثمرة» جهود رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحيلولة دون التوصل إلى اتفاق حول النووي الايراني.
ويتجه نتانياهو الثلثاء الى واشنطن لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي حيث سيطلب دعمه من أجل فرض عقوبات جديدة ضد إيران بهدف نسف المفاوضات النووية التي من المفترض أن تتوصل قريباً إلى اتفاق نهائي.
وقال ظريف «من المؤسف أن ترى مجموعة معينة مصالحها في التوتر والأزمات (...) يقف السيد نتنياهو ضد أي حل ما يؤكد الجهود المبذولة لاستغلال أزمة مصطنعة لنسيان واقع المنطقة المتمثل بالاحتلال وقمع الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم».
وأضاف «هذه سياسة قديمة تهدف إلى منع الهدوء في المنطقة عبر بث المخاوف ونشر الأكاذيب. اعتقد أن هذه الجهود غير مثمرة ولا يجب ان تمنع اتفاقاً» حول النووي.
وقال نتنياهو الاربعاء «احترم البيت الأبيض والرئيس الأميركي لكن عندما يتعلق الأمر بمسائل جدية، فمن واجبي أن أفعل كل ما يلزم لضمان أمن إسرائيل».
وأوضح «بموجب المشروع الذي يتم إعداده هناك سبب يدعو إلى القلق (...) ويبدو أن القوى العظمى توصلت غلى تفاق مع إيران. وليس أنا».
إلى ذلك، وافق أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي على قانون في ساعة متأخرة من مساء الجمعة يلزم بمراجعة الكونغرس لأي اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وسيلزم «قانون مراجعة اتفاق إيران النووي « الرئيس باراك أوباما على أن يقدم إلى الكونغرس نص أي اتفاق في غضون خمسة أيام من التوصل لاتفاق نهائي مع إيران. وسيحظر القانون أيضاً على أوباما تعليق أو إلغاء عقوبات على إيران أجازها الكونغرس لمدة ستين يوماً بعد التوصل لاتفاق.
وقال الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والذي تبنى هذا الاقتراح مع السناتور بوب مينينديز أكبر الديمقراطيين في اللجنة وآخرين «من المهم الحفاظ على كمال عقوبات الكونغرس».
وعلى صعيد متصل قال مسئول أميركي كبير إن المحادثات الرامية إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني حققت تقدماً كبيراً.
وقال المسئول للصحافيين إن عقبات كثيرة مازالت تعترض طريق الاتفاق على كبح جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية وإنه لا يتوقع التوصل لاتفاق هذا الأسبوع.
ويلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في سويسرا هذا الأسبوع أي بالتزامن مع زيارة نتنياهو لواشنطن.
وقال المسئول الأمريكي إن المنتقدين بحاجة لتقديم بديل أفضل من الجهود الدبلوماسية.
وأضاف «بصراحة أعتقد أن التحدي أمام من ينتقدون هذا الاتفاق ومن بينهم رئيس الوزراء نتنياهو هو توضيح كيف يمكن للأساليب الأخرى أن تجدي نفعاً أكبر؟»
وقد عرضت واشنطن الجمعة «القواعد الأساسية» لاتفاق دولي محتمل مع إيران حول ملفها النووي وذلك قبل شهر من الموعد النهائي المحدد للتوصل الى اتفاق نهائي بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة 5+1، كما أفاد مسئولون أميركيون.
وقال مسئولون أميركيون لبعض الصحافيين إن الولايات المتحدة تعتزم التوقيع مع شركائها في مجوعة الست بحلول 31 مارس على «اتفاق جيد» مع إيران، مؤكدين أن واشنطن «ظلت حازمة بشأن بعض القواعد الأساسية» للاتفاق المحتمل الذي اطلع هؤلاء الصحافيون على بعض نقاطه.
العدد 4558 - السبت 28 فبراير 2015م الموافق 09 جمادى الأولى 1436هـ