العدد 4557 - الجمعة 27 فبراير 2015م الموافق 08 جمادى الأولى 1436هـ

مهرجان أفلام السعودية... صناّع مبدعون وجمهور متعطش للسينما

شهد مشاركة بحرينية هامة

الدمام (السعودية) - محرر فضاءات 

27 فبراير 2015

لم يمنع غياب البنية التحتية لصناعة الأفلام في السعودية من إقامة ونجاح تظاهرة فيلمية كبيرة، تحت مسمى «مهرجان الأفلام السعودية» والتي اختتمت دورتها الثانية أخيراً في الدمام وسط دعم جماهيري مدهش.

المهرجان الذي أقيم بين (20 - 24 فبراير / شباط 2015)، انطلق بعد توقف دام سبع سنوات «عجاف» لم تشهد فيها الساحة «الفلمية» السعودية أي نشاط سينمائي بهذا المستوى المنظم واللافت، حيث فوجئ الجمهور بسجادة حمراء (رد كاربت) ممدودة لاستقبال صناع الأفلام الشباب ولجان التحكيم أمام عدسات المصورين وهو ما دفع المتشددين إلى شن هجوم كاسح ضد ما أسموه «الاختلاط» و«حفلات مجون»، مصدرين تقارير وتغريدات محرضة من أجل تدخل السلطات لإيقاف المهرجان وهو مالم يحدث.

بل مضى المهرجان بلياليه الموفقة تنظيمياً وحضوراً جماهيرياً سعودياً وكان محور حديث الضيوف السعوديين والخليجين.

البحرين كانت حاضرة في المهرجان من خلال لجان التحكيم وورش العمل، حيث ضمت لجنة تحكيم الأفلام المخرج السينمائي البحريني بسام الذوادي وفي لجنة تحكيم السيناريو شارك الكاتب فريد رمضان.

أما على مستوى النتائج فلم تشهد اعتراضات مهمة كون الجميع كان منتشياً، بنجاح التجربة، وبالكم الكبير من المبدعين السعوديين المشاركين وأيضاً بحضور ضيوف المهرجان الهامين، خلال الندوات الليلية التي أقيمت وشارك فيها مدير مهرجان دبي السينمائي مسعود أمرالله والمخرجة السعودية عهد كامل والموسيقي البحريني محمد حداد والكاتب محمد حسن أحمد والمخرجة شهد أمين والمخرج أحمد عبد الله وآخرين.

كما كان لافتاً نضوج العديد من الأفلام على مستوى الصورة وإنتاج الفيلم مقارنة بسنوات سابقة.

كما شملت أيام المهرجان، إقامة ورش عمل، بينها ورشة التأليف الموسيقي وقدمها المؤلف الموسيقي البحريني محمد حداد. إلى جانب ورشة للسيناريو وأخرى لإخراج الفيلم.

أحمد الملا، مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام ومدير مهرجان أفلام السعودية، الذي يعود له الفضل الكبير في نجاح هذه التظاهرة، إلى جوار العديد من المتطوعين والمنظمين؛ وعد الجمهور المكتظ في صالة حفل الختام، بدورة ثالثة من مهرجان أفلام السعودية. مشيراً إلى أن المهرجان جاء ولو متأخراً «بموافقة كريمة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية وتأييد من وزارة الثقافة والإعلام. نطمح للمزيد ومواصلة العمل الجاد وها نحن نشهد حضوراً جميلاً، شد من أزرنا على مدار عروض المهرجان بما يزيد عن 1500 مشاهد يومياً». مؤكداً أن العمل لا يتم على أكمل وجه، دون روح التفاني والعطاء «وهو الأمر الذي لمسناه من أبنائنا وبناتنا المتطوعين والمتطوعات، منذ تسجيل بياناتهم إلكترونياً، بما يقارب 400 متطوع ومتطوعة من مختلف مدن الوطن، حتى أن بعض الذين تم اختيارهم جاء من مدينة الطائف، حباً وتطوعاً في المشاركة».

أصغر صناع الأفلام سناً المخرج محمد الهليل، أشار إلى أننا «نرى لنتعلم، نتطلع لأن نعمل بتكاتف، لتعزيز ثقافة صناعة الأفلام، كفنٍ بالمجتمع السعودي، بمختلف فئاته العمرية، وبالأخص الشباب، كونهم الشريحة الأهم في المجتمع، ومحور الحراك الفكري والثقافي، للتو بدأنا، وأمامنا الكثير، فمثل هذه المهرجانات، هي التي تقوم بتطوير صناعة الأفلام، وتحمسنا في الاستمرار، يمكن أن أقول، لن أجد فناً أجدى لي، أن أسير بين سطوره بشكل حثيث، كي أخدم الوطن، وشعب هذا الوطن، بأفضل ما لدي، إن مشاركة كهذه هي مقدمة لرد الجميل لبيتنا الكبير الذي يحوينا ويقينا».

وحول الأسماء الفائزة، علق رئيس لجنة تحكيم الأفلام عبدالله آل عِياف بأن الفائز الأول هو كل مخرج ومخرجة والفائز الثاني هو الحاضرين والفائز الثالث هو هذا الوطن الذي يحمل بين جنباته هذا الكم الهائل من المبدعين. معلناً فوز فيلم «شكوى» للمخرجة هناء العمير بجائزة النخلة الذهبية وفوز فيلم «حورية وحين» للمخرجة شهد أمين بجائزة النخلة الفضية بينما فاز فيلم «نملة آدم» للمخرج مهنا عبدالله بجائزة النخلة البرونزية.

وفي فئة مسابقة الأفلام الوثائقية فاز الفيلم «الزواج الكبير» للمخرج فيصل العتيبي بجائزة النخلة الذهبية بينما فاز الفيلم الوثائقي «الحمّال» للمخرج محمد الشاهين بجائزة النخلة الفضية وفيلم «بسطة» للمخرج محمد الحمادي بجائزة النخلة البرونزية.

وفي مسابقة أفلام الطلبة فاز فيلم «ضائعون» للمخرج محمد الفرج بجائزة النخلة الذهبية وذهبت النخلة الفضية عن فئة الطلبة للمخرج أسامة صالح عن فيلم «ليس هكذا» بينما ذهبت النخلة البرونزية لفيلم «دورة العنف» لنورة الفريخ في فئة أفلام الطلبة.

وفي مسابقة السيناريو فاز نص فيلم «نَذر» لعباس الحايك بجائزة النخلة الذهبية ونص فيلم «رياض» لمالك صفير بجائزة النخلة الفضية ونص فيلم «صالح» لحسين المطلق بالنخلة البرونزية. أخيراً يمكن القول، إن نجاح الدورة الثانية من المهرجان هو بلا شك دليل على شغف الجمهور السعودي بالأفلام السينمائية ورغبة حقيقية بوجود صالات سينما في البلاد ستكون بلا شك، الداعم الأول والأهم لتطوير صناعة الفيلم السعودي.

العدد 4557 - الجمعة 27 فبراير 2015م الموافق 08 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً