أصيب تسعة جنود يمنيين أمس السبت (28 فبراير/ شباط 2015) بجروح في اشتباكات مع مسلحين انفصاليين محسوبين على الجناح المتشدد من الحراك الجنوبي، فيما تشهد البلاد جدلاً بين الأحزاب السياسية بشأن مكان استئناف الحوار الوطني.
وقالت مصادر محلية لوكالة «فرانس برس» إن مسلحين يحملون أعلام دولة الجنوب السابقة اعترضوا ثلاث مركبات للجيش على الطريق العام أثناء توجهها إلى ثكنة عسكرية في ضواحي الحبيلين في محافظة لحج.
وأفاد مسئول محلي أن المسلحين الانفصاليين «أطلقوا النار على مركبات الجيش قبل أن تندلع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن إصابة تسعة جنود بجروح».
وتشهد البلدة توتراً بين مسلحي الحراك الجنوبي والجيش على خلفية خطف ضابط وجندي من قبل انفصاليين الأسبوع الماضي في مؤشر على تشدد الانفصاليين في أعقاب سيطرة المسلحين الحوثيين على شمال البلاد.
ويهدد خاطفو الجنود بإعدامهم ما لم يتم تسليم كتيبة الجيش في المنطقة للمسلحين الانفصاليين أسوة بتسليم معسكرات الجيش في شمال البلاد للمسلحين الحوثيين.
ويرى قسم من الحراك الجنوبي أن سيطرة الحوثيين على الشمال يؤمن فرصة ذهبية للانفصال واستعادة دولة الجنوب، إلا أن انتقال الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي إلى عدن لممارسة صلاحياته خلطت الأوراق بالنسبة لجميع الأطراف.
فعدن باتت بحكم الأمر الواقع عاصمة سياسية ودبلوماسية للبلاد.
ويشهد اليمن جدلاً بين الأحزاب بشأن مكان انعقاد الحوار للخروج من الأزمة، فيما تمسك حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعدم نقل الحوار من صنعاء.
وأعلنت أجنحة الحراك الجنوبي المشاركة في حوار القوى السياسية تعليق المشاركة في جلسات الحوار بصنعاء.
وقال رئيس وفد الحوار المشارك، ياسين مكاوي لوكالة «فرانس برس»: «علقنا مشاركتنا في الحوار حتى يتم نقله إلى خارج البلاد وذلك للتخفيف من الضغوط النفسية والسياسية على المتحاورين والتآم الطاولة الحوارية كاملة بشكلها الحقيقي».
من جانبه، أفاد حزب صالح في بيان عبر موقعه الرسمي «أن موقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه يأتي حرصاً على مشاركة جميع الأطراف والمكونات السياسية في الحوار سيما وأن نقله إلى مكان آخر سيؤدي إلى انقطاع البعض أو تخلفهم عن المشاركة فيه تحت مبررات وحجج مختلفة».
وكانت عدة أحزاب وشخصيات طرحت إمكانية نقل الحوار إلى مدينة تعز الواقعة جغرافياً في جنوب البلاد لكنها لم تكن جزءاً من اليمن الجنوبي، كمكان أمثل للحوار.
وعلى صعيد آخر، تظاهر الآلاف في صنعاء وكذلك في إب وتعز والبيضاء في وسط البلاد، وفي الضالع في جنوب البلاد، ضد الحوثيين.
ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، واتهموا الحركة الحوثية بالتبعية لإيران.
إلى ذلك، قتل ثلاثة من تنظيم «القاعدة» في غارة جوية نفذتها منتصف ليل الجمعة السبت طائرة بدون طيار يعتقد أنها أميركية في بلدة بيحان بمحافظة شبوة في جنوب البلاد، حسبما أفاد مصدر قبلي.
وذكر المصدر لـ «فرانس برس» أن «مركبة كانت تقل ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة استهدفتها الغارة أثناء مرورها في منطقة الساق ببلدة بيحان».
وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «قتل جميع الركاب وتفحمت جثثهم».
من جانب آخر، نفى مصدر دبلوماسي سعودي رفيع المستوى قيام جماعة الحوثيين، في عدن، باختطاف القائم بأعمال نائب قنصل المملكة في عدن سعيد الشهرى، مؤكداً أن هذه الشائعات لثني الرياض عن الانتقال مع حكومة اليمن الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي. وحذر رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، السفير أسامة نقلي، في بيان له أمس (السبت) «من إشاعات الحوثيين التي تروج لاختطاف دبلوماسيين في عدن، بهدف ثني السفارات من الانتقال مع حكومة اليمن الشرعية.
وكان موقع يمني قد أعلن أن دبلوماسياً سعودياً اختفى في عدن عقب لقاء السفير السعودي بالرئيس هادي.
وهذا أول لقاء لهادي مع سفير دولة عربية وأجنبية منذ انتقاله لعدن. وأشاد هادي بدعم المملكة العربية السعودية لليمن. من جانبه جدد السفير السعودي دعم المملكة للرئيس هادي باعتباره يمثل الشرعية الدستورية ووقوف السعودية الدائم إلى جانب الشعب اليمني مؤكداً على «ضرورة استكمال التسوية السياسية في اليمن في إطار المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية».
العدد 4558 - السبت 28 فبراير 2015م الموافق 09 جمادى الأولى 1436هـ