العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ

سمك طازج جدا!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

«من أكل سمك توبلي... فكأنما زار مدينة نابولي»! هذا ما تريد لنا الإيمان به إدارة حماية البيئة والحياة الفطرية بالهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية.

الاكتشاف العلمي الجديد الذي ظهرت به الإدارة أن الأسماك التي يتم اصطيادها من خليج توبلي خاليةٌ تماما من البكتيريا الضارة، وبالتالي فهي صالحةٌ لاستهلاك الإنسان، والحمد لله!

الإدارة قامت بجمع بعض الأسماك مباشرة من الصيادين (الآسيويين لأنهم مازالوا مستمرين بصيدها وبيعها على الناس)، وأرسلتها كعينات إلى مختبرات إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة، لفحصها وتحليلها للتأكد من مدى تلوثها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، فجاءت النتائج مخيبة لتخوّفات بعض البيئيين والمواطنين والصحافيين بأقسام التحقيقات وكتّاب الأعمدة المغرضين الذين يكتبون دائما عن خليج توبلي!

هذه الخطوة أتت في إطار حرص الإدارة على مراقبة جودة البيئة وصحة الإنسان في البحرين، وضمن إجراءاتها لرصد ومراقبة خليج توبلي وخصوصا بعد حادثة نفوق الأسماك، للتعرف على المؤشرات الفيزيائية والكيماوية والبيولوجية، والحمد لله تم التأكد تماما من جودة المياه والأسماك في الخليج! وعليه لابد من إجراء دراسةٍ علميةٍ أخرى لمعرفة سبب نفوق الأسماك، فربما يكون بسبب تعرض الخليج لغزوٍ من كائنات فضائية، أو تفجيرات نووية تحت الأرض، أو تجارب كهرومغناطيسية لبعض المنظمات الإرهابية المرتبطة بـ «الشين بيت»!

الصيادون البحرينيون الذين امتنعوا عن بيع أسماك من خليج توبلي منذ سنوات حفاظا على صحة المواطنين، كانوا أكبر الخاسرين! فطاقم المختصين بالهيئة اطلع عن قرب على الحالة البيئية في الخليج، وسيقدّم تقريرا عاجلا ومفصلا يكشف فيه الأسباب الحقيقية وراء نفوق الأسماك، وسنكتشف أننا كنا غلطانين جدا، حين توهّمنا أن مصادر تلوث الخليج هي عمليات الدفان ومصانع غسل الرمال، ومحطة المجاري التي تعمل فوق طاقتها، وتضخ فيه يوميا مليون ونصف مليون متر من المخلفات الكيماوية والعضوية!

الإدارة نظّمت زياراتٍ ميدانية للخليج في الأسبوعين الماضيين للمختصين، ودعت مختبر الصحة العامة للمشاركة بتحليل جودة المياه والأسماك في الخليج، وإن شاء الله تتفتق هذه الاختبارات الآركيولوجية عن نتائج مطمئنة سيكولوجيا للرأي العام، ليعود المواطن مرة أخرى إلى التمتع بأكل الأسماك البحرينية الطازجة والروبيان (الجمبري) التوبلاني، بعد أن ثبت بطلان كل التحليلات والتحقيقات والمقالات، وحتى المقابلات مع الصيادين والبيئيين الذين حذّروا من أكل سمك خليج توبلي، أو ممارسة السباحة أو رياضة التزلج فيه!

ولمزيدٍ من الترويج لثروتنا السمكية، ندعو كل المواطنين إلى شراء هذه الأسماك القليلة الدسم، والغنية بالبروتينات والكربوهيدرات والنشويات والسكريات، من أجل التمتع بصحة أكبر. وإذا كان الإنجليز يقولون إن تفاحة واحدة في اليوم تغنيك عن الطبيب، فعلينا أن نرفع شعار «سمكة واحدة من توبلي في اليوم تغنيك عن مستشفى السلمانية إلى الأبد»!

أخيرا... وتتويجا لهذه الحملة الوطنية، ندعو إلى تنظيم حفلة باربيكيو (شواء في الهواء الطلق) هذه الليلة (الجمعة)، على ساحل خليج توبلي، بالقرب من مصبّ محطة معالجة المياه الصحية، وستقدّم أطباق السمك التوبلاني المشوي مجانا... والدعوة عامة للجمهور!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً