العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

الطب يحاصر السرطان ويحد من ضحاياه

في 2020 ستوضع الأورام الخبيثة في قائمة الأمراض المزمنة د. عبدالناصر:

الحظ السيئ

وتحدث استشاري أمراض الدم والأورام د. نور عن العوامل التي ترفع من نسبة الإصابة بأمراض السرطان، قائلاً: «التقدم في العمر أحد هذه العوامل فتصاب من 1 إلى 9 نساء بسرطان الثدي بلوغها عمر 85 عاماً، وكذلك الأمر بالنسبة للرجل فقد أجريت دراسة حُللت فيها جثث رجال فوق الثمانين من العمر فوجدت أن نسبة منهم مصابون بسرطان البروستات المتموضع وماتوا قبل أن تظهر عليه أعراض المرض». وأضاف: «للوارثة دور كبير أيضاً، فحينما يوجد في تاريخ العائلة سجل مرضي بالسرطان، فاحتمالية إصابة الأبناء بالسرطان تصبح موجودة».

وتابع نور: «تتسبب بعض الفيروسات في الإصابة بالأورام السرطانية، فالتهاب فيروسات الكبد فئة (B) أو (C) يتسبب بسرطان الكبد. ويتسبب فيروس «HPV» مثلاً بسرطان عنق الرحم، وتشير بعض الدراسات لتسبب فيروسات أخرى بسرطان البلعوم والحنجرة».

وقال: مع ذلك يبقى الحظ السيّئ هو العامل الأساس في الإصابة بالسرطان بحسب إحدى الدراسات.

وبيّن نور أن هناك عوامل تجذب الأورام يمكن الوقاية منها كالتدخين بشقيه السلبي والإيجابي.

وشدد محذراً من مخاطر التدخين عموماً، وقال: «هناك بعض من الناس يعتقدون أن تدخين التبغ هو المضر، ويتهاونون في تدخين الشيشة (الأرجيلة) لأنها في اعتقادهم لا تندرج ضمن أنواع التدخين».

ولفت نور إلى أن هناك جاذباً آخر للسرطان منتشراً في المنطقة، وهو السمنة، ويأتي ذلك من الوجبات الدسمة التي نتناولها، وقلة النشاطات البدنية. وتابع: «المقلق في الأمر أن السمنة جعلت من انتشار السكري بين الأطفال السمان أمراً ممكناً ووشيكاً».

سرطان الجلد غير شائع لكنه متصاعد

وحول قلة حملات التوعية حول بعض أنواع السرطانات كسرطان الجلد، قال استشاري أمراض الدم والأورام د. نور: «غياب أو قلة الحملات التوعوية لسرطان الجلد تعود لقلة انتشاره مقارنة مع أنواع السرطانات الأخرى كسرطان الثدي، والبروستات، والقولون، والرئة».

وأوضح: «هناك العديد من الأورام الجلدية منها الحميد، ومنها الخبيث. وأبرزها "الميلانوم" الورم القتامي فيعد خبيثاً مع انتشاره في الجسم ولكن قبل 5 - 6 سنوات تقريباً ظهرت أدوية جديدة بيولوجية ومناعية قلبت المعايير وجعلت معالجة المرض أمراً ممكناً، وأصحاب البشرة البيضاء هم الأكثر إصابة بهذا المرض». وتابع: «من ضمن أورام الجلد الورم شائك الخلايا الذي ينتج عن حروق قديمة، وهناك أورام تظهر في بعض مناطق الوجه وغالباً ما يُزال جراحياً، وميزة هذا الورم أنه لا ينتشر غالباً».

وعن مسببات سرطان الجلد، قال: «يأتي التعرض الشديد لأشعة الشمس الضارة تحديداً وغيرها من الإشعاعات الصناعية في المقام الأول». وقلّل من مخاطر التأثيرات المغناطسية قائلاً: «يعد دور الموجات المغناطسية في الإصابة بسرطان الجلد قليلاً جداً إذا ما قورن بدور الإشعاعات الضارة، لأن عمال المصانع الذين يكونون بالعادة قريبين جداً من الأجهزة ذات المغناطسية العالية لديهم كل أدوات السلامة التي تمنع أضرار الترددات المغناطسية».

ولفت إلى أنه على رغم كون الأورام الجلدية الخبيثة في المنطقة غير شائعة إلا أنها في تصاعد.

مستقبل مطمئن

وبعث د. نور رسائل تطمين فقال: «إن التقدم العلمي الكبير في مجال الكشف وطرق علاج الأمراض الورمية جعل من العلاج أمراً سهلاً ومتوافراً».

وأوضح: «فيما يتعلق بالكشف عن الأورام بشكل مبكر، فإن هناك العديد من التقنيات والطرق في هذا المجال منها على سبيل المثال التحاليل الجينية (BRCA 1) و(BRCA 2) للكشف عن سرطان الثدي، وأيضاً (Bet / CT / scan)، فهو جهاز حديث نسبياً له حساسية عالية في الكشف عن الأورام، سواء في المراحل المبكرة أو المتقدمة».

وتابع: «كلما كان الكشف عن الورم مبكراً كانت نسبة الشفاء أكبر لتتجاوز 80 - 85%، وكلما كشف عنه متأخراً فإن نسبة الشفاء تخف كثيراً، وكأمثلة حية على ذلك مرت عليّ حالة سرطانية متقدمة لدرجة أن المصاب بمرض وصل للمرحلة الرابعة، ومازال يتلقى العلاج منذ العام 2006 حتى الآن، ما يؤكد قدرة العلاج في الحد من تقدم المرض».

وفيما يخص العلاج، فأكد أن الطب الحديث قدم العديد من طرق وأساليب علاج الأورام السرطانية فجعل من مرض اللوكيميا على رغم سوئه مرضاً قابلاً للشفاء عبر زرع النخاع وغيرها من الأدوية.

"المانع" تتصدر

وأكد د. نور أن مستشفيات المانع لديها أحدث أنظمة الفحوصات والعلاجات عن الأورام السرطانية، وأن المستشفى يتبع في خطط علاج الحالات المصابة أفضل البروتكولات الطبية المعتمدة عالمياً وفي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.

وقال: «أستطيع أن أقول إن إدارة مستشفيات المانع حريصة على تقديم كلّ ما هو جديد في عالم الطب للقطاع الصحي السعودي، فتمت حديثاً معالجة مريضة بمرض سرطان الغدة الدرقية (Metelloy) بدواء بيولوجي جديد حصلنا على إذن خاص من الهيئات السعودية الخاصة لأنه لم يتم الترخيص للآن به في المملكة». وأضاف: «هنا سجلت مجموعة المانع الطبية، وهي المشفى الأول في المملكة، بالحصول على الدواء، قصب السبق في استخدام هذا الدواء على مستوى الشرق الأوسط، ولحسن الحظ أظهرت الحالة تحسناً ملحوظاً.

ولفت إلى أن مجموعة المانع تقدم منحاً علاجية مجانية للمستحقين.

وبيّن أن مرض السرطان سيكون بحلول العام 2020 - 2022 في خانة الأمراض المزمنة كالسكري وغيره بحسب الدراسات العلمية. ولفت إلى أن أسعار الأدوية والفحوصات ستنخفض مع التقدم العلمي والتقني الهائل في هذا المجال.

لا تتردد في

الفحص الدوري

أما فيما يخص الوقاية، فقال: «هناك ارتفاع كبير في الثقافة الصحية بين الناس، وهو أمر مشجع ويساهم في الوقاية من عدد كبير من الأمراض، كما يساهم أيضاً في الكشف المبكر عنها». وتابع: «هذا الأمر يساعدنا كثيراً كأطباء في العلاج، فمن المهم جداً على الناس الذين ترتفع نسبة عوامل إصابتهم بالأورام، الخضوع للفحوص الدورية على اختلافها، فعلى سبيل المثال من الضروري أن تخضع النساء ممن لديهن تاريخ مرضي بأمراض سرطان الثدي، أو تجاوزن 40 عاماً للفحوص الدورية. ومن المهم جداً أن يخضع الرجال الذين بلغوا 50 عاماً لتنظير دوري للقولون. وكذلك ممن يعاني من السمنة والمدخنون. فيجب عدم التردد في الخضوع للفحوص الدورية للتأكد من سلامتكم من أي أمراض الخبيثة».

العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً