من الممكن أن تكون قد رأيتها ولكنك لم تسمع باسمها لغاية الآن، تلك الأساور البلاستيكية الملونة التي أخذت بالانتشار في الآونة الأخيرة بين التلاميذ، وتعدت كونها أساور يصنعها الصغار بأشكال مختلفة لتكون إكسسواراً لا يفارق معصم المشاهير، فهذه الأساور يطلق عليها اسم «Loom Bands».

ولكن دراسة حديثة أظهرت أن الـ «لوم باندز» أصبحت من المواد الخطيرة التي يجب أن ينتبه لها الآباء والأمهات وعدم شرائها، فقد وجدت مكتب الفحص البريطاني British Assay Office نسبة من مادة قاتلة مسرطنة تدعى باثلاتس (phthalates) تصل إلى 500 مرة من الكمية المسموح بها. وهذه المادة يمكن أن تنفذ عبر جلد بشرة الإنسان وتصل إلى الجسم من دون أن يشعر وعلى مدى الوقت الطويل يصاب بالسرطان.

وقد انتشرت هذه الأساور المطاطية بشكل كبير بين الفتيات بسبب ألوانها البراقة وأشكالها المتعددة، وتقول إدارة السلامة البريطانية إنه يجب شراء المنتجات الأصلية وليست التقليدية والتي تكون مختومة بعلامة «CE» التي تؤكد سلامة المنتج من المواد الكيماوية الضارة وحسب الموصفات الأوروبية.

وتشير نتائج التحقيقات التي أجريت في معمل مستقل متخصص في الكشف عن سلامة ألعاب الأطفال، إلى أن جميع العينات التي أحضرت للفحص لم تطابق مكوناتها شروط السلامة، واحتوت على نسب عالية من الباثلاس.

ويقول المسئول في مكتب سلامة المنتجات في معهد المقاييس التجارية، روبرت برايس: «المشكلة في هذه اللعبة أن الطفل لا يلعب بها 10 دقائق ويذهب، بل يشتغل بها ثم يرتديها فتبقى متصلة بجلده ربما على مدار 24 ساعة لأيام عدة في الأسبوع، وهذا يعني أنه يتعرض لهذه المادة القاتلة لمدة تكفي لإيذائه صحياً، وخصوصاً أن جلد الطفل يمتص السموم أكثر من جلد البالغين، والحذر واجب، ويجب العمل مع كل المؤسسات لضمان سلامة الأطفال أكثر.

كما حذر الأطباء الآباء والأمهات بأنه من الضروري توخي الحذر من ترك الأطفال يلعبون بأساور الـ «لوم باندز» بعدما تعرض عدد من الأطفال للاختناق نتيجة استنشاق أجزاء من هذه الأساور وتجمعها في أنوفهم.

وأفاد أطباء متخصصون في حالات الطوارئ بوقوع أربع حالات اختناق للأطفال في مستشفى واحد خلال أسبوع، وقال دكتور إيان بولر، طبيب جراح يعيش في نيوزيلندا، إن طفلين من الحالات الأربع التي تم إسعافها في المستشفى قد أدخلا خطافاً على شكل حرف (S)، والذي يستخدم في إكمال الأساور، في أنفهما، وبلع أحدهما هذا الخطاف بعدما تعرض للاختناق في البداية.