دعا المترجم مهدي عبدالله المترجمين البحرينيين لإنشاء جمعية تهتم بالترجمة، وتعزز جهود المترجمين البحرينيين، وقال: «في العام 1989 طرحت فكرة إنشاء جمعية للترجمة في البحرين، إلا أنه لعدم وجود العدد الكافي من المترجمين وعدم تفرغهم للعمل الإداري؛ لم تلقَ الفكرة التشجيع المطلوب، وأعتقد أن الوقت الآن بات مناسباً بل ضرورياً لإنشاء مثل هذه الجمعية لما لهذا المجال من أهمية ولما يعقد عليها من آمال». جاء ذلك في محاضرة ثقافية عن «فن الترجمة في البحرين» نظمتها جمعية تاريخ وآثار البحرين في مقرها بالجفير ضمن برنامجها الثقافي مساء يوم الأربعاء (18 فبراير/ شباط 2015)، بحضور مجموعة من المهتمين والمثقفين ورواد الجمعية.
في بداية محاضرته، تحدث عبدالله عن أهمية الترجمة، ودورها في نقل المعارف والعلوم وازدهارها في العصر العباسي، ثم انتقل إلى الترجمة في القرن العشرين وحظ البحرين منها، مشيراً إلى أن «هذا الفن لم يُعرف في البحرين إلا في القرن العشرين، لعدم وجود المدارس النظامية وقلة المتعلمين. ولعبت مدرسة الإرسالية الأميركية في بداية هذا القرن وشركة بابكو منذ ثلاثينيات القرن الماضي دوراً واضحاً في تعليم ونشر اللغة الإنجليزية بين المواطنين».
ثم تحدث عن مجموعة من المترجين مبتدئاً بالشاعر إبراهيم العريّض كأول مترجم بحريني، والذي كان يجيد الفارسية والأردو والإنجليزية إلى جانب العربية، حيث ترجم «رباعيات الخيام» من الفارسية إلى العربية في الثلاثينيات واتسمت ترجمته بالمهارة والإتقان بحسب رأي النقاد. ثم تحدّث عن المترجم عيسى الجودر الذي عمل مترجماً في محطة أرامكو التلفزيونية في حقبة الستينيات، بالإضافة إلى المترجم محمد الخزاعي الذي ترجم «جزر البحرين» للبريطانية أنجيلا كلارك في الثمانينات. وتحدث عن جهود الباحث عيسى أمين الذي ترجم «تاريخ البرتغاليين في الخليج العربي»، والمترجم منذر الخور وكتابه «أرض النخيل» الذي يتحدث عن انطباعات زائر هندي للبحرين العام 1917. ومن المترجمين كذلك فاروق أمين الذي ترجم كتاب «ساحل القراصنة» والمترجم والروائي أمين صالح وصدر له «السينما التدميرية» والمترجم الشاعر عبد الحميد القائد، وكتابه «أنطلوجيا الشعر البحريني»، والمترجم إبراهيم بشمي الذي ترجم أكثر من 50 قصة تراثية للأطفال، والمترجم خالد البسام وكتابه «القوافل»، الذي يدور حول عمليات التبشير المسيحي في الخليج، والمترجم غريب عوض وكتابه حول الديمقراطية، والروائي عبد القادر عقيل وترجمته لمجموعة قصص «الركي عزيز نسين»، ونعيم عاشور الذي ترجم كتاب «الأزرق المستحيل» ومحمود المحمود، وعبد الله المحميد وكتابه «أزهار من الشعر العالمي»، ولونا العريض وترجمة كتاب والدها «المنامة خلال 500 عام» وريم الحمادي وكتابها «نبض من واقع الحياة»، والمذيع طارق البحار والمترجمة لولوة الفاضل هؤلاء أهم المترجمين البحرينيين الذين أشار إليهم المحاضر، لافتاً إلى أنه ركز في رصده على من لهم كتب مطبوعة.
وعن تجربته في الترجمة، أشار عبدالله إلى أنها ابتدأت منذ الثمانينيات في المجلات والصحف المحلية ودارت في مجالين الأول في تاريخ البحرين الحديث، والثاني المجال الأدبي في الشعر والقصة بالتحديد وفصّل في المجال التاريخي حيث تحدّث عن ترجمته لكتاب «مذكرات بلغريف» وكيف اضطر لحذف بعض الأجزاء من قبله أو من قبل بعض الصحف مراعاة للظروف السياسية أو الاجتماعية، وقال: «نشرت الحلقات في ظل ظروف سياسية وأمنية عصيبة كانت تعيشها البحرين وكانت الرقابة على النشر شديدة فاضطررت إلى حذف أجزاء قليلة من الكتاب بعضها يتعلق بالأحداث السياسية في الخمسينيات، والبعض الآخر عن الطقوس الدينية الشيعية، بالإضافة إلى فصل يتحدث عن الخلافات التاريخية بين البحرين وقطر، وكنت في بعض الأحيان أسلم مادة النشر إلى التحرير فيتم شطب فقرات حساسة منها.
العدد 4557 - الجمعة 27 فبراير 2015م الموافق 08 جمادى الأولى 1436هـ