العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

حملات إلكترونية لدعم مرضى السرطان نفسياً

مثال للتطويع الصحيح لمواقع التواصل الإجتماعي

دأب الطبيب البحريني نبيل تمّام والناجي من سرطان الغدد اللمفاوية، على إشاعة التوعية من مرض السرطان وتعزيز ثقة الناجين منه عبر منصات إعلامية عدة، كالصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعية. حيث حاول إيصال الرسالة التوعوية لمن تعنيه، كالمصابين بمرض السرطان ومن يقدم لهم الرعاية الصحية.

إن طريقة إعلان تمّام لإصابته بالمرض عبر «الفيس بوك» آنذاك وطريقته في مواجهة المرض وهزيمته بالأخير، أثرت إيجابياً في إشاعة روح الشجاعة والقوة في نفوس الكثيرين من المصابين بمرض السرطان أو من يعولهم، فهو كان يؤكد مراراً على فكرة مؤداها أن السرطان لا يعني الموت.

لا مناص أن نقر بأن مواقع التواصل الاجتماعية جديرة بالوصول لفئات عريضة من المجتمع بسرعه فائقة وجودة عالية، ابتداءً من الفيس بوك والإنستغرام والتويتر إلى اليوتيوب، فهي منصات إعلامية تناقش وتحلل وتفتح أعيننا لجوانب مهمشة على أرض الواقع بالأدلة.

فمن خلال «Social Media» تعرفنا على حالات كثيرة من أشخاص نجوا من السرطان أو أشخاص مازالوا يعايشونه ويشاركوننا تلك المرحلة الصعبة في حياتهم. الجميل في مواقع التواصل الاجتماعية أنها تظهر الشخص دونما تكلف، فأنت لست بحاجة لحديث منمق وبدلة رسمية لتظهر عبر اليوتيوب مقارنة بالوضع حين ظهورك على محطة فضائية مثلاً.

«Go-Rara-Go»

هي من ضمن الحملات الإلكترونية الأخيرة التي تتخذ من الإنستغرام واليوتيوب وسيلة لترويج فكرتها. الحملة قائمة من فكرة تقديم الدعم النفسي لمريضة السرطان رازقية آل نوح، المصابة بسرطان المبايض والتي مازالت تخضع للعلاج بالخارج.

الحملة نفذها خالها المصور البحريني علي المرزوق، وكان لنا في «الوسط الطبي» لقاء سريع معه، قال فيه إن الحملة التحفيزية بدأت بدافع عائلي ومبسط وهو تصوير الأطفال وهم مرتدين فانيلات تحمل عبارات مشجعه لرازقية: «You can do it mama rara»، وما لبثت الفكرة أن تطورت لتشمل فئة الأطفال والكبار نساءً ورجالاً وهم مرتدين الماسك الطبي الذي يلازم مريض السرطان أغلب الوقت، مدعومة الصور بعبارة «together we fight».

وبعد نشر الصور الملتقطة بعدسة المرزوق في الإنستغرام، فوجئ القائمون على الحملة بأن هنالك الكثير من الأشخاص من خارج العائلة يودون المشاركة في الحملة، على إثر ذلك تم تخصيص أيام معينة للتصوير في استيديو المرزوق.

ويتابع المرزوق إن الجزء الثاني من الحملة كان عبارة عن تسجيل فيديو يحوي عبارات مشجعة لرازقية يلفظها مجموعة من المشاركين في الحملة. إلى جانب نشر مقطع فيديو قصير لرازقية وهي تحيي مشجعيها وتوافيهم بآخر أخبار رحلة العلاج.

وحول تأثير الحملة على نفس رازقية، يقول المرزوق إن الحملة جعلت رازقية قوية أكثر في مواجهة المرض، بعد أن رأت كل هؤلاء الناس بجانبها لمساعدتها في اجتياز المراحل المتبقية من رحلة العلاج، قائلة «بعد هذه الحملة أستحي أن أضعف وكل هؤلاء الناس بجانبي». كما أن الحملة شجعت الكثير من المرضى للذهاب إلى المستشفى الذي تتعالج فيه رازقية بتايلند لتلقي العلاج.

ويوجه المرزوق رسالة لمرضى السرطان وهي أن يحاولوا التغلب على السرطان قبل أن يفتك بجسدهم، فوضع المرض تغير عن قبل وأصبح العلاج متوافراً، مضيفاً أن «90% من علاج السرطان يكمن في نفسية المريض، ولذا على المرضى مساعدة أنفسهم بأنفسهم أولاً».

وهنا يوجه المرزوق أصابع المسئولية إلى الناجين من السرطان، مشدداً على واجبهم في نشر تجربتهم الإيجابية للناس وبيان أن السرطان ليس آخر المشوار.

جويرية تغرد لمواجهة السرطان

جويرية الشوملي هي واحدة من مرضى السرطان التي مازالت تكافح المرض بابتسامة عريضة، فعلى رغم أنها اضطرت لترك مقاعد الدراسة لفترة طويلة نتيجة مرضها، إلا أنها دائما ما تردد: «الله إذا أحب عبده ابتلاه وحبّب الناس إليه».

جويرية دخلت عالم التويتر نتيجة تشجيع رئيسة جمعية «أمنية طفل» التي ألحت عليها بعرض تجربتها ونشر التوعية في المجتمع عن مرض السرطان، خصوصاً أن هنالك أفكاراً مجتمعية خاطئة حيال المرض.

وفي لقاء سريع لها مع «الوسط الطبي» أكدت الشوملي أنها سعيدة بتلقيبها بسفيرة أطفال مرضى السرطان لكونها أول بحرينية تصدر كتاباً عن قصتها مع السرطان وكان ذلك في العام 2013 تحت عنوان «يوميات طفلة ستقهر السرطان بإذن الله» حيث ذهب ريعه للمحتاجين من مرضى السرطان الذين لم تسمح لهم ظروفهم بإكمال العلاج لضائقة مالية.

وتضيف الشوملي أنه حين فتحت حساباً بالإنستغرام لعرض آخر أخبار رحلة علاجها، تكوّنت لديها مجموعة من المتابعين الذين منحوها دافعاً قوياً ومستمراً وخففوا عليها ألم الغربة والبعد عن الوطن، فلقد أصبح لديها إخوة وأخوات كثر يتمنون لها الشفاء العاجل بكل حب وحنان، كما تقول.

وبالحديث عن تجارب الناجين من السرطان، من الجميل أن نسلط الضوء على فلم قصير انتشر عبر اليوتيوب منذ نحو عامين، يحمل عنوان «ياسمين... قصة تفاؤل وأمل»، الذي يسرد تجربة ياسمين أبل الناجية من سرطان الغدد الليمفاوية الذي أصابها في العام 2011، ياسمين وثّقت تجربتها مع المرض من خلال فيلم سردي من إنتاج فريق «Believe To Achieve» الذي يتبع المؤسسة العامة للشباب والرياضة. وهو فلم مدته نحو 15 دقيقة، باللغة العربية ومترجم باللغة الإنجليزية، تسرد فيه ياسمين مراحل علاجها وكيف استطاعت التغلب على المرض. ولقد حصد إلى وقت كتابة التحقيق على 15 ألفاً و339 مشاهداً، وهذا يدل على فاعلية اليوتيوب في نشر الثقافة التوعوية للأمراض إنْ استغلت إمكانياته بشكلها الصحيح والمؤثر.

كل هذه التجارب والحالات وغيرها تعلن بأن مريض السرطان قادر على العيش والبقاء والعطاء، لا داعي للعيش في دراما عقيمه ما إنْ نعلم بإصابتنا بالمرض أو إصابة أي من أفراد عائلتنا بالمرض، لا داعي لتجنب الانخراط مع مريض السرطان، فالسرطان لا يعدي! لا داعي لإجبار مريض السرطان على الانزواء بالظلمة إثر نظرات المحيط القاسية. وفي الأخير، مهما كانت أعراض السرطان مؤلمة يمكننا التغلب عليها.

العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:29 م

      باكي

      حملة رائعة جداااا تساعد على التخلي عن فكرة كل من يحمل سرطان مصيره الموت

اقرأ ايضاً