شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على العلاقة الإستراتيجية بين بلاده والسعودية التي يعتبرها ركيزة الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط بأسره.
وقال السيسي، الذي يتوجه اليوم (الأحد) إلى السعودية، في حوار مع صحيفة» الشرق الأوسط» الصادرة أمس «نحن في مصر نؤمن أن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز، وهي ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والمسئولون في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه، وقد سار على الدرب كل أبناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة على التنفيذ المخلص والأمين وبما يحافظ على هذه العلاقة الممتدة عبر السنين».
وعن علاقته مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، قال « ننظر دون شك للعلاقة مع العاهل السعودي نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر 1973.
وفيما يتعلق بزيارته للسعودية اليوم، قال «ستكون لدينا مباحثات هامة وبناءة، سنتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضاً التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب».
وعن نظرته للعلاقات المصرية مع طهران في ظل العلاقة المتوترة بين دول الخليج العربي وإيران، قال «لدينا 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج. الأول: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والثاني: أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: (مسافة السكة) التي تحدثت عنها سابقاً، أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة. تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد».
وفيما يتعلق بتحفظه على المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب في العراق وسورية والاكتفاء بمشاركة رمزية، قال الرئيس المصري «اسمح لي أن أقول إن وصف التحفظ كلمة غير دقيقة، وسبق أن أعلنت مصر منذ اليوم الأول أنها مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأكدت على ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين استراتيجية وشاملة، لأن العمل العسكري والأمني فقط غير كاف. والأكثر من ذلك أننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس مادياً فقط وإنما هو تضامن شامل».
وعن المصالحة مع قطر، قال السيسي «أنا أسألك: قدم لي تصريحاً رسمياً واحداً صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا. بكل تأكيد لن تجد تصريحاً سلبياً واحداً» وتابع « كنا، ولا زلنا، ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديراً للسعودية ودورها العربي الكبير».
العدد 4558 - السبت 28 فبراير 2015م الموافق 09 جمادى الأولى 1436هـ