العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

حنا: أمراض الغدد مخاتلة ومضللة

«زراعة البنكرياس»... الأمل القادم

أكد استشاري الغدد الصماء والسكري في مركز الخليج التخصصي للسكر، الدكتور بسام حنا، أن علاج أمراض الغدد سهل وبسيط ومتوافر. ولكن قد يتأخر العلاج لأن أمراض الغدد مخاتلة ومضللة، ولا تفصح عن نفسها بشكل مباشر.

وبدأ الاستشاري حنا حديثه بالتعريف بالغدد الصماء، وقال: «يحتوي جسم الإنسان على مجموعة من الغدد الصماء كالغدة النخامية، والصنوبرية، والدرقية، والبنكرياس، والكظرية. تعد بمثابة جهاز اتصال لاسلكي ينقل المعلومات لخلايا الجسم لتقوم هذه الخلية بدورها، وتفرز الغدد العديد من الهرمونات التي تساعد أجهزة الجسم على أداء وظائفها بالشكل المطلوب».

وبيّن حنا أن أي اختلال في إنتاج الهرمونات بالزيادة أو النقصان يؤثر على الجسم بشكل كبير، فينعكس ذلك على شكل أمراض أو أعراض مرضية في الجهاز الهضمي، أو فقدان الوزن، أو الجلدي، أو اضطراب الطمث لدى النساء، أو اضطراب نمو الشعر بالسلب أو الإيجاب على سبيل المثال للحصر، موضحاً أن «هذه الأعراض المرضية تشير إلى خلل في وظائف الغدد التي تعبر عن أمراضها بأعراض في أماكن أخرى من الجسم، وهو ما يخدع الفرد ويجعله يسعى لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي السليم ويغفل عن علاج أصل المشكلة».

ثقافتك الطبية تساعدك

واستدرك قائلاً: «إن ثقافة الفرد الطبية تدفعه لكشف أمراض الغدد مبكراً، فحين يخضع لعلاج معين لأحد الاضطرابات سالفة الذكر ولم يجدِ العلاج نفعاً معها فإنه يستند لثقافته الصحية ويشك في تسبب الغدد بهذه الأمراض ويتجه للطبيب المختص». وأضاف: «من جهة أخرى فإن طبيب العائلة التي يتابع الحالة التي بين يديه يبادر لتحويله لاختصاصي غدد إذا لم تنجح برامج العلاج المقدمة للمريض».

وأوضح حنا أن «تضافر وعي المريض، وسرعة تحويل الطبيب المريض للطبيب المختص يمكننا من التدخل مبكراً لعلاج الخلال في الغدد والذي بدوره سيوقف أي اضطرابات سلبية على الجسم». وتابع: «على السبيل يؤثر الهرمون الدرقي على كل خلية في الجسم ويعد فقدانه في الطفل حديث الولادة مشكلة كبيرة فتأخر العلاج سيصيب الطفل باضطرابات في النمو على صعيد الجسم والعقل، وقد تنتج عن ذلك إصابة الطفل بالتخلف العقلي، لكن التدخل المبكر يزيل كل هذه المخاطر».

وأشار د. حنا إلى أن سوء التغذية من الأسباب المهمة التي تقف وراء الأمراض الغدية. وقال: «من المفارقات العجيبة أن الناس في الماضي تموت من قلة الأكل، أما اليوم في فإنها تموت من فرط الغذاء الذي يقف وراء العديد من الأمراض كالسمنة والسكري».

ودعا إلى أهمية تعديل نمط الغذاء الحالي الذي يحتوي على سعرات حرارية كثيرة ورخيصة في الوقت ذاته. وقال: «على ربات البيوت أن يزودن عوائلهن بالغذاء الصحي الذي يطهى في المنزل، واستخدام الخضراوات الطازجة في الطبخ، وتشجيع العائلة على أخذ حصص كافية من الخضراوات والفواكه».

وأضاف أن نمط الحياة الخالي من النشاط البدني هو من مسببات أمراض الغدة، إلى جانب التدخين أيضاً.

وفيما يتعلق بتشخيص أمراض الغدد وعلاجها، قال: «لا يوجد مرض غدي يصعب تشخيصه أو علاجه في البحرين لتوافر أجهزة الفحص من الفحوص السريرية والمخبرية وحتى فحوص الأشعة المختلفة، ووسائل العلاج».

وأشار إلى أنه ليس كل مرض غدي مزمن، فهناك الكثير من أمراض الغدد التي تخضع للعلاج وتتماثل للشفاء كأمراض الغدد الدرقية، والكظرية.

وأكد أن البحوث الطبية الحديثة تتجه لتقديم علاجات ثورية لمرض السكري من النوع الأول - الذي هو مرض غدي مزمن - في طريقين؛ الأول تطوير مضخة أنسولين رقمية ذكية تقيس احتياجات الجسم من الأنسولين ذاتياً وتضخه للجسم. والثاني: زرع خلايا البنكرياس عوضاً عن الخلايا التالفة.

العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً