العدد 4556 - الخميس 26 فبراير 2015م الموافق 07 جمادى الأولى 1436هـ

كلمات ليست كالكلمات

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

مما لا شك فيه أن للكلمة دوراً كبيراً في التأثير على الرأي العام، لذلك استغل الإعلام المقروء لتوجيه الرأي السياسي والاجتماعي فضلاً عن استغلاله في الجانب التثقيفي والتنويري.

فالمتأمل في أهمية الكلمة وقدرتها على التأثير على المجتمعات، لابد أن يعي مدى خطورة الكلمة على الأفراد، وما قد تسببه من أثر إيجابي او سلبي لهم، لكن - وللأسف - أصبح الاستخدام السلبي لكلماتنا وعباراتنا اليومية هو السائد، سواء على سبيل المزاح أو النقاش أو الوصف.

فالعنف اللفظي لا يقل عن العنف الجسدي أو العنف المعنوي أو العنف الجنسي من حيث تأثيره النفسي، بل قد يفوق سواه من أشكال العنف، فمن واقع مشاهداتي المهنية «وردت لي حالة فتاة في عقدها الثاني تكره أنوثتها بسبب سخرية والدها من ضخامة جسمها تواضع جمالها»، فلعل تلك الحالة وما صاحبها من اكتئاب واضطراب في الهوية، جاء نتيجة العنف اللفظي الذي يمارسه ذلك المربي السيئ - والدها - عليها، لذلك يؤكد معظم العاملين في الحقل التربوي والنفسي ضرورة مراعاة وانتقاء العبارات المستخدمة في التخاطب مع الأطفال والمراهقين.

إن الاستخدام السلبي للكلمة - في مجتمعاتنا - لا يقتصر على الجانب التربوي فحسب، بل يمتد إلى مجالسنا وانتقاداتنا للآخرين، أو تقيمينا لأعمال مرؤوسينا وغيرها من المعاملات اليومية التي قد لا نعير للكلمة وزناً عند توجيهها للغير.

كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تمكين الأفراد من التعبير عن آرائهم بشكل سريع ومباشر، فعلى رغم ايجابية ذلك فإن الكثير من المستخدمين اساؤوا استخدامها بإعطاء أنفسهم حق تقييم تصرفات الآخرين وانتقادهم دون مراعاة لما قد يترتب على ذلك من ضرر نفسي أو اجتماعي.

ما أود تأكيده من خلال هذه الأسطر المعدودة، أنه لا يجب الاستهتار بمشاعر الآخرين، وليس من المقبول التفوه بكلمات دون وضع اعتبار إلى ما قد تؤدي إليه من أثر سلبي، وفي المقابل سنجد ان في عبارات الثناء أو سواها من العبارات الايجابية المتزنة، تترك أجمل الاثر في نفس متلقيها.

فاطمة_السيكولوجست: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وكن على ثقة بأنك أقوى من أي شخص يريد احباطك بكلماته.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4556 - الخميس 26 فبراير 2015م الموافق 07 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:56 ص

      الرصاصي لوني المفضل

      بالفعل كل ما في المقال صحيح، والكلمة كالسيف هي قاتلة للبعض من الناس لذلك الحل هو بعدم الاصغاء لما يقال ويجب على المرء أن يسير في حياته وحسب قناعته الشخصية اذ يمكنه التمييز بين الغث والثمين ولكن وللأسف هناك بعض الضعفاء من الناس الذين يتأثرون سريعا بأي كلمة تلقى على مسامعهم

    • زائر 1 | 4:19 ص

      الشعور بالايجاب شيء جميل

      نحن بحاجة لخلق مبادرات للشعور بالايجاب، والابتعاد من الامور التي تقتل النجاح او تفشله، كما ان الابتعاد من السلبية قدر الامكان
      شكرا دكتورة ركزي على الايجابية فانها علاج اكثر وافضل

اقرأ ايضاً