الاقتصاد المعرفي يقود عجلة التطور الاقتصادي في جميع البلدان المتطورة، وكذلك النامية. وهناك خلط في المفاهيم التي تعتبر جديدة نوعاً ما.

ومن بين تلك المفاهيم يبرز مصطلح «المؤسسة المعرفية» أو «المؤسسة القائمة على المعرفة» (Knowledge-Based Organization (KBO ليصف المؤسسات التي يقوم عليها الاقتصاد المتطور حالياً.

مصطلح المؤسسة القائمة على المعرفة (KBO) يطلق على تلك المؤسسات التي تقدم منتجات Products أو خدمات «كثيفة المعرفة»، كما أنه يطلق على الموسسات ذات الأنشطة والعمليات Processes ذات الكثافة المعرفية. كما أنه يمكن إطلاق مسمى «المؤسسة المعرفية» على تلك المؤسسات ذات الغرض Purpose كثيف المعرفة، ويقصد بالغرض المهمة والاستراتيجية التي تقوم عليها المؤسسة. ويمكن أن يطلق المصطلح أيضاً على الموسسة التي تمتلك منظوراً Perspective كثيف المعرفة، وهذا يشمل الثقافة التي تقوم عليها تلك المؤسسة.

ولذا، فقد تكون المنتجات أو الخدمات قليلة الكثافة المعرفية (مثل إنتاج الأسمنت)، ولكن العمليات والبنية التحتية وإجراءات العمل والأنشطة التي تنتج الأسمنت قد تكون كثيفة المعرفة، وبالتالي يمكن وصف المؤسسة بأنها «معرفية» (KBO).

وكذلك الأمر بالنسبة للمعايير والممارسات السلوكية التي تحدد «الثقافة المؤسسية»، وهو أمر ضروري من أجل تحقيق الإدارة الفعالة للمؤسسات على أساس معرفي، وذلك لأن أي ثقافة ناجحة لابد وأن تكون قادرة على دعم التغيير المؤسسي عبر انتهاج سلوكيات ممارسات جديدة، تعتمد بشكل كبير على العمل الجماعي بروح الفريق الواحد.

وعلى أساس ذلك، فإن أي اقتصاد يسعى للنمو المتواصل لابد وأن يفسح المجال لنمو وانتشار المؤسسات المعرفية، وهذه تحتاج إلى الإنسان المعرفي، أو ما يسمى بـ (Knowledge Worker) والذي يعتبر المحور الأساس في تحقيق التميز الشخصي والمؤسسي.