العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

(رسالة مواطن )... بنياتنا هوناً... هوناً

الوسط - محرر الشئون المحلية 

تحديث: 12 مايو 2017

التطور سمة من سمات المجتمعات المتمدنة، و يشمل البنية التحتية، و القطاعات الصناعية و التجارية، بالإضافة إلى المجالات الصحية و التعليمية، إلا أن الكثير من شابات مجتمعنا أبين إلا أن يشذذن عن هذه القاعدة. فعلى النقيض يشهد مجتمعنا تطوراً من نوع اّخر، ألا و هو المعاكسات و التي ما عادت تقتصر على الذكور فقط كما كان سائداً في السابق، بل امتدت إلى الجنس الناعم لتنشر في مجتمعنا البحريني تخلفاً أخلاقياً غير مسبوق.

مراهقات في عمر الزهور يتجولن بلا استحياء وسط المجمعات التجارية يتغنجن في مشيهن تارة، و يستثرن من حولهن من الشباب بنظراتهن تارة أخرى، غير آبهات بقيم وعادات مجتمعنا و قبلهما تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.

فتيات في مقتبل العمر يتسكعن بين مقهى هنا و آخر هناك يتلذذن باجتذاب مرتادي هذه المقاهي.

مقاعد الدراسة، بيوت العلم التي تمثل مصنع شباب الأمة باتت مرتعاً لتعلم قيم جديدة ما عهدتها هذه الأماكن المقدسة، فإن استنكرت أفعالهن تأتي تبريراتهن، هذا صديقي، لا بأس بأن أتسامر معه لساعات طوال بغرض الدراسة، أو أخلو معه لعمل البحوث دون علم أهلي.

على الجانب الآخر وفي تلك الغرف المظلمة تُفتح "الكامات" ويتم تبادل الصور و "الفيديوهات" والغرق مع الشباب في الأحاديث المحرمة دون اكتراث لشرف رب هذا البيت الذي نسى أو تناسى مراقبتهن فوصلن لهذه المراحل المتقدمة من الإنحلال الأخلاقي.

هذه صور بسيطة وغيض من فيض لما يحدث من حولنا، تتعدد أسبابه من إهمال واضح للأبوين وعدم اكتراثهما بالتربية المبنية على أسس دينية وقيم أخلاقية اتسم بها مجتمعنا المحافظ على مدار السنين، واستبدالها بطرق دخيلة على مجتمعاتنا لا تمت البتة لأبسط مبادئ ديننا الإسلامي بل استوردت من مجتمعات تختلف تماماً عنا وعن عاداتنا وتقاليدنا. ثم يأتي الانفتاح التكنولوجي على العالم عبر الهاتف النقال الذي أصبح في متناول الأطفال حتى قبل أن يبلغوا الحلم، هذا الجهاز الذي من خلاله فكوا شفرة التواصل بلا فواصل، فأصبحت الفتاة تقلد المغنيات والممثلات الأجنبيات ليس فقط عبر أفلامهن وأغانيهن بل عبر سبر حياتهن الخاصة المليئة بالمجون الفكري قبل الأخلاقي.

الفتيات هذه الأيام يعرفن مكونات وجبة عشاء "جنيفر أنستون" ومع من سافرت وماذا لبست وإن سألتهن ما هي أركان الإسلام ما عرفن كم عددها حتى.

إن كان لجيل أبنائنا عنوان فهو جيل التواصل الإلكتروني، جيل "الفيس بوك" و "الإنستغرام"، جيل يقضي جل وقته محدقاً بهاتفه النقال للمعرفة حيناً وللتسلية حيناً وللمحرمات أحياناً كثيرة. جيل يتنفس "الإنستغرام" و "الفيسبوك" و "سكايب" و "تويتر" وغيرها من التطبيقات التي تزداد يومياً وبدل من استخدامها للتواصل بين الأهل والأصحاب أصبحت بيوتاً للدعارة ومستنقعات للرذيلة، فمن خلالها تنجرف المراهقات لإغراءات مرضى باعوا دينهم من أجل دنياهم و غرائزهم التي باتت تتحكم فيهم و تحكم على مستقبل هؤلاء الضحايا بالإعدام.

الآباء والأمهات قلبوا قلوب بناتكم، إرووا عقولهن، اجعلوا قلوبهن مطمئنة، ساندوهن واسندوهن، كونوا لهن أصدقاء قبل أن تكونوا آباء و أمهات، خذوا بأيديهن نحو الصلاح قبل أن تصلو لمرحله اللا إصلاح، عززوا قيمكم فيهن كونوا مرآة لهن تعكس تربية آبائكم لكم، استنطقوهن خيرًا، اهدوهن ميزاناً يزن فيه أفعالهن، أقوالهن وتصرفاتهن، كونوا لهن بوصلة تصل بهن بر الأمان وإلا سيغرقن فالأمواج عاتية وتحديات هذا الزمن ومغرياته كبيرة.

المعلمون والمعلمات هن بناتكم، هن نتاج عملكم، هن خلاصة تربيتكم – فأحسنوها - أتقنوا عملكم وأكملوه بغرس القيم قبل غرس المعرفة، فهما كما تعلمون متلازمان ولا يفترقان، فالبنت في المدرسة والجامعة أمانة في أعناقكم. اعلموا أن المجتمع يثق بأنكم قادرون على المساهمة في إبعاد بناتنا عن مغريات الحياة وسبل الرذيلة فما عاد مجتمعنا مغلقاً، وما عادت الأسر تجد سهولة في تربية بناتها وسط هذا المجتمع المنفتح كل الانفتاح على كل ما يسهل وقوع البنات فريسة لتلك الذئاب البشرية التي تتحين الفرصة لافتراس ضعيفات النفوس وجرهن لمستنقعات الرذيلة.

أما أنتن يا أيها الفتيات يا من ضربتن بعفتكن عرض الحائط ووقعتن فريسة سهلة لضعاف النفوس لا أجد غير هذه الآية الكريمة رقم 31 من سورة النور لأقدمها لكم كنصيحة فباب التوبة عند رب العالمين لا تغلق "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"

 

حسين البري

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 8:23 ص

      الامر المر

      اللي ما انكتب واخس الامهات اللي تودي بناتها للصالونات ميك اب وزينه وحف وشيرة

    • زائر 11 | 6:06 ص

      للأسف حتى الشباب كذلك

      فعلا وصلنا لهذا الحد و الشباب بعد مو امقصرين بعضهم يستجيب لهذه المظاهر و البعض الآخر هو من يبتكر صنوف الحيل ليوقع من يوقع فريسة بين أنيابه و مخالبه اقول للشباب و الشابات حصنوا أنفسكم قبل وقوع الفأس في الرأس

    • زائر 9 | 3:39 ص

      فقدان السيطرة

      وصلنا لمرحلة فقدان السيطرة ..فالبنت اليوم هي من تسقط الشباب في فخ المعاكسة وهي وهي ...والكثير ...اذا اردت التاكد من كلامي اذهب الان لاحد المجمعات وشوف بنفسك البنات صارت تمشي مصبغة روحها ميك اب و تسريحات شعر والي لابسة حجاب مسوته ستايل واهم شي معالم جسمها كله باين متفصل ...الشبابب وين يقدر يتحمل ويسيطر على نفسه.....البنت اليوم لو طالعتها بالغلط وانت طايف في مجمع تقزك قز ولا كانه في حيا .....الله يهديهم ويستر على الجميع

    • زائر 10 زائر 9 | 5:59 ص

      المعلمين والمعلمات

      ولي يرحم والديك يا مواطن
      احنا ميتين وفااااطسين
      وزين يمدينا نكمل هالمنهج
      يعني تبغينا نفغص روحنا نربي اولاد مو اولاااادنا
      مو كفايه شغلنا كله لكرف المدرسه
      اسمح ليي
      مافيني ولا لي خلق اربي اولاد الناس اني ولبي ادرسهم واعلمهم وجان زين يسمعون
      مليون الف حاجه في 55دقيقه يبغونى اسووويها
      وجاي حضرتك تبغينا انربي
      الابو والام ما ربو احنا نربيهم مو شغلتنا
      شغلتنا تعليم وخل التربية للاسره
      وحده وش طولها في ثانوي وش اربي فيها

    • زائر 6 | 2:25 ص

      احسنت

      كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته

    • زائر 5 | 1:55 ص

      فتيات آخر الزمان ...

      نعم وصل بنا هكذا حال ، وماهو الفعل الذي لم يحصل للان نرى كل يوم مصيبه تبكي لها العيون ويشيب لها الرأس

      ايها الاباء والامهات اولادكم امانه فحافظو عليهم وكلمن مسؤول عن رعيته

    • زائر 4 | 1:19 ص

      ولد الرفاع محامي بنات

      كل بنت من حقها تختار شريك حياتها احنا في عصر الانترنت وعصر التغيير .

    • زائر 7 زائر 4 | 2:48 ص

      اكيد

      ويش بتقول اذا محصل لك كل شيئ Free ويش بتقول
      اكيد بتكون محامي وقاضي بنفس الوقت
      الله يستر ع الجميع
      ودي اشوف رد من ردودك انتقاد ايجابي مافي!!
      واذا عرف السبب بطل العجب

    • زائر 8 زائر 4 | 2:55 ص

      رد

      مسامحة يا ولد الرفاع الموضوع بعيد كل البعد عما تقوله. نعم يحق للبنت أن تختار شريك حياتها و يمكن أن يتم التعارف بينهما عن طريق الانترنت و لكن الأهم أن تصون نفسها و أن لا يستغل الطرف الثاني مشاعر البنت و ايقاعها فريسة له....

    • زائر 3 | 12:41 ص

      أحسنت

      بارك الله فيك نعم اخواتي وبناتي دعوة صادقة للإلتزام بالفعة والستر وغض البصر فأنتي ريحانة التزمي بسيرة الآل العطرة واتركي عنك سيرة الماجنات.

    • زائر 2 | 12:33 ص

      على الجرح

      سلم قلمك

    • زائر 1 | 12:28 ص

      يا اخي

      حتى صغار الفتيات من سبع او تسع سنين تغزوهن مراهقة الازياء ولفت الانظار

اقرأ ايضاً